انهالت الإنتقادات ضد عيدروس الزبيدي ومجلسه الإنتقالي بعد إعلان الطوارئ في عدن وامهال الرئيس هادي اسبوعا لاقالة الحكومة المدعومة من التحالف العربي الذي ترعى أحد أطراف الزبيدي نفسه.
وتكاد تجمع الإنتقادات وتتقارب إلى حد كبير على أن النتائج التي خرج بها اللقاء الموسع لقيادة المجلس الانتقالي مع عدد من القيادات في المقاومة الجنوبية لتدارس الأوضاع الراهنة في الجنوب ما هي مؤشرات على وجود صراع داخل التحالف العربي الذي يدعم عمليات عسكرية ضد جماعة الحوثي المسلحة.
يربط أصحاب هذا الرأي بين تحركات السعودية الأخيرة في عدن عبر زيارة سفيرها لدى اليمن محمد سعيد آل جابر، وبين نتائج اللقاء الذي تدعمه أطرافه دولة الإمارات.
يقول هذا الصحافي " علي الفقيه" في معرض تعليقه على التطورات في الجنوب.
ويضيف:" لا رسالة تفهم من بيان مجلس عيدروس الذي أصدره اليوم سوى أن هناك طرف تضرر من حضور السعودية في عدن وسعيها لتقليص سيطرة المليشيات المسلحة الخارجة عن سلطة الحكومة الشرعية".
ويشير الفقيه إلى أن تهديد ووعيد الزبيدي جاء فقط بعد يومين من وصول السفير السعودي إلى عدن وبدء مناقشة ترتيب وضع القوات المشرفة على الموانئ والمؤسسات الإيرادية مع المسؤولين في الحكومة.
أما الصحافي صالح الحنشي فيختلف مع ما أورده الفقيه جملة وتفصيلا حيث يؤكد أن المجلس الإنتقالي يتفق ولأول مرة الشرعية، معربا عن مباركته للخطوة وأمله بمزيد من التقارب.
ويضيف مفسرا:" المجلس يرفض تواجد قوات شماليه في عدن، ويقبل بها في سيئون .. وهو نفس موقف الشرعية".
ويتفق الكاتب والصحافي أحمد الزرقة مع وجهة نظر الصحافي علي الفقيه، إذ يرى أن الزبيدي لا يؤدي سوى أدوار يطلبها المخرج، منتقدا تجاهله وجود قائد الحرس الخاص بالرئيس السابق علي عبد الله صالح في عدن وشقيقه "عمار" رئيس جهاز الأمن القومي سابقا.
يتحدث الزرقة في هذا السياق قائلا" عيدروس الزبيدي يرقد شهرين ويخرج يعمل مؤتمر ويعلن حالة طوارئ ويهدد بإسقاط الحكومة، ويرجع يختفي من جديد لما يطلب منه المخرج يخرج مرة ثانية للتغطية على تحركاته المشبوهة والضغط على الحكومة للقبول برؤية الامارات وإضافة اجسام غريبة لجسد الشرعية تعمل على التهامها من الداخل".
وأعرب عن استغرابه على أن الزبيدي "لم يتطرق للحديث عن طارق صالح ولا شقيقه عمار الذي سلمت له الامارات ملف السجون السرية التي تديرها أبوظبي في الجنوب".
وفي جهة نظرة ثالثة أفرزتها التطورات في الجنوب لا ترى في " تحالف الرياض" سوى كارثة حلت على الجنوبيين، يعبر عنها الإعلامي في قناة العربية، ياسر اليافعي، فيقول الصحفي رئيس تحرير موقع يافع نيوز" سيسجل التاريخ أن تحالف الرياض " كان كارثة ليس فقط على الجنوب ولكن على اليمن والمنطقة برمتها! تحالف خذل المواطن اليمني والتحالف العربي، وعزز رصيد أعضائه في البنوك ".
ويؤكد أن " تحالف الرياض لم يسجل غير التآمر على الانتصارات التي حققها أبناء الجنوب وبدعم من التحالف العربي ولم يسجل غير التنكيل بأبناء الجنوب من أجل تحقيق مصالح حزبية وخاصة لهذا التحالف".
أما الصحافي عبد الرقيب الهدياني، فيرى في تزامن إعلان الحكومة الشرعية لموازنتها بعد ثلاث سنوات من توقفها عقب اجتياح جماعة الحوثي لصنعاء، بمثابة رد على إعلان المجلس الإنتقالي.
ويؤكد " من العاصمة المؤقتة للجمهورية اليمنية رئيس الحكومة يرد بخطوة عملية على اصحاب العنتريات والضجيج الفارغ ويعلن موازنه الدولة".
ويرى الصحافي نجيب اليافعي أن نتائج اللقاء الموسع لقيادة المجلس الانتقالي مع عدد من القيادات في المقاومة الجنوبية، ليست إلا" صراعا علنيا بين صانعي الفوضى في اليمن .. عيال سلمان وعيال زايد"، في إشارة منه إلى السعودية والإمارات.
ويؤكد بشدة أن نتائج اللقاء" انقلاب على الحكومة وهادي وعلى السعودية التي دعمت انقلاب عصابات الحوثي لإسقاط صنعاء"، حد تعبيره..
وأعلن اللقاء الموسع حالة الطوارئ في العاصمة عدن والبدء بإجراءات إسقاط حكومة الشرعية واستبدالها بحكومة كفاءات وطنية، إلى جانب رفضه أي نشاط عسكري لأي قوات شمالية مسلحة على ارض الجنوب او مسؤولين شماليين سواء داخل الشرعية او خارجها، مع تأكيدها ودعمها لأي قوات شمالية بقيادة التحالف مواجهة للحوثي لتحرير الشمال.
وكانت قيادات المقاومة الجنوبية قد انسحبت من اللقاء احتجاجا على قيام رئيس المجلس الانتقالي بإصدار بيان اللقاء دون الرجوع إليها وعلى رأس القيادات المنسحبة القيادي في المقاومة عادل الحالمي وامين سر المقاومة احمد باعامر.