حملة إزالة العشوائيات في عدن ..توحد سلطات الميسري وشلال الأمنية

السياسية - Tuesday 01 May 2018 الساعة 11:13 am
عدن، نيوز يمن، خاص:

بعد فراق طويل بين سلطات عدن الأمنية منذ ما بعد تحريرها من قبضة جماعة الحوثي في 2015م، دشنت وزارة الداخلية حملة أمنية تهدف إلى إنهاء الإرهاب والبسط العشوائي الذي اجتاح شوارع ومديريات العاصمة الموقتة، وبات اليوم خطراً يهدد توسع المدينة العمراني ويشوه جمالها العمراني المنظم التي ظلت المدينة تفاخر به طوال السنوات السابقة.

عملياً دخلت الحملة قيد التنفيذ أربعاء الأسبوع الماضي، وكان شلال علي شائع، مدير الأمن، قد دشن الحملة بنفسه من شوارع الشيخ عثمان ، ومن أجل ذلك حشد معه قواته الأمنية ، وساندته في ذلك قوة مشتركة من وزارة الداخلية يقودها ناصر سريع ، في أول خطوة أمنية مشتركة بين إدارة الأمن ووزارة الداخلية التي يقودها المهندس احمد الميسري.

في أسبوعها الثاني توسعت الحملة الأمنية لتشمل مديرية المنصورة والتقنية وأجزاء واسعة من مديرية دار سعد ، محققة نجاحا كبيرا، من خلال إزالة العشوائيات التي تسببت في خنق حركة السير وشوهت جمال المدينة خلال الفترة المنصرمة ، وبحسب تصريح سابق لشلال شائع أكد أن الحملة لا تتوقف حتى تنجز ما خرجت لأجله.

بدوره كان وزير الداخلية أحمد الميسري الذي أعلن عن تدشين الحملة المشتركة قال في تصريح صحفي نشر في وسائل الإعلام ، إن الحملة الأمنية التي تشهدها العاصمة غير قابلة للتوقف تحت أي ظرف، مشيراً إلى أن قوات الأمن لن تستثني أي بناء عشوائي من الإزالة حتى لو بلغ عشرين طابقا، حد تعبيره.

وقال الميسري، أيضاً: "نحن ومدير الأمن شلال "مهمتنا تنفيذ ما يحدده مكتب الأشغال وفريق الإزالة والسلطة المحلية ، ونحن نوفر الحماية الأمنية.

خطاب الميسري الجديد وهو يتحدث بلغة الجمع ، يؤكد أن هناك تفاهمات سابقة أبرمت مع إدارة الأمن بشأن تنفيذ هذه الحملة ، وهي تفاهمات قد تلقي بضلالها الإيجابية على توحيد مختلف الأجهزة الأمنية في عدن.

مصادر خاصة لـ"نيوز يمن"، أكدت أن وساطة سابقة يقودها القيادي في المقاومة أديب العيسي والإعلامي ماجد الشعيبي والسكرتير الصحفي لمدير الأمن شلال شائع خالد السنمي، قد نجحت إلى حد ما في تقريب وجهات النظر بين وزير الداخلية ومدير الأمن ، عقب الفراق الذي ساد بين الطرفين ، والذي زاد من حدته أحداث عدن الأخير بين المجلس الانتقالي والحكومة الشرعية ، وتموضع كل طرف ضد الآخر ، أما الوساطة فقد كان عنوانها الأبرز توحيد وتحييد الأجهزة الأمنية عن أي صراعات سياسية.

وعلى ضوء ذلك علم "نيوز يمن"، أن وزير الداخلية اجتمع بقيادة التحالف العربي في العاصمة عدن ، لقاء لم يخل من المصارحة ، الميسري وبحسب مصدر مطلع تحدث إلى قيادة التحالف بقوله "أنا الآن وزير للداخلية ومهتمي تقتضي أن أعمل من أجل الأمن ، وأنتم جزء وشريك أساسي في هذه المهمة ، فإذ كنتم ترون أني شخص غير مناسب لهذه المهمة ، عليكم إخباري بذلك ، كي أقدم استقالتي. قيادة التحالف العربي ردت على سؤال الميسري واخبرته أنها تدعم أي جهود أمنية من شأنها تثبيت الأمن ومحاربة الإرهاب ، ولا تحمل أي موقف شخصي أو عداء لأي مسؤول حكومي .

على ضوء هذه المكاشفة أكد مصدر خاص لــ "نيوز يمن" أن لقاءات سابقة جمعت كلاً من وزير الداخلية أحمد الميسري باللواء شلال علي شائع، أحد هذه اللقاءات كانت في منزل الميسري ، ووصف اللقاء الذي جمع الطرفين بالإيجابي ، ما يؤكد أن حملة اليوم التي تشهدها العاصمة المؤقتة كان نتاجا عمليا وحيا لتفاهمات الامس والتي جمعت الطرفان.

أما العاصمة عدن التي تستعيد أنفاسها وبعضاً من بهائها ، على وقع النجاحات الأمنية في ملف مكافحة الإرهاب ، والتي كان آخرها مقتل أمير ولاية "أبين –عدن " والقبض على عناصر مطلوبة خلال الأسبوع الماضي ، وتزامناً مع ذلك مواصلة الحملة الأمنية الواسعة التي نجحت بحسب تصريح سابق لنائب قائد الحملة العقيد احمد محمود بإزالة 60 % من المباني العشوائية في مديريتي الشيخ عثمان والمنصورة.

تفاهمات أطراف الأمن في عدن استقبلها الشارع في عدن بالكثير من التفاؤل.. وتعليقاً على ذلك قال الناشط الشاب ياسين الحكم إن هذه الخطوات الأمنية التي جمعت وزارة الداخلية وأمن عدن ، من أهم الخطوات على طريق توحيد الأجهزة الأمنية وإنهاء حالة التداخل في المهام، وهي خطوة، بحسب ياسين، ستنعكس بالإيجاب على الكثير من الملفات أهمها محاربة الإرهاب.

أما سعيد مثنى، وهو أحد المتابعين للحملة منذ انطلاقتها، يقول إن التنازلات التي قدمها الطرفان ستصب في مصلحة الأمن في عدن، والتقارب كما يقول سعيد في هذه الظروف مطلوب ومهم جداً، وإجمالاً ما حدث عملياً خلال الحملة المشتركة أمر يدعونا جميعاً للتفاؤل.

في عدن ترى جميع الأطراف المحلية ضرورة توحيد الأجهزة الأمنية وإخضاعها لقيادة موحدة ، في إطار مؤسستي الجيش والأمن، غير أن واقع الانقسام السياسي في اليمن يحيل أهم الضرورات إلى سراب.