الشرع يؤكد استقلالية سوريا ويبتعد عن الإخوان والربيع العربي
العالم - منذ ساعتان و 41 دقيقة
في خطوة أثارت جدلاً واسعاً على المستوى الإعلامي والسياسي العربي، أكد الرئيس السوري أحمد الشرع في تصريحات حصرية نقلتها قناة "سكاي نيوز عربية" أنه ليس امتداداً لأي حركة جهادية أو تنظيم إسلامي، بما في ذلك جماعة الإخوان المسلمين، وأن سوريا لن تكون امتداداً لتجارب "الربيع العربي". وجاءت هذه التصريحات لتؤكد موقفاً رسمياً كان مستشار الرئيس الصحفي أحمد زيدان قد طرحه سابقاً في مقال له على قناة الجزيرة القطرية، دعا فيه إلى حل جماعة الإخوان ضمن رؤية استراتيجية لإعادة هيكلة الدولة السورية بعيداً عن الهياكل التي تشكل تهديداً لوحدة البلاد واستقرارها.
وأكد الشرع خلال لقائه وفداً من كبار الإعلاميين العرب في دمشق، أن الدولة السورية الجديدة تسعى إلى بناء مؤسساتها على أساس سيادة القانون واستقلال القرار الوطني، بعيداً عن أي انتماءات أيديولوجية أو حزبية قد تعيق جهود التنمية والاستقرار.
ونقلت القناة عن مديرها العام نديم قطيش قوله إن الرئيس الشرع "لا يريد أن يكون امتداداً لأي حركة جهادية، ولا امتداداً لأي تنظيم إسلامي في عقلية الحكم، وليس امتداداً للربيع العربي"، وهو ما أكده لاحقاً نص اللقاء الذي حصلت عليه القناة.
هذه التصريحات لم تمر مرور الكرام، إذ أثارت ردود فعل مختلفة على منصات التواصل الاجتماعي، أبرزها منشور من عبد الله بن محمد المحيسني، قاضي جبهة النصرة سابقاً، الذي أوضح أن الشرع لم يتنكر للثورات أو الجماعات الإسلامية، لكنه يرفض الالتزام بأدبياتها، بما يضمن معالجة علاقات الدولة مع الداخل والخارج وفق مصالحها الوطنية.
ويرى مراقبون أن الشرع يسعى من خلال هذه الرسائل المركبة إلى تحقيق توازن دقيق بين الطمأنة للداخل والخارج، وبين الانفتاح على حوار سياسي وإقليمي مع الحفاظ على "الخطوط الحمراء" في السياسة السورية، خاصة وحدة البلاد وسيادتها. وتستند هذه الاستراتيجية إلى موقف حازم من أي جماعات أو أيديولوجيات قد تهدد الاستقرار، مع حرص على تقديم صورة لدولة سوريا الجديدة ككيان مستقل قادر على إدارة مصالحه دون الانصياع لأجندات خارجية أو تجارب إقليمية مثيرة للجدل.
اللقاء الإعلامي مع الشرع حمل أيضاً إشارات استراتيجية حول مستقبل سوريا، حيث كشف عن مفاوضات محتملة مع إسرائيل قد تفضي إلى اتفاق أمني برعاية أميركية، مما يعكس رغبة دمشق في توظيف السياسة الخارجية لتحقيق الاستقرار الداخلي وتعزيز دورها الإقليمي في مرحلة ما بعد الصراعات الطويلة.
من جانبه، أكد المستشار الإعلامي أحمد زيدان أن نجاح اللقاء في تقديم حوار مثمر بين الرئيس ووفد من أشد منتقديه يمثل نموذجاً نادراً في العالم العربي، ويعكس قدرة القيادة السورية على بناء جسور تواصل تتجاوز الانقسامات التقليدية، وتعزز فرص الدعم الداخلي والخارجي لمسار التنمية وإعادة الإعمار.