المقاومة الوطنية تضيق الخناق على خطوط التهريب في البحر الأحمر
السياسية - منذ ساعتان و 48 دقيقة
تتوالى الإنجازات التي تحققها القوات المشتركة والمقاومة الوطنية في جبهة البحر الأحمر، لتؤكد أن الحرب لم تعد تقتصر على مواجهة مباشرة بالسلاح، بل امتدت إلى ميدان آخر لا يقل خطورة وهي معركة مكافحة التهريب. فالمخدرات والسلاح صارتا أذرعاً خفية للمشروع الإيراني وأدواته الحوثية، تهدف إلى إضعاف المجتمع اليمني من الداخل، وضرب استقرار دول الجوار من الخارج.
وفي هذا السياق، سجلت القوة البحرية للمقاومة الوطنية إنجازاً نوعياً جديداً يضاف إلى سلسلة ضرباتها الموجعة لخطوط التهريب الحوثية.
أعلن الإعلام العسكري للمقاومة الوطنية أن دورية من القوة البحرية نفذت، الخميس، عملية اعتراضية ناجحة لجلبة مشبوهة كانت تبحر قرب الممر الملاحي الدولي في البحر الأحمر. وأفضت العملية إلى ضبط 31 طرداً من مادة الشبو المخدر بوزن إجمالي بلغ 432 كيلوجراماً، جرى تأمينها على الفور ونقلها إلى موقع آمن، تمهيداً لإتلافها وفق الإجراءات المتبعة.
كما تم قطر الجلبة إلى نقطة آمنة وإلقاء القبض على المهربين، الذين أُحيلوا إلى الجهات المختصة للتحقيق وكشف الجهة التي تقف وراء هذه العملية.
ليست هذه العملية معزولة عن سياقها؛ إذ تؤكد مصادر عسكرية أن المخدرات ظلت على مدى السنوات الماضية أداةً أساسية في منظومة الدعم الإيراني للحوثيين.
ففي الداخل اليمني، تُستخدم هذه السموم لتفكيك النسيج الاجتماعي وضرب الشباب اليمني في وعيه وقيمه، بينما يجري إعادة تهريب جزء آخر منها إلى دول الجوار لتقويض أمنها واستقرارها.
يرى مراقبون أن البحر الأحمر أصبح اليوم ساحة مركزية في مواجهة شبكات التهريب الحوثية، إذ تحاول الجماعة استغلال الامتداد البحري الطويل والممرات الدولية الحساسة لتمرير شحنات المخدرات والسلاح، مستغلةً في ذلك ضعف الرقابة البحرية أحياناً وتعقيدات المشهد الأمني.
لكن الإنجازات المتكررة للقوة البحرية للمقاومة الوطنية تظهر أن هذه الشبكات لم تعد تتحرك بحرية، وأن الرقابة الصارمة بدأت تضيّق الخناق على خطوط إمداد الحوثيين.
تؤكد هذه العملية أن معركة اليمنيين وحلفائهم ليست فقط في صد الصواريخ أو الطائرات المسيّرة، بل أيضاً في التصدي لشبكات التهريب التي تمثل شرياناً حيوياً للمشروع الحوثي – الإيراني. فهي رسالة مزدوجة: للداخل اليمني بأن المقاومة الوطنية تخوض معركة دفاع عن المجتمع ضد السموم، وللإقليم والعالم بأن أمن البحر الأحمر لن يُترك رهينة بيد الحوثيين ومن يقف وراءهم.