تعذيب وحشي في معتقلات الحوثي يُدخل موظفًا أمميًا في حالة صحية حرجة
السياسية - Sunday 13 July 2025 الساعة 07:15 pm
كشفت مصادر مطلعة عن تدهور الحالة الصحية للموظف الأممي سامي الكلابي، المختطف في سجون ميليشيا الحوثي الإرهابية بصنعاء، منذ منتصف العام 2024، في ظل استمرار الميليشيا بتجاهل المطالب المحلية والدولية بالإفراج عنه.
وبحسب مصدر خاص نقله الصحفي فارس الحميري على منصة "إكس"، فإن الكلابي – وهو أحد العاملين في مكتب المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن – يعاني من ألم حاد في العصب الخامس بالوجه، وهي حالة عصبية تسبب آلامًا شديدة ومفاجئة، قد تزداد خطورتها ما لم يتم إخضاع المصاب لعلاج فوري ومتخصص.
وأكد المصدر أن الكلابي لم يكن يعاني من هذه الحالة قبل اختطافه، مشيرًا إلى أن أعراض الألم الشديد وظهور هذا النوع من المرض تشير إلى احتمال تعرضه للتعذيب المباشر، باستخدام الصدمات الكهربائية، أو الضرب المبرح، أو الضغط على مناطق حساسة كالوجه والفك، أو أساليب التعليق التي يستخدمها الحوثيون على نطاق واسع ضد المختطفين في معتقلاتهم السرية.
وتعد إصابة العصب الخامس من الحالات النادرة والمعقدة، وغالبًا ما ترتبط في حالات المعتقلين بظروف سوء المعاملة، الإهمال الطبي، الحرمان القسري من النوم، الضغط النفسي الشديد، أو حتى الاكتئاب الحاد، ما يُرجح خضوع الكلابي لممارسات قاسية منذ اختطافه.
يُشار إلى أن "ألم العصب الخامس" هو اضطراب عصبي يسبب نوبات من الألم الشديد والمفاجئ في الوجه، قد يستمر لثوانٍ أو دقائق، وتزداد شدته بمرور الوقت ما لم يتم علاجه. وغالبًا ما يظهر نتيجة إصابة جسدية مباشرة أو تلف عصبي بسبب ضغط مستمر أو صدمة كهربائية أو جراحية. ويعد هذا النوع من الألم مؤشرًا واضحًا على استخدام التعذيب الجسدي والنفسي ضد المعتقلين، وهي ممارسة باتت جزءًا من سياسة حوثية ممنهجة تجاه السجناء السياسيين والناشطين والموظفين الأمميين، بحسب تقارير حقوقية عديدة.
واختطفت ميليشيا الحوثي سامي الكلابي في يونيو 2024 من صنعاء، ضمن موجة واسعة من الاعتقالات التي طالت عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في منظمات دولية إنسانية، في تصعيد خطير ضد العمل الإنساني والدبلوماسي في اليمن.
وزُج بالموظف الأممي في سجن تابع لجهاز "الأمن والمخابرات" الحوثي، المعروف بأساليبه الوحشية في التعامل مع المعتقلين، وحرمانهم من أدنى حقوقهم، بما فيها الرعاية الصحية، والزيارات العائلية، والتواصل مع ممثليهم القانونيين أو الجهات الأممية.
وعلى الرغم من المناشدات المتكررة من قبل الأمم المتحدة وعدد من المنظمات الحقوقية والدولية، إلا أن ميليشيا الحوثي لا تزال ترفض الإفراج عن الكلابي أو تقديم أي معلومات موثوقة بشأن وضعه الصحي، ما يضاعف المخاوف على حياته وسلامته.
ويؤكد حقوقيون ومراقبون أن تدهور صحة الموظف سامي الكلابي يعكس حجم الانتهاكات المستمرة التي تمارسها ميليشيا الحوثي بحق المعتقلين المدنيين، في ظل غياب أي مساءلة دولية فعالة. كما طالبوا بتدخل أممي فوري للإفراج عنه ونقله لتلقي العلاج، قبل أن تتدهور حالته بشكل لا يمكن إنقاذه معه.