فشل ادارة الحوثي للدولة ادى انهيار الاقتصاد واندثار الطبقة الوسطى

إقتصاد - Sunday 29 April 2018 الساعة 09:48 am
عدن، نيوزيمن - خاص:

دفعت ممارسات جماعة الحوثي الانقلابية، والفساد المستشري، وسوء إدارة مؤسسات الدولة، من تبقى من الطبقة الوسطى في اليمن إلى الفقر، ما يقود المجتمع إلى مزيدٍ من الصراع والجوع والبطالة.

وقال الباحث الاجتماعي، عادل عبدالباري، بدأت شواهد كثيرة على انخفاض تأثير الطبقة الوسطى داخل المجتمع، ومن ذلك زيادة معدلات البطالة، وزيادة نسبة الفقر، وتراجع النشاط الاقتصادي، وتوقف الرواتب والأجور، وانخفاض استفادة هذه الطبقة من التوزيع العادل للناتج المحلي الاجمالي.

وتفاقم الانهيار الاقتصادي لملايين الأشخاص، وسط أزمة إنسانية تعد من بين الأزمات الكبرى في العالم، سواء في مناطق سيطرة الحوثيين أو الحكومة.

وفي ذات السياق تقول الباحثة الاقتصادية، ندى عبدالملك، إن الطبقة الوسطى في اليمن اندثرت بفعل عدة عوامل في ظل اقتصاد هش، ومن أبرز هذه العوامل غياب رواتب موظفي القطاع العام، والفساد المستشري وسوء إدارة مؤسسات الدولة إلى جانب غياب فرص العمل واتساع رفعتي الفقر والبطالة، فضلاً عن غياب الاستقرار الأمني والسياسي الذي يعيشه البلد وغياب الدولة لتحل محلها ميليشيا تكرس ثقافة الفساد والنهب وتدمير البنية التحتية للوطن.

وتعد الطبقة الوسطى ضابط إيقاع، وصمام أمان لأي مجتمع، ويرى الباحث الاجتماعي، عادل عبدالباري، أن انهيار الطبقة المتوسطة في اليمن، سيقود لانقسام المجتمع إلى طبقتين وحيدتين متصارعتين: غنية تخشى ضياع ثرواتها، وفقيرة تريد حل أزماتها.

وتشير النتائج المستندة على دراسات ومسوحات إحصائية تتعلق بميزانية الأسرة أن حجم الطبقة المتوسطة حسب فئات الدخل كانت تمثل أقل من 20%، ووفقاً للشواهد المجتمعية انزلق ثلثا هذه النسبة إلى شريحة الفقراء والأشد فقراً.

وتؤكد الباحثة الاقتصادية ندى عبدالملك، أن اليمن بات يُعرف بالبلد الفقير بامتياز، حيث تلاشت الطبقة المتوسطة لصالح الفقيرة التي باتت مسحوقة تماماً، حتى إن الطبقة الغنية أو المترفة لا تتعدى 5% من إجمالي السكان.

وتشير عبدالملك، إلى أن انهيار الطبقة المتوسطة ينذر بقدوم أجيال محرومة من حقها في الخدمات، وغير قادرة على المشاركة في التنمية وتقديم أية قيمة مضافة للمجتمع، بمعنى أن المستقبل ينذر بمزيد من الفقر والبطالة.

من جانبه خبير اقتصادي، فضل عدم ذكر اسمه، يقول إن من أبرز أسباب تلاشي الطبقة الوسطى في اليمن غياب الأمن والاستقرار السياسي، وغياب الدولة، الأمر الذي جعل المواطن أمام ميليشيا عطلت مؤسسات الدولة وسخرت كل الموارد والإيرادات لصالحها.

ويؤكد، أن هذه الممارسات العبثية أجبرت المواطن على توفير مختلف الخدمات لنفسه وبكلفة مضاعفة، يقابل ذلك غياب للدخل وفرص العمل، وكانت الطبقة الوسطى هي التي قاومت هذه الأوضاع الصعبة لفترة زمنية محددة من خلال استنفاد مدخراتها لتقع، مؤخراً، في براثن الفقر.

وتمثل الطبقة الوسطى مختلف الشرائح الاجتماعية التي تعيش بشكل أساسي على الرواتب والأجور المكتسبة من الحكومة والقطاعين العام والخاص، وفي قطاع الخدمات والمهن الخاصة الحرة.

ويشير البنك الدولي إلى تأثر الفئات الفقيرة والضعيفة بصورة مباشرة في اليمن بسبب انقطاع التحويلات النقدية من صندوق الرعاية الاجتماعية منذ بداية 2015، وتوقف مساهمة الموازنة في تمويل برامج شبكة الأمان الاجتماعي، وكذلك، توقف معاشات المتقاعدين في كثير من المحافظات.

وكما ساهم ضعف العائد التشغيلي للطبقة الوسطى، من خلال تعثر وتوقف أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة؛ في انهيار حقيقي للطبقة الوسطى في اليمن.

ويؤكد خبير الاقتصاد، صادق العرومي، أن إغلاق غالبية منشآت الأعمال في المناطق الأكثر تأثراً بالحرب، والمنشآت التي تملكها المرأة، وفي ظل غياب بيئة الأعمال الآمنة والحوافز المالية، ذاب جدار الحماية للطبقة
المتوسطة.

وأصبح التغير على حالة الطبقة الوسطى واحدا من أهم المقاييس على التغير في المجتمع، ومع توقف دفع مرتبات مليون و250 ألف موظف في مؤسسات الدولة يعيلون ملايين الأطفال والنساء، بات أكثر من 20 مليون فرد يمني أو 80% من اليمنيين فقراء.

ومن المتطلبات التي يجب القيام بها لاستعادة الطبقة الوسطى التي تلاشت، حسب الباحثة عبدالملك، استعادة مؤسسات الدولة وتحقيق الاستقرار الأمني والسياسي والاتجاه نحو تجفيف منابع الفساد، والبدء في إعادة التوازن الاقتصادي، فضلاً عن معالجة الاختلالات الأخرى والتي كانت سبباً في تلاشي الطبقة الوسطى، ومن بينها الانهيار المتسارع والخطير للعملة الوطنية والذي له مسبباته، الأمر الذي يستدعي معالجة هذه المعضلة، إلى جانب معالجة حالة الافتقار الشديد للبحث العلمي، والتعايش بقوة مع الثورة التكنولوجية والمعلوماتية، إضافة إلى الارتقاء بعملية التوظيف وبما يضمن أجور تساعد الموظف على العيش بكرامة، وإيقاف تمدد الوساطة والمحسوبية في التوظيف وغيرها من الممارسات، خاصة أن هذه الأمور تأتي ضمن أسباب تلاشي الطبقة الوسطى.