أكاديمي سعودي:ستبقى اليمن بشقيها الشمالي والجنوبي عمقاً استراتيجيا للمملكة .

أكاديمي سعودي:ستبقى اليمن بشقيها الشمالي والجنوبي عمقاً استراتيجيا للمملكة .

السياسية - Monday 01 December 2014 الساعة 01:18 pm

استعراض/فؤاد الحصري،نيوزيمن: في الوقت الذي ترتفع فيه بعض الأصوات اليمنية وخاصة من ابناء الجنوب المطالبة بفك الارتباط او بما يسمى بالانفصال وتداعيات نشوب أزمة حقيقة في البلد بين إطراف ربما فقدت مصالحها او ربما لا تنظر الى المستقبل بعمق ، وما تلك الأصوات التي ترتفع تارة وتختفي تارة أخرى ماهي الا مجرد فرقعات فيما ان الوحدة اليمنية لاخوف عليها طالما وان ابناء الجنوب الحقيقون يرفضون مثل تلك التداعيات التي لاتمت بصلة للشارع اليمني ، ففي مثل هذه الاوقات الحالكة والمشهد الضبابي الذي يخيم على الساحة اليمنية وخاصة جنوب اليمن تطالب نخب ومثقفين وسياسيون واكادميون من مختلف الدول العربية والشقيقة بضرورة وحدة اليمن ارضاً وانساناً ، وفي ذات الصدد اكد الكاتب والأكاديمي السعودي الدكتور/ محمد بن عبدالله آل عبداللطيف الاكاديمي في جامعة الملك سعود ان اليمن ستبقى بشقيها الشمالي والجنوبي، بحكم موقعها الجغرافي عمقاً استراتيجيا للمملكة العربية السعودية ، والمملكة تولي اهتماماً بالغاً باليمن وأنشأت حكومة المملكة لجنة عليا مختصة بالشأن اليمني رأسها وزير الدفاع الراحل سمو الأمير سلطان رحمه الله... وقال في مقاله الأسبوعي المنشور في صحيفة الجزيرة السعودية بعنوان "قطار الرياض...صنعاء السريع" ان الجغرافيا والتاريخ يجعلان اليمن بلدا حيويا جداً للمنطقة وللمملكة بوجه خاص، فاليمن بموقعه المتميز وامتداده الجغرافي وثرواته الطبيعية كان منذ القدم محل صراعات هدفت للسيطرة عليه، ومنها صراع حبشي - فارسي قبل ظهور الإسلام بما يزيد على ألفي عام، وقد حكم الفرس اليمن فترة طويلة. وقد أرسل النبي محمد عليه أفضل الصلاة والسلام من أوائل رسله رسول لملوك اليمن، وكان لقريش رحلة سنوية لليمن لما فيه من خيرات كثيرة عندما كان يسمى لذلك باليمن السعيد. وأكد أن اليمنيون ساهموا في بناء نهضة المملكة وتحديثها، ولديهم دور مشهود في بناء الأعمال في المملكة فهم أول من مارس تجارة الاستيراد، وأول من أنشأ بنوكا ومؤسسات صيارفة، ومنهم كان وزراء ومدراء على مختلف المستويات، ونحن كعرب جذورنا جميعها في اليمن، وكثير من القبائل السعودية لها امتدادات في اليمن، فكل شيء يوحي بالتكامل: الجغرافيا، التاريخ، المصالح، التركيبة السكانية ولا يستثنى من ذلك إلا المستوى السياسي الذي هو دائما في حالة تجاذب كلفت الجانبين الكثير من الخسائر المادية والبشرية التي لو صرفت على التكامل لكان ذلك ارخص بكثير. وتسال حول إمكانية تغيير الإستراتيجية تجاه اليمن بشكل جذري بحيث يتم التعامل مع قطاعات الشعب اليمني مباشرة عبر سياسة تكامل على مختلف الأصعدة معه، فاستقرار اليمن ليس مهم للمملكة فقط بل قد يكون مفيدًا جدًا ولحدود بعيدة عن التصورات الحالية. وأضاف أن اليمن لم يفقد موقعه الاستراتيجي قط وكان محل اهتمام الأتراك والإنجليز وأخيراً الاتحاد السوفيتي السابق الذي حاول بناء دولة تدور في فلكه في اليمن الجنوبي. ومؤخراً إيران للحصول على موطئ قدم على باب المندب ، ولا شك أن التاريخ يخبو ولا يموت ولا زال لليمن عمق تاريخي عظيم وإمكانيات كبيرة للنهوض مجددا يمكن البناء عليها. وشدد في مقاله أن يكون للمملكة موقف مختلف من اليمن تمليه مصلحتها الذاتية ومصالحهما المشتركة مع اليمن فقط، وأن تكون إستراتيجيتها في ذلك مستندة إلى عوامل مستقلة عن مواقف مجلس التعاون إذا لزم الأمر، وألا تعول هنا على قبول دول الخليج لليمن في المجلس لتحدد سياستها وإستراتيجيتها المستقبلية تجاهه، فالمملكة تملك عوامل ومصالح إستراتيجية خاصة بها ومهمة لاستقرارها فيما يخص اليمن. وأردف آل عبداللطيف ان بعد ظهور جماعات كجماعة الحوثي والتي تديرها جهات خارجية من أجل استهداف المملكة، وبعد ظهور معطيات أخرى على مستوى مجلس التعاون الخليجي، قد يجدر بنا أن نعيد النظر في توجهاتنا حيال اليمن لأسباب لعل من أهمها أن أي صراع عسكري مع اليمن، لا سمح الله، سيكون مكلفاً أكثر من أي سياسات لاحتوائه، بل على العكس من ذلك، فمن وجهة النظر الإستراتيجية قد يكون اليمن حليفا استراتيجياً قوياً يعتمد عليه فيما لو تم التأكيد على العوامل المشتركة بين البلدين. فالحوثي مرحلة عابرة، وميلشياته مجموعة من المرتزقة الذين يصرف على شراء ذممهم هو وحلفائه مبالغ طائلة من المال مستغلين في ذلك فقرهم وحاجتهم. وأشار أن تحسن الوضع في اليمن سيسهم في زيادة الاستقرار فيه، فاليمن اليوم أشبه بالمملكة قبل الوحدة والنفط، قبائل وعشائر متناحرة تتصارع حول موارد العيش، ولو استقر الوضع الاقتصادي في اليمن وتحسن المستوى المعيشي والتعليمي للفرد اليمني ستتغير نظرته لجارته الأزلية من نظرة غيرة وغبطة وربما حنق، إلى علاقة محبة وتكامل، واليمن في نهاية الأمر شعب عربي شقيق ومساعدتنا له واجب علينا على أي حال ،متسائلاً في نهاية مقاله هل نرى يوما يكون فيه قطار سريع يربط صنعاء بالرياض.