إصابة قائد اللواء الخامس حرس رئاسي، ومقتل اثنين من مرافقيه في تعز

السياسية - منذ 3 ساعات و 20 دقيقة
تعز، نيوزيمن، خاص:

في تصعيد جديد يُبرز هشاشة الوضع الأمني في مدينة تعز، أصيب العميد الركن عدنان رزيق، قائد اللواء الخامس حرس رئاسي، الأربعاء، في هجوم بعبوة ناسفة استهدفت موكبه أثناء مروره في شارع الحصب غربي المدينة، ما أسفر عن مقتَل اثنين من مرافقيه وإصابة آخرين بجروح متفاوتة.

وأكد مصدر أمني أن الانفجار وقع أثناء مرور موكب القائد العسكري، مشيرًا إلى أنه تم نقل العميد رزيق إلى أحد المستشفيات لتلقي العلاج، وأن حالته الصحية مستقرة. وأوضح المصدر أن فرق الأدلة الجنائية باشرت جمع العينات ومخلفات الانفجار، لافتًا إلى أن التحقيقات الأولية تُشير إلى أن العبوة تم زرعها مسبقًا على جانب الطريق وتفجيرها عن بُعد لحظة مرور الموكب.

وفي أول تعليق رسمي، أصدر محور تعز العسكري بيانًا أكد فيه نجاة العميد الركن عدنان رزيق من محاولة اغتيال فاشلة، متهمًا ميليشيات الحوثي الإرهابية بالوقوف وراء الهجوم. وأشار البيان إلى أن الهجوم أعقبه قصف مدفعي مكثف بقذائف الهاون استهدف مواقع القوات الحكومية في الجهة الغربية للمدينة، في محاولة لإرباك الموقف وإخفاء آثار الجريمة.

وأضاف البيان أن الهجوم بدأ بانفجار عبوة ناسفة استهدفت الموكب، أعقبها قصف متزامن من مواقع الحوثيين شمال غرب المدينة، ما يؤكد – بحسب البيان – وجود تنسيق مسبق بين الخلايا الحوثية النائمة داخل المدينة والقوات المتمركزة خارجها.

وتُعد هذه الحادثة الأحدث في سلسلة من الهجمات التي استهدفت قيادات عسكرية وأمنية في تعز خلال الأشهر الأخيرة، في ظل استمرار حالة الانفلات الأمني وتعدد مراكز النفوذ المسلحة داخل المدينة الواقعة تحت سيطرة حزب الإصلاح (الفرع المحلي لجماعة الإخوان المسلمين).

ويرى مراقبون أن محاولة اغتيال العميد رزيق تمثل رسالة تهديد مباشرة إلى القيادات الميدانية التي تقود المواجهات ضد ميليشيا الحوثي في الجبهات الغربية لتعز، مشيرين إلى أن العملية تحمل بصمات اختراق أمني خطير داخل البنية الأمنية والعسكرية للمدينة.

وتعكس هذه العملية – وفقًا لمحللين عسكريين – تصاعد حالة التنافس والصراع داخل تعز بين الأجنحة المسلحة المتعددة الولاءات، ما جعلها بؤرة توتر أمني دائم تُستغل من قبل الميليشيات الحوثية لتنفيذ عمليات نوعية تستهدف القيادات الفاعلة.

كما أن تزامن الهجوم مع القصف الحوثي المباشر يُشير إلى مستوى من التنسيق الميداني والاستخباري، الأمر الذي يُهدد بتقويض الجهود الحكومية الهادفة إلى إعادة ضبط الأمن واستعادة مؤسسات الدولة داخل المدينة.

ودعت شخصيات سياسية وعسكرية إلى تحقيق عاجل وشفاف في الحادثة، ومراجعة آليات التنسيق بين الأجهزة الأمنية والعسكرية في تعز، مؤكدين أن استمرار هذا النمط من العمليات يضعف الثقة العامة ويهدد بانهيار ما تبقى من المنظومة الأمنية في المحافظة.