اليمن تدشّن رسميًا خدمة "ستارلينك" للانترنت الفضائي.. بيع الأجهزة والباقات المعتمدة يبدأ من عدن
إقتصاد - منذ ساعتان و 9 دقائق
في خطوة وصفت بـ"التحول التقني الكبير"، دشّنت المؤسسة العامة للاتصالات، الثلاثاء، في العاصمة عدن، خدمة الإنترنت الفضائي "ستارلينك" عبر طرح أولى أجهزة "Starlink Standard Kit Gen3 V4" للبيع، إلى جانب إطلاق باقات رسمية معتمدة للاشتراك، وذلك بعد أشهر من التحضيرات والتجهيزات الفنية والإدارية.
وبهذا التدشين، تدخل اليمن رسميًا مرحلة جديدة في عالم الاتصالات، لتكون أول دولة في الشرق الأوسط تُطلق خدمة "ستارلينك" بشكل رسمي بالتعاون مع الشركة العالمية المالكة للنظام، عقب توقيع اتفاق حكومي معها في أغسطس من العام الماضي.
وبحسب ما أعلنته المؤسسة العامة للاتصالات، فإن سعر جهاز "ستارلينك" المخصص للاستخدام الشخصي أو المنزلي (Standard Kit Gen3 V4) يبلغ 500 دولار أمريكي، فيما تم اعتماد مجموعة من الباقات الشهرية التي تلبي احتياجات شرائح مختلفة من المستخدمين، على النحو التالي:
باقة 40 جيجا بسعر 47 دولارًا
باقة 1 تيرابايت بسعر 135 دولارًا
باقة 2 تيرابايت بسعر 265 دولارًا
باقة 6 تيرابايت بسعر 800 دولارًا
وأكدت المؤسسة أن الأجهزة والباقات ستُباع عبر نقاط توزيع رسمية ومعتمدة، يجري حالياً توسيع انتشارها تدريجيًا في مختلف المحافظات الخاضعة لإدارة الحكومة المعترف بها دوليًا، داعية المواطنين الراغبين في الاشتراك بالتوجه إلى هذه النقاط لاقتناء الأجهزة وتفعيل الخدمة.
وكانت المؤسسة قد أعلنت في وقتٍ سابق، خلال مايو الماضي، عن استلام أول دفعة من أجهزة "ستارلينك"، تمهيدًا لطرحها في السوق بعد عيد الأضحى، إلا أن تدشين الخدمة تأجل لأسباب تنظيمية، حتى استكمال الترتيبات الفنية والإدارية اللازمة لضمان انطلاقة سلسة ومنظمة.
وبالتزامن مع إطلاق الخدمة، أعلنت المؤسسة عن حملة وشيكة لتصحيح أوضاع أجهزة "ستارلينك" غير الرسمية التي دخلت اليمن بطرق غير قانونية خلال الأشهر الماضية. وتهدف الحملة إلى دمج هذه الأجهزة ضمن المنظومة الوطنية المعتمدة، وضمان توافقها مع الأنظمة الرسمية لتحسين جودة الخدمة، وتقليل مخاطر التشويش أو الأعطال التقنية.
ويرى خبراء في قطاع الاتصالات أن تدشين خدمة "ستارلينك" يمثل نقلة نوعية في البنية التحتية الرقمية لليمن، خاصة في المناطق التي تعاني من ضعف في خدمات الإنترنت الأرضي، حيث تتيح التقنية الجديدة اتصالاً عالي السرعة عبر الأقمار الصناعية، ما يفتح آفاقًا واسعة للتحول الرقمي ودعم قطاعات التعليم، والصحة، والإعلام، والتجارة الإلكترونية.
وتأتي هذه الخطوة في ظل التحديات الكبيرة التي تواجه قطاع الاتصالات في اليمن نتيجة الحرب والانقسام الإداري، حيث يُتوقع أن تُسهم "ستارلينك" في توسيع فرص الوصول للإنترنت الآمن والسريع، وتعزيز استقلالية الاتصال بعيدًا عن العراقيل الجغرافية أو السياسية.