‏اندفاعة حوثية لفرض نموذج ”قم“ في صنعاء

‏اندفاعة حوثية لفرض نموذج ”قم“ في صنعاء

السياسية - Wednesday 14 February 2018 الساعة 06:04 pm
نيوز يمن- تقرير خاص:

نيوز يمن- تقرير خاص: منذ اللحظات التالية لفعل السيطرة على صنعاء؛ تواظب الحركة الحوثية، على تجريف الروح المدنية التعددية بأثر مذهبي، مقابل تحويل العاصمة اليمنية إلى مدينة مغلقة دينيا ونسخة من â€‌قم“ الإيرانية. بيد أن الإغلاق الديني ذا الامتدادات المذهبية، أضحى شيئا ملحوظا في صنعاء، وظاهرا للعيان، في الآوانة الأخيرة، بعد أن كثفت الحوثية عمليات استنساخ نماذج دينية معلبة، قائمة أساسًا على رافعة مذهبية لا تقبل بوجود الآخر المختلف. ويلحظ أن التحرك الحوثي لـâ€‌تطييف صنعاء“ نشط كثيرًا في الفترة الأخيرة، بحكم واقع السيطرة الكلية على المدينة، الذي أعقب قتل الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، واعتقال قيادات وأنصار الحزب. في هذه الأثناء، ضاعفت جماعة الحوثيين، نشر ثقافة التشيع بالاعتماد على وسائل عدة، منها الاستقطاب القائم على جهويات المذهب والسلالة، وعن طريق استخدام المؤسسات التعليمية الحكومية لتكريس الثقافة الدينية المصبوغة بلون مذهبي واحد. ويلحظ أن ميليشيا الحوثي، أوجدت لنفسها مساحة أوسع للتحرك وتدجين صنعاء دينيا، من خلال الانقضاض على معسكر الرئيس السابق، ووضع القيادات المرتبطة به تحت الإقامة الجبرية. وشكلت الاندفاعة الحوثية لـ"تطييف العاصمة صنعاء"، نواة الخلاف الذي انتهى بقرار حزب المؤتمر الشعبي بفض الشراكة السياسية مع الحركة، إذ رفض الحزب الخطوات المتسارعة التي أقدمت عليها في صنعاء وتركزت حول تغيير البنية المجتمعية والمذهبية، التي سادها التعايش على مدى قرون طويلة. في الأثناء تظهر العاصمة اليمنية صنعاء، مدينة مغلقة دينيا خاصة في المناسبات الحوثية، وتكتسي شوارعها بالآلاف من اللافتات والشعارات قبيل المناسبات الدينية ذات البعد المذهبي، والتي كان إحياؤها بشكل علني محظوراً في عهد الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح. ولم تتوقف محاولات الحركة الحوثية لتطييف العاصمة عند إغراق شوارعها وأحيائها بالشعارات الدينية، بل طالت المؤسسات التعليمية، عبر إعطائها طابعا طائفيا مستلهما من قاموس الثورة الإيرانية، وصولا إلى محاولات تغيير تركيبة الجيش وتحويله إلى ميليشيا عقائدية على غرار الحرس الثوري الإيراني وميليشيا حزب الله. ويرى منتقدو الحركة الحوثية بأنها تسير على خطا تنظيم â€‌داعش“، من حيث اعتساف الدين في السياسة، بهدف تحقيق طموح السيطرة الأحادية، وإرهاب الخصوم للرضوخ للتصورات التي تفرضها كنمط حياة تحت تهديد السلاح. ويعزز ذلك قيام الحركة الحوثية، بإغلاق كافيهات في العاصمة وتبرير الخطوة بمنع الاختلاط، فضلا عن إغراق المدينة بالشعارات واللافتات، في ذكرى ما تسميه في أدبياتها بـâ€‌يوم الولاية“، ما اعتبره المراقبون محاولة صريحة لتأصيل ثقافة الإقصاء التي انتهجها الحوثيون منذ اجتياح صنعاء في سبتمبر 2014 وتقديم أنفسهم كسلطة حكم إلهية. آ  إيران.. فاعل خارجي ويحرص الحوثيون على الاحتفال، في صنعاء، بمناسبات إيرانية المنشأ لم يعرفها اليمنيون من قبل، بعضها ديني والآخر سياسي مثل "عاشوراء" و"يوم القدس العالمي" و"يوم الولاية" و"يوم الشهيد"، وعادة ما تثير موجة من الجدل والصدامات، وتترافق مع مظاهر وطقوس غير معهودة في اليمن. ويبدو تأثير ثقافة الثورة الخمينية، على جماعة الحوثيين، بشكل ملحوظ وبالأخص من الناحية الفكرية، إضافة إلى الشعارات الدينية، فالحركة وقائدها يقومان باستنساخ النموذج الإيراني حرفيا وفرضه على اليمنيين، بحكم الغلبة وقوة السلاح. ولم تعد الجماعة، تخشى اتهامات التبعية الدينية لإيران، بل أضحت تتعمد إرسال إيحاءات، من وقت لآخر، بأنها أخلص أذرعها في المنطقة، والأكثر مقدرة على ترويج شعاراتها وأفكارها، وهم يتدرجون في فرض تلك الأفكار في المناهج الدراسية. وعند هذه النقطة، برزت أصوات حوثية تطالب بتحويل الميليشيا التابعة للجماعة إلى حرس ثوري، على غرار قوات الحرس الثوري الإيرانية التي تدافع عما يسمى â€‌ولاية الفقيه“. وتعددت صور ومظاهر الجهود الحوثية لتغيير المعالم الثقافية والعقائدية في العاصمة اليمنية وبقية المدن التي ما تزال تحت سيطرتهم، ومن ذلك انتشار الشعارات الدينية المستوردة على صعيدي الشكل والمحتوى، فضلا عن اتجاه الجماعة نحو إجبار الموظفين الحكوميين في كافة مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية، على حضورâ€‌دورات تشييع“ تقيمها في مراكز مخصصة. ويستخدم الحوثيون، وسائل الإعلام الحكومية والمنابر وساحات المدارس والمنصّات الثقافية لتكريس الاستراتيجية الرامية إلى تطييف المجتمع اليمني انطلاقا من العاصمة صنعاء. وتشهد مساجد العاصمة والمناطق الواقعة تحت سيطرة الجماعة صراعاً أسبوعياً بسبب تغيير أئمة المساجد عبر التوجيهات الأسبوعية التي تفرضها عليهم وزارة الأوقاف والإرشاد (الواقعة تحت سيطرة الحوثيين) وفرض عناوين لخطبتي الجمعة، في حين يتعرض الخطيب الذي يعترض للمساءلة أو الاعتقال في حالة تجاهلها. وكان الحوثيون، منذ سيطرتهم على العاصمة صنعاء، قد اتجهوا لفرض خطباء بالقوة لاعتلاء منابر صلاة الجمعة، فضلاً عن أن تلك الخطب خرجت عن إطارها الديني وتحولت إلى شحن طائفي، ودفع الناس للحرب التي تعصف بالبلاد. ومقابل هذا التحرك الحوثي لتطبيق أفكار دينية سادية وغير مألوفة يمنيا، يبدي غالبية سكان العاصمة، مناعة لا بأس بها لمقاومة محاولات الإغلاق الديني، كما يرفضون استساغة الحوثية رغم كل التهديدات.