آ تعيش تعز اليوم ظرف استثنائي ومفصلي ، غير كل مناطق اليمن ، تمييزا تكرر في كل احداث التاريخ اليمني ، سواء من حيث استهدافها ، او من حيث تفاعلها مع المتغيرات في مسار النضال من أجل الدولة والقانون ، والمواطنة المتساوية ، إذ كانت تعز العنوان الابرز لكل حلم طموح يرمي الى تجاوز حالة التخلف والإنتكاس الذي عانته وتعاني منه اليمن منذ عقود من الزمن ، فلقد كان ابناءها وقود كل ثورة ورواد كل تغيير منشود ، على اكثر من مستوى وفي اكثر من مجال ، وبالرغم من انهم لم يحققوا بنضالاتهم وتضحياتهم الجسيمة ، تغيير حقيقي يعتمد عليه في مشوار بناء الدولة ، الا انهم كانوا المانع الأكبر لتلاشي فكرة التغيير والنضال ، وقد خسروا مقابل ذلك كثير من فرص النهوض بمحافظتهم ، باستهداف السلطة العصبوية العنصرية المتعاقبة على الحكم كل ما يمت لأرضهم ولهم بصلة ، حسابا على تفاعلاتهم .
الحالة اليوم تفرض نضالا جديدا ، لهدف اقرب الى التحقق ، مبرراته الموضوعية بكل الحسابات مكتملة ، نضال يجعل من تعز نقطة عبور الى الحلم الوطني ، تنتصر به تعز على كل الاستهدافات الممنهجة التي طالتها وما تزال ، وبه تنتزع كل حق هو لها ، وكل استحقاق يجعل منها ذاتا مستقلة ، غير خاضعة لحساب النفوذ .
ان الملتقى الوطني لقضية تعز ، وهو يقف امام ما تشهده تعز ، ليثمن عاليا بطولات المقاومين وانتصاراتهم على جحافل الغزاة ، ويهيب بكل ابناء تعز الدفاع عن كرامتهم والذود عن ارضهم . كما وقف الملتقى اما اعتقال المليشيات العسكرية الغازية للدكتور ياسين القباطي ، والدكتور عبدالرحيم السامعي ، الناشطين في اعمال الاغاثة الانسانية ، محملا اياها مسؤولية تعرض حياتيهما لأي خطر ، ويدعوا كل المنظمات الانسانية والحقوقية تبني قضيتيهما ، وقضايا كل المختطفين لدى المليشيات العنصرية ، وتحمل مسؤولياتها تجاههم . ويؤكد ان مثل هذه الافعال لن تثني ابناء تعز عن الدفاع عن ارضهم وعرضهم وكرامتهم ، حتى الانتصار .
صادر عن الهيئة التنفيذية للملتقى الوطني لقضية تعز
