الزُبيدي يؤكد: الوجهة صنعاء مهما حاولت بعض القوى حرف مسار المعركة
السياسية - منذ ساعة و 53 دقيقة
عدن، نيوزيمن، خاص:
جدد عضو مجلس القيادة الرئاسي ورئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، عيدروس قاسم الزُبيدي، التأكيد على أن الهدف الاستراتيجي للقوى الوطنية المناهضة لمليشيات الحوثي الإرهابية يتمثل في تحرير مناطق الشمال، وصولاً إلى صنعاء، معتبرًا أن هذه المهمة هي العمود الفقري للمعركة الوطنية، بغض النظر عن محاولات بعض الجهات إحرافها إلى صراعات جانبية.
جاء ذلك خلال لقائه، الخميس، في القصر الرئاسي بالعاصمة عدن، بقيادات جبهة مريس وحجر شمال محافظة الضالع، حيث جرى استعراض مستجدات الأوضاع العسكرية على خطوط التماس مع الحوثيين، وسبل تنسيق الجهود لمحاربة التصعيد الحوثي في مختلف المناطق.
وقال الزبيدي في كلمته أمام القيادات الميدانية: "إن الإجراءات التي نفذتها القوات الجنوبية مؤخرًا في محافظتي حضرموت والمهرة جاءت في سياق تأمين الجنوب المحرر، ليكون منطلقًا لتحرير مناطق الشمال، مؤكدًا أن الوجهة هي صنعاء مهما حاولت بعض القوى حرف مسار المعركة عبر افتعال صراعات جانبية".
وتأتي تصريحات الزبيدي في وقت تشهد فيه الجبهات الشمالية والوسطى تصعيدًا متواصلًا من قبل مليشيات الحوثي، التي لم تتراجع عن محاولاتها لفرض نفوذها عبر القوة، ما يعيد طرح النقاش حول مسار التحرير الوطني المشترك. ويعكس تأكيد الزُبيدي على صنعاء سعي المجلس الانتقالي الجنوبي لتثبيت فكرة أن المعركة مع الحوثي ليست محصورة جغرافيًا، بل هي مشروع استعادة الدولة بكامل ترابها.
كما يشير تصريح الزُبيدي إلى أن تحركات القوات في حضرموت والمهرة تقبع ضمن استراتيجية أوسع تهدف إلى إبقاء الجنوب آمناً وقوة مؤثرة في المعركة الوطنية، بدلًا من أن تتحول إلى ساحات نزاعات داخلية تلهي القوى الوطنية عن مواجهة العدو الرئيسي.
وأثنى الزبيدي على المواقف الوطنية لأبناء مريس و قعطبة، معبّرًا عن تقديره لـ«تلاحمهم واصطفافهم جنبًا إلى جنب مع إخوانهم في خطوط المواجهة على امتداد جبهات شمال الضالع» في مواجهة ما أسماه المشروع الإيراني الذي تقوده المليشيات الحوثية الإرهابية.
وحث الزُبيدي على عدم الالتفات لحملات التشويش والضجيج الصادرة عن جهات وصفها بأنها فقدت تأثيرها السياسي، مؤكدًا أن الالتزام بالمسؤولية الوطنية والشراكة الصادقة هو الطريق الوحيد لتحقيق النصر.
وأضاف الرئيس: "نتألم ونحن نشاهد إخوتنا في المناطق الوسطى والشمالية يتعرضون للقتل والاضطهاد على أيدي المليشيات بعد أن خذلتهم قيادة كانوا يعولون عليها لتحرير مناطقهم، وانحرفت عن مسار التحرير نحو مصالحها الخاصة على حساب المصلحة الوطنية العليا". وأكد أن الشمال اليوم بحاجة إلى قيادة شجاعة قادرة على اتخاذ القرارات المصيرية وتحمل المسؤولية.
وفي ختام اللقاء، أشاد الزُبيدي بـ"الروح القتالية العالية" التي يتحلى بها أبطال القوات المسلحة المرابطون في جبهة مريس وعلى امتداد جبهات شمال الضالع، موجّهًا لقيادات الجبهة برفع درجة الجاهزية والاستعداد القتالي، وتعزيز الانضباط العسكري والتدريب المستمر للمقاتلين، بما يسهم في رفد الجبهة بالقدرات اللازمة لتنفيذ المهام المستقبلية.
سياق هذه التصريحات يعكس تصعيدًا سياسيًا واستراتيجيًا من جانب قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي، التي تسعى إلى ضمان أن يكون الجنوب جزءًا فاعلًا في معركة التحرير الوطني الشامل، لا أن يكون مسرح صراعات جانبية يمكن استغلالها من قبل أطراف داخلية أو خارجية لإضعاف الجبهة الوطنية الموحدة ضد الحوثي.
وبينما تؤكد القيادات الجنوبية أن صنعاء هي الهدف النهائي، يبقى السؤال الأبرز حول إمكانية توحيد الصف الوطني داخل معسكرات المقاومة المختلفة، وتجاوز الانقسامات السياسية التي لطالما أثرت على الديناميكية القتالية، خصوصًا في ظل تعدد القوى السياسية والعسكرية في الساحة اليمنية.
>
