لقاءات سرية وتحركات مريبة لسفير طهران.. الحديدة تتحول إلى قاعدة إيرانية
السياسية - منذ 4 ساعات و 59 دقيقة
يواصل السفير الإيراني لدى ميليشيا الحوثي في اليمن، علي محمد رضائي، أداء دور محوري في توجيه العمليات العسكرية التي تنفذها الجماعة، خاصة تلك المرتبطة باستهداف السفن التجارية في البحر الأحمر، وإطلاق الطائرات المسيّرة والصواريخ الباليستية تجاه المدن الإسرائيلية.
وكشفت مصادر مطلعة أن رضائي، الذي تم تعيينه رسميًا في صنعاء في أغسطس 2024، بعد وفاة السفير السابق حسن إيرلو، لا يقتصر نشاطه على التمثيل الدبلوماسي، بل يضطلع بأدوار عسكرية واستخباراتية حساسة، تشمل التنسيق المباشر بين الحرس الثوري الإيراني والحوثيين، وتفعيل غرف عمليات مشتركة تضم خبراء من حزب الله اللبناني.
وبحسب ما نقله الإعلامي فارس الحميري عبر صفحته في منصة "إكس"، فقد كشف مصدر خاص عن تحركات مريبة قام بها السفير الإيراني في ظل التوترات المتصاعدة بين إيران وإسرائيل. وجاء في التصريح أن السفير علي محمد رضائي غادر العاصمة اليمنية صنعاء قبل أيام، مستخدمًا وسائل تمويهية، وتوجه إلى محافظة الحديدة الساحلية الواقعة على البحر الأحمر، حيث لا يزال متواجدًا حتى اليوم.
وأضاف: أنه وخلال تواجده في الحديدة، عقد رضائي سلسلة اجتماعات مكثفة مع قيادات من المنطقة العسكرية الخامسة التابعة للحوثيين، بالإضافة إلى قادة من قوات البحرية والدفاع الساحلي، كما انضم إلى بعض هذه الاجتماعات خبيران إيرانيان، بالإضافة إلى قيادات عسكرية حوثية من خارج نطاق المنطقة الخامسة، في مؤشر على تشكيل مركز قيادة مشترك لتنسيق العمليات البحرية.
ووفقًا للمصدر، فإن رضائي يعد من الأهداف الإيرانية عالية الأهمية المدرجة في بنك أهداف إسرائيل، إلى جانب عدد من الخبراء الإيرانيين المتواجدين في اليمن، نظرًا لدورهم المحوري في دعم وتسليح الحوثيين. ومنذ تعيينه، لعب رضائي دورًا رئيسيًا في إعادة هيكلة الدعم اللوجستي والعسكري للجماعة، بعدما كان مشرفًا مباشرا على هذا الدعم من خارج اليمن خلال فترة السفير الراحل حسن إيرلو.
ويؤكد مراقبون أن هذه التحركات تأتي في وقت بالغ الحساسية، حيث تسعى طهران إلى إعادة تفعيل الورقة الحوثية كأداة رئيسية في مشروعها الإقليمي، خاصة بعد الضربات المتلاحقة التي تلقاها حزب الله في الجنوب اللبناني خلال الاشتباكات الأخيرة مع الجيش الإسرائيلي.
ويشير المراقبون إلى أن إيران تعمل على تعزيز نفوذ الحوثيين كذراع هجومية متقدمة، في ظل تنامي العزلة الدولية على طهران، والضغوط العسكرية المتزايدة على حلفائها في سوريا ولبنان.
ويُعتقد أن السفير رضائي، من خلال موقعه داخل اليمن، يعمل على تنظيم وتوسيع العمليات العسكرية البحرية والجوية للحوثيين، والتي تشكل تهديدًا مباشرًا لأمن الملاحة في البحر الأحمر، كما تسعى طهران لإبراز الحوثيين كأداة ضغط استراتيجية على الساحة الدولية في أي مفاوضات مستقبلية بشأن الملف النووي أو النفوذ الإقليمي.
كما أن الرجل وبحسب تقارير غربية، يقوم بدور تنسيقي محوري في تهريب تقنيات الصواريخ والمسيّرات الإيرانية إلى اليمن، ويشرف على تكييفها ميدانيًا بما يتناسب مع بيئة العمليات الحوثية. كما يتولى، بالتعاون مع خبراء من "حزب الله" اللبناني، عقد لقاءات دورية لتدريب وتأهيل المشغلين الحوثيين على أنظمة متطورة، تم مؤخرًا استخدامها في هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وضد أهداف عسكرية ومدنية في العمق الإسرائيلي.
ويعد وجود رضائي في محافظة الحديدة، التي تشهد هجمات حوثية متكررة على السفن التجارية الدولية، مؤشرًا واضحًا على الطابع المنظم والمركزي لهذه العمليات، والتي لم تعد تندرج ضمن ردود فعل عشوائية بل ضمن استراتيجية إيرانية موجهة لفرض النفوذ والسيطرة على واحد من أهم الممرات المائية العالمية.
وتأتي هذه المعلومات في وقت تتكثف فيه الدعوات الدولية إلى تجفيف منابع الدعم الإيراني للحوثيين، وتوسيع نطاق العقوبات المفروضة على شبكات التهريب والتدريب التي يديرها الحرس الثوري بالتعاون مع وكلائه الإقليميين، وعلى رأسهم جماعة الحوثي.