إثارة الأوضاع بالمناطق المحررة بدل غزوها.. إقرار حوثي بالعجز عن العودة للحرب
السياسية - منذ ساعتان و 45 دقيقة
في موقف لافت، كشف القيادي البارز في صفوف مليشيا الحوثي الإرهابية، محمد البخيتي، عن عجز المليشيا في العودة إلى الحرب والسيطرة على المناطق المحررة.
ونشر البخيتي تغريدات على منصة "إكس"، قال إنها "مكاشفة ومصارحة للشعب اليمني"، زعم فيها أن الحلّ السياسي في اليمن لم يعد ممكنًا، مدعيًا أن السبب يعود لغياب القرار لدى الشرعية.
إلا أن البخيتي أقر ضمنيًا، في ذات الوقت، بصعوبة عودة مليشيا الحوثي إلى الحرب المتوقفة منذ اتفاق الهدنة الأممية في إبريل 2022م، حيث قال إن "ما يعيب خيار الحسم العسكري في اليمن هو كلفته الباهظة، لا سيما في ظل الظروف الراهنة".
كما حاول البخيتي تبرير هذا الموقف بالزعم أن "استمرار الحروب الداخلية والإقليمية لا تزال تمثل مصلحة استراتيجية واقتصادية لأمريكا وبريطانيا"، إلا أنه قدّم بديلًا أمام عجز المليشيا عن مواصلة الحرب نحو المناطق المحررة، يتمثل في محاولة إثارة الأوضاع داخلها.
وقال إن ذلك يُمهد لما وصفه بـ"تحرك شعبي من صعدة إلى المهرة"، مؤكدًا أنه "الخيار الأنسب لتحرير اليمن من الاحتلال واستعادة ثرواته النفطية والغازية والمعدنية"، واصفًا ذلك بأنه "حرب التحرير دون تمكين العدو من تحويرها لحرب داخلية"، وختم بالقول: "ونحن سنكمل المهمة".
حديث البخيتي يُعد لافتًا وغير مسبوق، إذ يحمل إقرارًا ضمنيًا، ولأول مرة من داخل صفوف مليشيا الحوثي الإرهابية، بتكلفة العودة إلى الحرب المتوقفة منذ ثلاث سنوات، ومحاولة السيطرة على المناطق المحررة.
اللافت أن هذا الإقرار يأتي بعد يوم واحد من إعلان المليشيا مصرع رئيس أركانها محمد الغماري، بعد أسابيع من استهدافه بغارات إسرائيلية شهدتها صنعاء أواخر أغسطس الماضي، وأدت أيضًا إلى مصرع رئيس حكومة المليشيا وسبعة من وزرائها.
ويُعد الغماري أرفع مسؤول عسكري في صفوف مليشيا الحوثي يتم استهدافه منذ تدشين المليشيا لتصعيدها ضد الملاحة الدولية ونحو إسرائيل تحت لافتة "إسناد غزة"، ويمثل استهدافه ضربة موجعة للمليشيا المدعومة من إيران.
كما أن إقرار المليشيا بمصرع الغماري، بعد أسابيع من التكتم وإنكار استهدافه، نسف محاولاتها في نفي حدوث اختراق استخباري لإسرائيل داخل صفوفها، بعد أن حاولت التقليل من أهمية استهداف إسرائيل لحكومتها، ووصفت الأمر بأنه استهداف لعناصر مدنية.
ليأتي الإقرار بمصرع الغماري ويؤكد تعرض المليشيا لخرق استخباري كبير أوصل تل أبيب إلى واحد من أهم العناصر العسكرية والعقائدية للمليشيا، ما يجعله حدثًا فارقًا سيلقي بتداعياته مستقبلًا على المليشيا، ويجبرها على إعادة ترتيب أوراقها وخياراتها المستقبلية، وفق مراقبين.
ويؤكد المراقبون أن مصرع الغماري كشف هشاشة المليشيا الحوثية في مواجهة القدرات الاستخبارية لإسرائيل ومن خلفها الغرب، ويفتح الباب أمام إمكانية استهداف قيادات أخرى، بما في ذلك زعيم المليشيا، التي تجد نفسها اليوم أمام معركة صعبة تُضعف قدرتها على خوض معارك شاملة في الداخل، وهو ما عبّرت عنه تصريحات البخيتي.