إيران ترد على عقوبات أوروبا بإغراق سفينة هولندية بخليج عدن

السياسية - منذ ساعتان و 35 دقيقة
تعز، نيوزيمن، خاص:

أعلنت المهمة البحرية الأوروبية "أسبايدس" السبت جنوح سفينة شحن هولندية بعد تعرضها لهجوم في خليج عدن، بالتزامن مع إطلاق مليشيا الحوثي تهديدات نحو أوروبا على خلفية فرض الأخيرة لعقوبات على إيران.

وقالت "أسبايدس" بأن السفينة (MV MINERVAGRACHT) تعرضت ظهر اليوم لهجوم على بعد 128 ميلًا بحريًا جنوب شرق ميناء عدن باليمن، ما أدى إلى اشتعال النيران في السفينة، مؤكدة بأنها باتت حاليًا جانحة في عرض البحر وأنها تُشكّل "الآن خطرًا ملاحيًا".

"أسبايدس"، التي قالت بأن السفينة لم تطلب حمايتها قبل الهجوم، أوضحت بأنها تلقت عقب الهجوم طلب استغاثة عاجل من قائد السفينة، وأنها بدأت استجابة فورية لإنقاذ جميع أفراد الطاقم البالغ عددهم 19 عضوًا (روس، أوكران، الفلبين، سريلانكا)، من بينهم اثنان مصابان بإصابات خطيرة.

وبحسب مواقع تتبع حركة السفن، فإن سفينة الشحن المستهدفة بالهجوم ترفع العلم الهولندي وكانت في طريقها من ميناء جيبوتي إلى ميناء مومباي في الهند.

وفي حين لم تتبنى مليشيا الحوثي الإرهابية الهجوم حتى وقت متأخر من مساء السبت، إلا أن إفادة سكان محليين في مديرية مكيراس بمحافظة البيضاء بإطلاقها لصاروخ باليستي باتجاه البحر تؤكد وقوفها وراء الهجوم.

اللافت في هذا الهجوم، الذي يعد الأول من نوعه في خليج عدن منذ نحو عام، أنه جاء مع توجيه مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران لهجوم عنيف نحو أوروبا على خلفية إعادة فرض العقوبات على النظام الإيراني.

ونشر إعلام المليشيا بيانًا باسم وزارة الخارجية بحكومة المليشيا غير المعترف بها، أعلنت فيه رفض ما أسمتها "السياسات العدائية تجاه الجمهورية الإسلامية الإيرانية".

واستنكرت البيان ما أقدمت عليه "الترويكا الأوروبية"، المكونة من فرنسا وألمانيا وبريطانيا، من إعادة فرض العقوبات على إيران.

وأكد الاتحاد الأوروبي، الاثنين، أنه أعاد فرض عقوبات واسعة النطاق على إيران على خلفية برنامجها النووي، بعدما أعادت الأمم المتحدة فرض عقوباتها، فجر الأحد.

وجاء إعادة تفعيل العقوبات الأممية إثر لجوء الترويكا الأوروبية إلى "آلية الزناد" المنصوص عليها في الاتفاق النووي الذي أبرمته إيران مع القوى الكبرى عام 2015، بعدما فشلت المفاوضات بين الترويكا الأوروبية وإيران، وبعد محاولات غير مثمرة من قبل روسيا والصين في مجلس الأمن الدولي لتمديد رفع العقوبات 6 أشهر إضافية.

وتتضمن العقوبات الأوروبية حظرًا على صادرات السلاح والمواد المرتبطة بتخصيب اليورانيوم والصواريخ الباليستية، وحظر السفر، وتجميد أصول شخصيات وكيانات إيرانية، إضافة إلى حظر مالي وتجاري يشمل النفط والغاز والمنتجات البتروكيميائية.

كما أعيد تجميد أصول البنك المركزي الإيراني وعدد من البنوك الكبرى، مع حظر طائرات الشحن الإيرانية من دخول مطارات الاتحاد الأوروبي، وهو ما يُفسر ردود الأفعال الغاضبة من قبل النظام الإيراني على عودة العقوبات الأوروبية.

هذا الغضب الإيراني تجسّد في دفع طهران ذراعها في اليمن، المتمثل بمليشيا الحوثي، إلى تهديد دول الترويكا الأوروبية وأمريكا في بيان وزارة خارجيتها من "التداعيات المحتملة لإعادة فرض العقوبات على إيران".

وهدد البيان الحوثي بـ "تصعيد يُهدد الأمن الإقليمي والدولي" كتداعيات مزعومة لإعادة أوروبا فرض العقوبات على إيران، ويبدو أن المليشيا قد سارعت إلى تنفيذ هذا التهديد بالهجوم العنيف على السفينة الهولندية في خليج عدن.