كيف ستنتصر في معركة يقودها حليف ماكوده متحلف بحلفائه في الميدان؟
تخيل أنك في حرب مصيرية طويلة المدى، أنت معتدى عليك فيها وتحتاج إلى حليف ينصرك ويحارب في صفك من أجل أن يهزم خصمك؛وتجد شخوصا وجهات متنوعين يستجيبون لك ويحملون معك نفس قضيتك ولديهم الاستعداد للقتال في ذات الخندق الذي أنت فيه لمواجهة معتد يريد أن يحكم الجميع بالخرافات وبقوة السلاح؟
بالنسبة لتحالف الحرب القائمة في البلد منذ 7 سنوات ضد المشروع الفارسي تَصدَّر الإخوان خطاب المعركة وأصبحوا هم القادة في معارك استرداد الدولة اليمنية من مليشيات الحوثي الانقلابية، وهم الذين أيدوا دخول التحالف العربي، وهم الذين قالوا: "شكرا سلمان"؛ "شكرا إمارات الخير".
وهم الذين حشدوا الطاقات إلى الميدان فيما كان البقية من القوى الأخرى المناهضة للمشروع الانقلابي والسلالي مجرد كوم من الحلفاء المستجيبين لداعي تحرير اليمن من المد الفارسي.
وأما كيف ستتعامل مع حليفك هذا الذي جاء أساسا تلبية لدعوتك أنت؟ وكيف ستتعامل أيضا مع بقية حلفائك الذين وجدوا أنفسهم معك في خندق واحد لمواجهة خطر واحد يهدد الجميع بلا استثناء؟
بالنسبة للإخوان؛ أكبر الحلفاء المحليين في الحرب الدائرة منذ 7 سنوات ضد الكهنوت الحوثي؛ يبدو أمر التحالف معهم واحدا من أكثر وأخطر الأمور المركبة لحسم المعارك.
وتقولوا لي كيف؟، وليش؟
أقولكم ببساطة: ذلك لأن الإخوان بطبيعتهم حلفاء ماكودهم متحلفين بحلفائهم الذين يحاربون معهم في ذات الميدان.
وليل الله مع نهاره يتوعدونهم ويثيرون حولهم على الدوام وابلا من التهم ومن الإشاعات وبما يكفي تماما لإرباك سير المعارك ولإهدار الطاقات في مماحكات وفي حروب بينية متكررة للتخلص من الحلفاء أولا؛ قبل التخلص من العدو نفسه.
وهذه على أية حال طبيعة "شمات" متجذرة من زمان في سلوك الجماعة ومش هي من اليوم.
كانوا حلفاء لصالح في حرب صيف 1994 اللعينة ولما اشتد، عودهم وقوي ساعدهم من بعد ذلك رجعوا يتحلفوا بصالح!
وكانوا حلفاء مع السلفيين ومع عدنان الحمادي قائد اللواء 35 في معارك تحرير تعز وفجأة حرفوا مسار المعركة ضد الحوثي وتحلفوا بالسلفيين وحشدوا الطاقات ضدهم.
ومابلا وإلا يخرجوا من تعز منسب يستضوا معركة تحرير اليمن.!
وكملوا يتحلفوا بالسلفيين ورجعوا يتحلفوا بالبطل عدنان الحمادي إلى أن تم اغتياله، ورجعوا يتحلفوا بعدها باللواء 35 إلى أن فسقلوه تماما.
وعلى هذا الرحيل..
سقطت نهم وهم متحلفين بعزيز صغير!
وسقطت البيضاء ومديريات مهمة في شبوة وهم متحلفين بالانتقالي؛ وسقطت أجزاء كبيرة في مأرب وهم متحلفين بطارق عفاش.
واليوم متحلفين بالإمارات، الحليف المهم والحاسم في معارك تحرير الجنوب وتحرير تعز وفي إيصال قوات الشرعية إلى فرضة نهم وفي إيصال قوات الساحل إلى مشارف مدينة الحديدة خلال وقت وجيز.
ومع هذا..
وعلى الرغم من كل الذي قدمه الحليف الإماراتي في الميدان؛ قد اسمهم اليوم عند الجماعة "الاحتلال الإماراتي"..!!
طيب ليش؟ ومسرع قدو احتلال إماراتي؟
وما هو هذا الطبع الشمات الذي يخليك تتحالف مع إنسان وترقص له وتغني له وتركز له وتقوله: "شكرا إمارات الخير".. ولما مايدي لك على ما تشتي أنت ولا يخليك تلعب بكيفك بكل نصر يتحقق في الميدان؛ تقلب عليه وترجع تتحلف به وتشتمه وتنسفه وتبخسه وتقلبه فجأة غريم؟!
طيب لو سألنا مثلا:
- من هو المستفيد الأكبر من شيطنة الإمارات ومن إجبارها على سحب قواتها من الميدان وعاد المعركة مع الحوثيين ما انتهتش أصلا؟
والله يا شعب اليمن ما بنلاقي رابح ومستفيد من انسحاب الحليف الإماراتي ومن شيطنة دور الإمارات في اليمن أكثر من الحوثيين بدرجة أساسية وأكثر من عيال قطر الهاربين اللي اعتقدوا في لحظة طيش أن تدخل التحالف العربي برمته جاء من أجل تمكينهم من السلطة بس!
أو أن الحليف الإماراتي جاء إلى اليمن بكامل عتاده العسكري في مهمة اعتباطية من أجل أن يخطف اللقمة من لقف الحوثي بيد؛ ليطعمها باليد الثانية مقرشة وجاهزة إلى لقف الجماعة؟! ولما ما أدى لهم على ما يشتوا رجعوا يتحلفوا به ويسموه احتلال إماراتي!
والآن يا شعب اليمن، قد احنا على مشارف الدخول إلى سنة ثامنة من الحرب، ومليشيات الحوثي الانقلابية كل يوم تتمدد وتتوغل في أماكن سيطرتها.
والمشروع الإيراني كل يوم يتوغل في الذهنية اليمنية أكثر وأكثر.
والحلفاء الراشدين، الله يرزقهم، ما زالوا على عادتهم يحرروا المحرر، يفحروا في أماكنهم ذاتها ولا عد وصلوا إلى أي مكان جديد، ولا عد تقدموا حتى شبرين في الجبهات من يوم انسحبت الإمارات من الميدان.
ولا غيروا أبدا من تفكيرهم ولا من طريقة أدائهم الرتيب الغبي في خوض معركة التحرير.
ومدري كم شيتحلفوا بي اليوم من بعد هذا المقال.
الله يستر.
*من صفحة الكاتب على الفيسبوك