السياسية -
Tuesday 17 November 2015 الساعة 09:18 pm
مشاركة
آ أحمد البكاري:
من لم يمت في تعز، برصاصة وقذائف مليشيا المخلوع والحوثي، تمنحه الموت الإجباري على قارعة الطريق بحثاً عن حياة. هذا ما حصل للحاج عبده حسن الذي يعاني من مرض الفشل الكلوي.
يوم أمس وصل عبده حسن منطقة حبيل سلمان _ حيث المدخل الغربي الوحيد للمدينة، والذي تسيطر عليه المليشات ومنه تفرض حصاراً مطبقاً عليها منذ أشهر _ قادماً من المخا للعلاج في قسم الغسيل الكلوي بمستشفى الثورة، بعد أن أغلق مستشفى الجمهوري القسم، والذي كان يتلقى عملية الغسيل فيه، منذ فترة، فمنعته المليشات من الدخول في منفذ حبيل سلمان (معبر رفح).
لقد أصبحت حياته في خطر، بسبب تدهور حالته الصحية، اليوم حاول بتوسل واستعطاف مع المليشيات السماح له ولو مشياً على الأقدام؛ لينقذ حياته، فهو بحاجة ماسة لعملية الغسيل، فلن يستطيع العيش ليوم غدٍ، نتيجة عدم إجراء عملية الغسيل بشكل منتظم، لسوء الظروف، والحصار والحرب الذي تفرضهما المليشات على المدينة، رغم ذلك، لم تسمح له بالدخول، وأجبرته على العودة.
ونتيجة لعدم وجود مواصلات، ظل يمشي إلى جولة بيرباشا غرب المدينة، هناك على الرصيف باغته الموت، بعد محاولات ليومين مع مليشيا ليس لديها أي ضمير أخلاقي وانساني، وهو الصرارع المرير والألم الذي عاني منه الحاج عبده، أكبر من صراعه مع المرض الذي يعانيه طوال فترة خلت.
آ
صار جثة هامدة، لتبقَ شاهدةً على قبح وإجرام هذه العصابات، التي تجعل الإنسان يموت على قارعة الطريق وهو يبحث عن حياة.
حاول أحد موظفي قسم الغسيل الكلوي بمستشفى الجمهوري ومعه شخص آخر، بعد أن تلقى بلاغاً عن الجثة، حاول الذهاب إلى الجثة، للتعرف عليها وأخذها، فاكتشف أنه أحد المترددين لقسم الغسيل الكلوي بمستشفى الجمهوري، فرفضت المليشيات، تسليمها، بعد أن ضنت أنه أحد موظفي القسم.
فتدخل مجموعة من الشباب في اقناع المليشيات بأخذ الجثة ومحاولة التواصل مع أسرته، وايصالها إليهم، وبعد محاولات سمحت لهم، بعد أن ظل منذ قبل ظهر اليوم حتى العصر، مرمياً على الرصيف.
لقد وصلت ممارسات تلك العصابات، إلى أقصى مدى الإجرام
والقبح، لم تمارسه، أي عصابات قبلها.
فكلما استشعرت بانها شارفت على النهاية، ارتكبت أقبح صنوف الإجرام.