فضل الجعدي
ما وراء كواليس انهيار جبهات جيش الشرعية؟!
تنهار الجبهات العسكرية بيد مليشيات الحوثي كلمح البصر ولم نجد أي دعوات للتحشيد، ولم نسمع بأي فتوى جهادية كما يحدث حين تكون المواجهات مع الجنوب.
كما أننا لم نشاهد ذلك الضجيح الإعلامي المعتاد، وهو ما يشير إلى أن ما وراء الكواليس تفضحه الوقائع وتجليه.!
* * *
إن الخطر الحوثي المهدد للداخل والمنطقة والخارج ما كان له أن يصبح كذلك لولا أن هناك من لعب بإعدادات الشرعية وأوهم الجميع بأنه الجدار المنيع لصد مليشيات الحوثي، لتكشف الأيام والوقائع أن ذلك الجدار لم يكن سوى "خيال مآته" عبرت منه ولا سواه الهزائم والخيانات.
* * *
يستجدون سبتمبر الذي أفرغوه من كل معنى باحتفائيات باهتة من وراء جدر لا قيمة لها، باعوه للإمام الجديد بثمن بخس وولوا هاربين يجرون أذيال الهزيمة.
باعوا الثورة وتاجروا بالتاريخ والشهداء كما تاجروا بالدين والوطن، ويتسولون اليوم من سبتمبر نصرا.!!
* * *
وجهوا ضرباتهم لكل القوى المناهضة للحوثي، اغتالوا الشهيد عدنان الحمادي، ناصبوا العداء لأبي العباس وأخرجوه من تعز، وقعوا على اتفاق ستوكهولم لمنع قوات الساحل من تحرير الحديدة، استخدموا كل صور الحرب ضد المجلس الانتقالي، والنتيجة تقوية مليشيات الحوثي والغرق في أوحال إيران.
* * *
من الجنوب بدأت هزائم الحوثيين وفي الجنوب ستكون الخاتمة والمقبرة.
الجنوب يحارب لأجل قضية، والقضية هي عقيدة تسكن القلب والجوارح ولأجل انتصارها تقدم الأرواح قرابين وتضحية.
وعلى مدى ربع قرن ونيف من الكفاح والنضال والتضحيات لم تمت القضية ولن تمت، وغداً يكون الانتصار.
* * *
إن السلام المحتمل الذي تسعى الأمم المتحدة لتحقيقه عبر مبعوثها الدولي لا يمكن أن يتحقق بالصورة التي يراد من خلالها إغماط حق الجنوب في استعادة دولته وتقرير مصيره.
سيكون الأمر غير عادل بعدم تفهم ذلك الحق وعندئذ لن يكون هناك بالمطلق سلام دائم وحل مستدام.
*جمعه "نيوزيمن" من منشورات للكاتب على صفحته في الفيسبوك