انتفاضة قبلية في صعدة ضد الحوثيين بعد مقتل شابين من أبناء قبيلة وائلة

الحوثي تحت المجهر - منذ ساعتان و 13 دقيقة
صعدة، نيوزيمن:

تتجدّد ملامح التوتر القبلي في محافظة صعدة، المعقل الرئيس لميليشيا الحوثي، مع تصاعد الغضب الشعبي من انتهاكات الجماعة ضد القبائل المحلية. 

الحادثة الأخيرة التي فجّرت الوضع تعكس هشاشة العلاقة بين الحوثيين والمجتمع القبلي، إذ تحاول الجماعة فرض هيمنتها على القبائل عبر الإذلال والمصادرة، وهو ما قوبل برفض مسلح من قبيلة وائلة، إحدى القبائل ذات الامتداد الواسع في صعدة والجوف. وباتت هذه المواجهات مؤشرًا على تنامي السخط القبلي ضد الممارسات الحوثية التي تستهدف الكرامة والمصالح المباشرة للأهالي.

وقالت مصادر محلية إن خمسة أشخاص قُتلوا، بينهم ثلاثة من عناصر ميليشيا الحوثي واثنان من أبناء قبيلة وائلة، خلال اشتباكات عنيفة اندلعت في منطقة العقلة بمحافظة صعدة شمال اليمن. وأوضحت المصادر أن التوتر بدأ حين أوقف مسلحون حوثيون شابين من أبناء القبيلة عند إحدى نقاط التفتيش، وصادروا مركبتهما وسلاحهما الشخصي دون مبرر واضح.

وأضافت المصادر أن الموقف تطوّر سريعًا إلى اشتباك مسلح بين الطرفين، استخدمت فيه الأسلحة المتوسطة، وأسفر عن سقوط قتلى وإصابة آخرين، في حين ما تزال الأوضاع متوترة في المنطقة مع احتمال تجدد المواجهات.

من جانبه، قال محافظ صعدة المعيّن من قبل الحكومة اليمنية، هادي طرشان الوايلي، إن مقاتلي الحوثيين قتلوا شابين من أبناء القبيلة في نقطة تفتيش بمحافظة الجوف، بعد أن رفضا تسليم سيارتهما وسلاحهما الشخصي. وأوضح في تدوينة على منصة "إكس" أن الشابين هما ناصر شتيان الوايلي وعائض شتيان الوايلي، وقد قُتلا على الفور عقب إطلاق النار المباشر عليهما.

وأشار المحافظ إلى أن إطلاق النار لم يسفر فقط عن مقتل الشابين، بل أدى أيضًا إلى إصابة عدد من عناصر النقطة الحوثية، دون أن يصدر عن الميليشيا أي تعليق رسمي حتى الآن بشأن الحادثة.

وبحسب مراقبين، فإن الحادثة تكشف عن تصدّع العلاقة بين الحوثيين والقبائل، حتى في معاقل الجماعة، مع تزايد الانتهاكات التي تطال كرامة وأملاك المواطنين. ويرى خبراء في الشأن اليمني أن مثل هذه الاشتباكات تحمل دلالات سياسية واجتماعية عميقة، إذ تؤكد أن القبيلة – رغم الضغوط – ما تزال تمثل قوة اجتماعية قادرة على تحدي الحوثيين، لا سيما حين يتعلق الأمر بالاعتداء المباشر على أبنائها.