استقرار المخا يدفع بعجلة التنمية إلى الأمام ويعزز تطبيع الحياة

المخا تهامة - منذ 7 ساعات و 49 دقيقة
المخا، نيوزيمن، خاص:

لم يعد الحديث عن مدينة المخا مقصورًا على ماضيها التجاري والتاريخي، بل صار حاضرها التنموي والاقتصادي نموذجًا بارزًا في بلدٍ مزّقته الحرب. فالاستقرار الأمني والخدمي الذي تعيشه المدينة الساحلية الواقعة غرب تعز، أسهم بشكل مباشر في تعزيز مسار التنمية والدفع بعجلة المشاريع الخدمية والحيوية إلى الأمام، لتتحول إلى مقصد آمن ومزدهر يقصده آلاف الباحثين عن الأمن والخدمات.

وفي ظل هذا المناخ، دشّنت السلطة المحلية، الثلاثاء، تسليم مواقع ثلاثة مشاريع مياه في الريف للجهات المنفذة بدعم من منظمة اليونيسف، وبإشراف مكتب مياه الريف بالمخا، وذلك بهدف التخفيف من معاناة السكان وتوفير خدمة مياه نظيفة ومستدامة.

وتشمل المشاريع المنفذة في مناطق دار الشجاع والمشقر والكديحة، بناء خزانين برجيين، وإعادة ترميم خزان ثالث بارتفاع 12 مترًا وسعة 60 مترًا مكعبًا، إضافة إلى شبكات مد وتوزيع داخلية متعددة الأحجام، مزودة بمضخات مياه ومنظومات شمسية، وتركيب عدادات تغطي أكثر من 1450 أسرة مستفيدة.

وأكد مدير عام المديرية سلطان محمود أن هذه المشاريع تأتي بالتزامن مع العيد الوطني لثورة 26 سبتمبر، وتمثل خطوة نوعية في تحسين الخدمات الأساسية، فيما شدد مدير مكتب مياه الريف عبد القوي سعد على أن المشاريع ستضمن توفير مياه آمنة ونقية لآلاف السكان، بإشراف مباشر من السلطة المحلية وبشراكة مع المقاومة الوطنية والمنظمات الداعمة.

وفي السياق ذاته، افتتحت السلطة المحلية توسعة لمدرستي عاصم بن ثابت الأساسية والمعرفة الأساسية والثانوية في عزلة الجمعة، بتمويل من المجلس المحلي ومنظمات دولية، وإشراف مكتب التربية والتعليم.

التوسعة شملت إضافة 9 فصول دراسية ومكتب إدارة وقاعة للمعلمين في مدرسة المعرفة، و6 فصول إضافية في مدرسة عاصم بن ثابت، لتخفيف الاكتظاظ واستيعاب المزيد من الطلاب. وذكر المدير العام سلطان محمود أن إجمالي التوسعات في مدارس المديرية خلال العام الدراسي 2024 – 2025 بلغ 78 فصلًا دراسيًا، بدعم من المقاومة الوطنية والسلطة المحلية وعدد من المؤسسات، مؤكدًا أن التعليم يحظى بأولوية قصوى باعتباره ركيزة أساسية للتنمية.

ولم تتوقف جهود المخا عند المياه والتعليم، بل شملت مختلف القطاعات الخدمية التي تعكس حيوية المدينة واستقرارها. فالمخا اليوم تعد من أكثر المديريات أمنًا في تعز والساحل الغربي، حيث انعدمت معدلات الجريمة وتوسعت الحريات العامة، ما شجع على ازدهار العمران وتزايد الاستثمارات، وتحولت إلى مركز تجاري رئيسي بعد الحصار الحوثي لمدينة الحديدة، إذ يقصدها سكان الساحل الغربي لتأمين احتياجاتهم.

ويمتاز سكان المخا بتوفر خدمات أساسية كالماء والكهرباء والصحة، في وقت تعاني فيه معظم المناطق اليمنية من انقطاعات متكررة وانهيار شبكات الخدمات. فالبنية التحتية لمشاريع المياه حظيت بصيانة متكاملة من قبل الهلال الأحمر الإماراتي، الذي أعاد تدفق المياه إلى المنازل في وقت قياسي، كما أسهمت جهود القوات المشتركة والتحالف في توفير الأمن والاستقرار الذي جعل المدينة بيئة جاذبة للعيش والاستثمار.

وبينما تغرق مدن أخرى في دوامة الحرب وانهيار الخدمات، تواصل المخا تقديم نفسها كـ"قصة نجاح" على الساحل الغربي، حيث تتكامل مشاريع البنية التحتية والتعليم والمياه مع الأمن المستتب، لتؤكد أن التنمية ليست حلمًا بعيد المنال إذا توافرت الإرادة والدعم والشراكة الفاعلة.