تهديدات بلا أنياب.. الحوثيون يحفظون ماء الوجه بعقوبات شكلية
السياسية - منذ 3 ساعات و 53 دقيقة
أعلنت ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران فرض ما أسمتها "عقوبات" على شركات نفط أمريكية كبرى، في خطوة وُصفت بأنها محاولة للتصعيد الإعلامي والسياسي أكثر من كونها ذات أثر فعلي.
وقالت هيئة "مركز تنسيق العمليات الإنسانية" التابع للميليشيات في صنعاء أنه تم فرض إجراءات عقابية على شركات نفط أمريكية بارزة بينها إكسون موبيل وشيفرون، إلى جانب 9 مسؤولين تنفيذيين وسفينتين تجاريتين. مدعين إن هذه الإجراءات تأتي ردًا على العقوبات التي فرضتها واشنطن ضد الحوثيين في وقت سابق من هذا العام، رغم اتفاق الهدنة الذي كان قد وُقّع مع إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، وتعهّد الحوثيون فيه بوقف مهاجمة السفن الأمريكية في البحر الأحمر وخليج عدن.
المركز الحوثي أوضح في بيانه أن الهدف من هذه "العقوبات" ليس العقاب في حد ذاته، بل إحداث "تغيير سلوكي إيجابي"، على حد وصفه، لكنه في الوقت نفسه أشار إلى نية الجماعة استهداف السفن والشركات المدرجة على القائمة، ما يثير المخاوف من العودة إلى استهداف الملاحة الدولية في الممرات الحيوية.
الخطوة جاءت بعد أقل من 24 ساعة على إعلان الحوثيين مسؤوليتهم عن هجوم صاروخي استهدف سفينة شحن هولندية بخليج عدن، أدى إلى إصابة اثنين من أفراد الطاقم واشتعال النيران على متنها.
من جانبها، أكدت الحكومة اليمنية أن ممارسات الحوثيين حوّلت البحر الأحمر إلى "ساحة تهديد خطيرة" تستهدف السفن التجارية والملاحة الدولية.
وقال وزير الخارجية شائع الزنداني: "إن التهديدات الحوثية "انعكست سلبًا على حركة التجارة العالمية، ورفعت تكاليف الشحن والتأمين، وأثرت مباشرة على الأمن الغذائي وإيصال المساعدات الإنسانية، وشكلت تهديدًا للسلام والأمن في المنطقة".
وأشار الزنداني خلال مشاركته في المائدة المستديرة حول تعزيز الأمن في منطقة البحر الأحمر ضمن لقاء قادة ميونخ المنعقد في العُلا السعودية، إلى أن هذه التهديدات "متداخلة مع شبكات تمتد عبر القرن الأفريقي، وتشمل جماعات تهريب السلاح والبشر والتنظيمات المتطرفة والقرصنة البحرية، الأمر الذي يجعل من البحر الأحمر وباب المندب مسرحًا للجريمة المنظمة والإرهاب العابر للحدود". وشدد على أن دعم الحكومة اليمنية "يمثل أولوية ملحّة عبر شراكة حقيقية تمكّنها من المساهمة في حماية الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي".
ولفت إلى أن أي تسوية سياسية شاملة في اليمن ستظل رهينة بوقف التدخلات الإيرانية التي تمكّن الحوثيين من تقويض جهود السلام واستهداف الملاحة الدولية، مؤكدًا أهمية "إجراءات دولية جماعية ضد المليشيات، وتصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية دولية لإضعافهم وضمان استعادة الأمن والاستقرار".
وفي السياق، اعتبر محمد الباشا، المحلل المستقل في شؤون الشرق الأوسط، بحسب ما نقلته وكالة رويترز: "أن الإعلان الحوثي لا يعدو كونه "خدعة إعلامية وطريقة لحفظ ماء الوجه وطمأنة أنصارهم"، في ظل الضغوط المتزايدة من العقوبات الأمريكية والتوترات الإقليمية".
وأضاف الباشا أن "من غير المرجح أن تؤثر هذه الخطوة على سوق النفط العالمي، إذ أن معظم التجارة في المنطقة تديرها شركات صينية وروسية وإيرانية وخليجية، وهي علاقات يسعى الحوثيون للحفاظ عليها".