عيد الأم في اليمن.. مناسبة غير سارة على الأمهات

متفرقات - Wednesday 21 March 2018 الساعة 09:50 am
نيوزيمن، خاص:

يمر عيد الأم العالمي وفيه تحتفي الأمهات في بقاع مختلفة من العالم بأشكال متعددة ومختلفة من الأساليب المثيرة للفرح، في حين يتذكر فيه اليمنيون أحزانهم ونكساتهم وعذاباتهم.
وفي حين تختار الأمهات في مدن العالم الحدائق والمنتزهات لإحياء عيدهن، تهرع الأم اليمنية إلى محيط السجون الحوثية في صنعاء والحديدة وحجة وصعدة وفي ذمار والحديدة وإب، علها تكحل عينيها بالنظر إلى ابنها المختطف.
تقول المواطنة هدى عبدالله، لنيوزيمن، إن الحادي والعشرين من مارس يوم ليس ككل الأيام، لما يحمله من أحاسيس ومشاعر وعواطف ورمزية تجاه من أعطت فلذة كبدها شهيدا أو جريحا أو مخفيا في حرب أشعلت متجردة من كل المشاعر الإنسانية.

بحسب استطلاعات أجراها "نيوزيمن" مع العديد من المواطنين أكدوا تحمل الأم اليمنية عبئاً ثقيلا على كاهلها، سواءً من فقدت زوجها وابنها وعائلتها أو تلك الأم الريفية التي تبتكر وسائل البقاء على قيد الحياة في زمن المجاعة.

يقول المواطن عبدالله الغلابي: سلب الحوثي الأم عيدها كما سلب اليمنيين كل أعيادهم، وبالطريقة ذاتها سلب عشرات الآلاف حياتهم، وقبل ذلك أعمالهم ومصالحهم ومعيشتهم.

مغردون على موقع التواصل الاجتماعي شارك البعض منهم كلمات أثارت عاطفة العديد من مستخدمي تويتر، كونها تتحدث عن افتقادهم لأمهاتهم في هذا اليوم:
وتنتقد هيام احتفال البعض بهذا اليوم دون مراعاة مشاعر الأيتام الذين فقدوا أمهاتهم. وكذلك انتقدت من لا يتذكر أمه سوى في هذا اليوم.

داخل مستشفى الروضة بتعز تلطم فتحية على رأسها وهي منهارة حزناً على ابنتها الشابة التي قطعت رجلها بقذيفة صاروخية للحوثيين.

في صنعاء وتعز ومأرب وعدة محافظات نظمت أمهات المختطفين وقفات احتجاجية، على الرغم من كل أشكال القمع والترهيب والتخويف الذي يتعرضن له وهن يحاولن الوصول إلى أبنائهن ويأملن إطلاق سراحهم.

تقول الناشطة أمل محمد، خلال فعالية بالمناسبة بمحافظة مأرب لنيوزيمن، يمر عيد الأم على الأم اليمنية وأمهات المختطفين لا يزلن يناضلن منذ ثلاثة أعوام بحثا عن أبنائهن في ظل أسوأ عصابات إجرامية وحشية عرفتها اليمن في تأريخها الحديث.

فيما قالت الناشطة سارة محمد، من تعز، إن حرب الحوثيين نغص عيد الأم ولم يترك للأم اليمنية مجالاً للفرح.

وبحسب هناء خليل، قالت إن جماعة الحوثي حولت ملايين الأمهات اليمنيات إلى حزينات ومقهورات وباحثات عن أبنائهن المخفيين قسراً في سجون الحوثيين.

تقول التقارير الحقوقية، إن أكثر من عشرة آلاف مختطف في سجون الحوثيين إلى جانب مئات المخفيين قسرا، وخلف كل مختطف ومخفي أم تحبس أنفاسها بين كل خبر يتحدث عن وفاة مختطف تحت التعذيب.

حزب الإصلاح، وكعادته، حرص عبر دائرة ‏المرأة في مشاركة الأم عيدها العالمي.‏ ‏وأصدرت الدائرة بيانا بالمناسبة أشار فيه إلى الأوضاع الشائكة التي حلت في اليمن بسبب ‏عصابات الحوثي الانقلابية الإجرامية، مضيفا أن ذلك أجبر الآلاف من نساء اليمن على ترك ‏منازلهن واللجوء إلى ملاذات آمنة وإلى مخيمات اللاجئين لا تقيهن زمهرير الشتاء ولا لهيب ‏الصيف بانتظار من يجود عليهن وأطفالهن بعدد من أرغفة الخبز.‏

ودعت الدائرة السلطة الشرعية بضرورة إيلاء أهمية قصوى لملف المرأة لاستعادة حقوقها ‏المسلوبة ومن أهمها وفي مقدمتها حقوقها الممنوحة لها والتي أقرها مؤتمر الحوار الوطني، ‏مطالبا بتشكيل وزارة المرأة والعناية بقضاياها.‏