الحوثيون يصعّدون حملات الاعتقالات لمنع الاحتفال بذكرى ثورة 26 سبتمبر
السياسية - منذ 4 ساعات و 9 دقائق
فيما تسعى ميليشيا الحوثي الإيرانية إلى تكريس انقلابها في 21 سبتمبر 2014 باعتباره "ثورة"، تشهد مناطق سيطرتها تصعيدًا غير مسبوق لحملات الاعتقالات والملاحقات بحق الصحفيين والكتاب والنشطاء والمواطنين الذين يعبّرون عن رفضهم لهذا السردية أو يبدون حماسًا لإحياء ذكرى ثورة 26 سبتمبر 1962 التي أسقطت نظام الإمامة، أسلاف الجماعة. ويكشف هذا السلوك القمعي عن هشاشة خطاب الميليشيا الدعائي، وقلقها العميق من أي تعبير شعبي يعيد التذكير بالثورة الجمهورية التي مثّلت محطة فاصلة في تاريخ اليمن الحديث.
وقالت مصادر محلية في صنعاء إن ميليشيا الحوثي أقدمت على اختطاف الكاتب والناشط أوراس الإرياني بعد خروجه من منزله في منطقة سعوان. وأوضحت أن عملية الاختطاف جاءت على خلفية منشورات انتقد فيها يوم 21 سبتمبر، واعتبره ذكرى "نكبة" لليمنيين. وأكدت المصادر أن مصيره ما يزال مجهولًا، وسط إصرار الجماعة على رفض الكشف عن مكان احتجازه أو أسباب اعتقاله.
وفي حادثة مشابهة، اختطفت الميليشيا الصحفي ماجد زايد بعد أن نشر تصريحات ومنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي عبّر فيها عن احتفائه بذكرى ثورة 26 سبتمبر، الأمر الذي اعتبرته الجماعة تحديًا مباشرًا لمحاولاتها طمس هذه المناسبة الوطنية. وأوضحت المصادر أن طقم عسكري قام باعتقال الصحفي ماجد واقتاده إلى جهة مجهولة.
وبحسب المصادر ذاتها، شملت حملة الحوثيين الأخيرة عمليات دهم واعتقال طالت مواطنين ونشطاء في صنعاء ومحافظة حجة ومناطق أخرى خاضعة لسيطرة الميليشيا، على خلفية دعوات شعبية للاحتفاء بذكرى ثورة 26 سبتمبر. وتؤكد هذه الحملة الأمنية أن الجماعة ماضية في التضييق على أي محاولات لإحياء رمزية الثورة التي أطاحت بالنظام الإمامي عام 1962، باعتبارها نقيضًا تاريخيًا لمشروعها الطائفي الحالي.
ويرى مراقبون أن تصاعد الاعتقالات بالتزامن مع احتفالات الحوثيين بذكرى انقلاب 21 سبتمبر، يكشف التناقض الصارخ بين الخطاب الدعائي الذي يزعم "الحرية والنهضة" والواقع الميداني القائم على القمع والإخفاء القسري. كما يعكس القلق المتنامي لدى الجماعة من الحضور الشعبي لثورة 26 سبتمبر، التي لا تزال راسخة في الوعي الجمعي اليمني كرمز للتحرر من الاستبداد والطائفية.