موجز التقرير النهائي لفريق الخبراء المعني باليمن

موجز التقرير النهائي لفريق الخبراء المعني باليمن

السياسية - Thursday 15 February 2018 الساعة 02:20 pm
ترجمة خاصة لـ(نيوزيمن)

ترجمة خاصة لـ(نيوزيمن) بعد قرابة ثلاث سنوات من الصراع، يكاد اليمن، كدولة، قد ولى عن الوجود. فبدلا من دولة واحدة هناك دويلات متحاربة، وليس لدى أي من هذه الكيانات الدعم السياسي أو القوة العسكرية ما يمكنه لإعادة توحيد البلد أو تحقيق نصر في ميدان القتال. في الشمال، يعمل الحوثيون على تشديد قبضتهم على العاصمة صنعاء وجزء كبير من المرتفعات بعد معركة شوارع استمرت خمسة أيام في المدينة وانتهت بقتل حليفهم السابق، الرئيس السابق علي عبد الله صالح، في 4 ديسمبر 2017. وفي الأيام والأسابيع التي أعقبت ذلك، سحق الحوثيون أنصار الرئيس السابق في اليمن أو استمالوا الكثير ممن تبقى منهم. وفي الجنوب، أُضعفت حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي جراء انشقاق العديد من المحافظين وانضمامهم إلى المجلس الانتقالي الجنوبي الذي شكل مؤخرا، والذي يدعو إلى انشاء جنوب يمني مستقل. وهناك تحد آخر تواجهه الحكومة وهو وجود قوات بالوكالة، تسلحها وتمولها الدول الأعضاء في التحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية، وتسعى لتحقيق أهداف خاصة بها في الميدان. ومما يزيد ديناميكيات المعركة تعقيدا وجود جماعات إرهابية كتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية وداعش، وكلاهما يوجهان ضربات بشكل روتيني ضد أهداف الحوثيين، والحكومة والتحالف بقيادة السعودية. وقد أتاح انتهاء التحالف الحوثي - صالح الفرصة أمام التحالف السعودي والقوات الموالية للحكومة اليمنية لاستعادة أراض. ومن غير المحتمل أن تستمر هذه الفرصة السانحة لفترة طويلة، أو أن تكون كافية بحد ذاتها لإنهاء الحرب. وقد كان من شأن إطلاق الصواريخ الباليستية قصيرة المدى، من قبل الحوثيين ضد المملكة العربية السعودية، أن غير مجرى الصراع، وهو ينطوي على إمكانية تحويل نزاع محلي إلى نزاع إقليمي أوسع نطاقا. *آ الاستخبارات الامريكية: دعم إيران للحوثيين تهديدا خطيرا لشركاء المصالح الأمريكية في المنطقة وقد وثق الفريق مخلفات قذائف ومعدات عسكرية متصلة وطائرات عسكرية مسيرة من دون طيار ذات أصل إيراني، وقد جلبت إلى اليمن بعد صدور الحظر المحدد الأهداف على الأسلحة. ونتيجة لذلك، يرى الفريق أن جمهورية إيران الإسلامية لا تمتثل للفقرة 14 من القرار 2216 (2015) من حيث أنها أخفقت في أن تتخذ التدابير اللازمة لمنع توريد أو بيع أو نقل قذائف تيسارية من نوع بوركان - 2H وصهاريج تخزين ميدانية لمؤكسد سائل ثنائي الدفع للقذائف، وطائرات عسكرية مسيرة من دون طيار من نوع أبابيل تي، إلى الحوثيين. كما قام الحوثيون بنشر ألغام بحرية مرتجلة في البحر الأحمر، وتشكل هذه خطرا على النقل التجاري البحري وخطوط الاتصالات البحرية، ويمكن أن تظل لمدة تتراوح بين 6 و10 سنوات، مهددة بذلك الواردات إلى اليمن وطرق وصول المساعدات الإنسانية عبر موانئ البحر الأحمر. والنظام المالي في اليمن منهار. فهناك بنكان مصرفيان مركزيان متنافسان، أحدهما في الشمال تحت سيطرة الحوثيين، والآخر في الجنوب تحت سيطرة الحكومة. وكلاهما لا يعملان بكامل طاقتهما. فالحكومة غير قادرة على تحصيل الإيرادات بفعالية، في حين أن الحوثيين يجمعون الضرائب ويبتزون التجار ويصادرون الممتلكات باسم المجهود الحربي. ويعاني اليمن من مشكلة في السيولة. ففي جميع أنحاء البلد، لا تدفع الرواتب للموظفين في كثير من الحالات، وهذا يعني أن الأدوية والوقود والمواد الغذائية، متى توافرت، فغالبا ما تكون باهظة التكلفة. وهناك تجار حروب جدد آخذون في الظهور بفعل هذه الحرب، وفي الوقت الحاضر تنذر الأمور بأن الغلبة ستكون للسوق السوداء على المعاملات الرسمية. وعلى الرغم من أن الرئيس السابق علي عبدالله صالح في عداد الموتى، فمن المرجح أن يواصل خالد علي عبدالله صالح، الذي يعمل بالإنابة عن أحمد علي عبدالله صالح، السيطرة على ثروة أسرة صالح. وليس هناك حتى الآن ما يشير إلى أنه قد يستخدم تلك الثروة لدعم أعمال تهدد السلام أو الأمن أو الاستقرار في اليمن. وسيادة القانون آخذة في التدهور بسرعة في جميع أرجاء اليمن، بغض النظر عمن يسيطر على إقليم بعينه. فقد أعدم الحوثيون أشخاصا بإجراءات موجزة واحتجزوا أشخاصا لأسباب سياسية أو اقتصادية بحتة، وهدموا بصورة منهجية منازل من يزعمون أنهم أعداؤهم. وكثيرا ما يعرقل الحوثيون وصول المساعدات الإنسانية وتوزيع المعونة. التحديات التي تواجه سلطة الحكومة الشرعية في اليمن لقد تآكلت سلطة الحكومة الشرعية اليمنية إلى حد أصبح مشكوكا فيه عنده ما إذا سيكون بمقدورها في يوم ما أن تعيد اليمن إلى سابق عهده، بلدا واحدا. ويستند الفريق في هذا التقييم إلى العوامل الأربعة التالية: ا - عدم قدرة الرئيس هادي على الحكم من الخارج. 2- تشكيل مجلس انتقالي جنوبي ولديه هدف معلن وهو إنشاء يمن جنوبي مستقل. 3- استمرار وجود الحوثيين في صنعاء وكثير من مناطق الشمال. 4- انتشار عمليات مستقلة من جانب قوات عسكرية تعمل بالوكالة يمولها ويسلحها أعضاء التحالف السعودي. ومما قوض سلطة الحكومة الشرعية وقلص ما تستند إليه من دعم شعبي هو عجزها عن دفع مرتبات موظفي الخدمة المدنية والجنود والموظفين الحكومين الآخرين.