قرار هادي بتعيين "النوبة" في ميزان الجنوب: صدامي و"خازوق" لتفجير عدن

السياسية - Wednesday 23 May 2018 الساعة 12:03 am
عدن، نيوزيمن، خاص:

استحوذ القرار الرئاسي بتعيين اللواء علي ناصر النوبة قائد لقوات الشرطة العسكرية العامة وفرعها في عدن، على نقاشات رواد مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة المنتمين لمحافظات جنوب اليمن.

وقد ذهب الكثير من السياسيين والإعلاميين والناشطين الجنوبيين، إلى استقراء حيثيات القرار ودوافع الرئيس عبدربه منصور هادي من ورائه، خاصة وأنه حمل رغبة لدى هادي وفريقه بإذكاء صراع تاريخي، يحاول الجنوب تجاوز آثاره.

في المقابل ذهب البعض الآخر إلى تأييد القرار مع التحفظ على توقيت صدوره، سيما وأنه جاء عقب ساعات محدودة من وفاة القائد السابق لوحدة الشرطة العسكرية اللواء الركن أحمد علي صالح الحدي القائد الذي وافاه الأجل أمس الأول.

قرار "شيطاني"

في هذا السياق وصف الباحث والأكاديمي الجنوبي الدكتور حسين بن لقور توقيت قرار تعيين اللواء النوبة بـ"الشيطاني"، معتبرا أن هادي لا يمتلك الحصافة من ناحية، أو أنه لم يعد يمتلك قراراه.

وغرد لقور على حسابه في تويتر معلقا على القرار قائلا: "يثبت هادي للجميع أحد أمرين إما أنه لا يملك من الحصافة وتقدير الأمور الكثير أو أنه فعلا أصبح إمعة لا يملك من أمره شيئا وفقد كل شعور بالمسؤولية".

وتابع: "تعيين النوبة بدلا عن الحدي الذي لم يوار جسده الأرض امر مخجل وخالٍ من أي شعور بالاحترام بغض النظر عمن يعين ولكن التوقيت فعلا شيطاني".

قرار صدامي

أما السياسي الجنوبي ياسر اليافعي، فيرى أن القرار صدامي ورجح "أن يصطدم النوبة بإرادة جنود الشرطة العسكرية الذين تعلموا من قائدهم الفقيد الحدي ان قضية الجنوب خط أحمر، وهو ما قد يكون مؤشرا لإحداث فوصى وتفكيك الشرطة العسكرية بطلها الرئيس هادي".

وأضاف: "تعيين النوبة ليحل محل القائد ابو محمد الحدي هو خازوق للنوبة قبل أن يكون لعدن والجنوب.. سيصطدم النوبة بإرادة جنود الشرطة العسكرية وهذا مؤكد وعندها ستشهد الشرطة العسكرية تفككا وفوضى بطلها الرئيس هادي خبير التفكيك".

وقال اليافعي: "ظلت هذه القوى محايدة في كل الأحداث التي حصلت بعدن، وخالية من المناطقية"، مشيرا إلى أن القائد السابق "مؤيد للشرعية لكن بالنسبة للجنوب وقضيته خط أحمر، وهذا ما جعل جنوده يحترمونه رغم ان جلهم من المقاومة الجنوبية".

بدوره اعتبر الكاتب عبد الله الجعيدي القرار بأنه صب للزيت على النار، مطالبا أبناء الجنوب بعدم انتظار قرارات من هادي تخدم الجنوب.

أما نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، هاني بن بريك، فطالب بفتح تحقيق عاجل حول وفاة قائد الشرطة العسكرية في عدن.

وغرد بن بريك على حسابه الشخصي في "تويتر" قائلا: "قرار تعيين بديل للواء الحدي - تقبله الله - ولم يدفن بعد كان بمنتهى الأذية للجنوبيين ولأسرته خاصة ولأفراده في الشرطة العسكرية، وبالرغم من كل القرارات التعسفية بحق الجنوب، إلا أننا لم نشعر باضمحلال الأخلاق كاستشعارنا لذلك مع هذا القرار. ويجعلنا نطالب بالتحقيق في أسباب الوفاة".

في حين علق الناشط الجنوبي وجدي السعدي قائلا: "لست معترضاً على قرار تعيين النوبة قائداً للشرطة العسكرية بدلاً عن الفقيد الحدي.. لكن لدي تساؤلات عن جدوى توقيت الاستعجال في إصدار القرار وكأن الحدي كان في الخطوط الأولى يقود المعركة مع العدو وكان لابد من إصدار قرار بشخص آخر كي لا نخسر المعركة".

وأردف: "ليس هذا فحسب، بل إن جثة الفقيد لم تدفن بعد ولم يشيع بعد.. ثم أليس من الأولى أن يتم إصدار قرار بتعيين محافظ لعدن التي لم تشهد أي استقرار منذ أكثر من عام بعد إقالة الزبيدي واستقالة المفلحي".

تفجير وضع بعدن

بدوره الكاتب والسياسي أنيس الشرفي، نوه ان اللواء الحدي كان حريصا على عدم بناء قوات مناطقية في الشرطة العسكرية، وألمح إلى أن قرار هادي بتعيين اللواء النوبة قائدا لهذه القوات قد يفتح الطريق أمام بناء قوات مناطقية.

أما الناشط اياد الردفاني فتوقع أن يضفي قرار تعيين النوبة قائدا للشرطة العسكرية إلى حدوث صدامين، أولهما داخل الشرطة العسكرية "بين النوبة وفريق الحدي، وثانيهما خارجي بين النوبة والقوات الموالية للانتقالي".

أما الناشط الجنوبي أحمد البريكي فوصف قرار تعيين النوبة بـ"كارثة على عدن"، مشيرا إلى أن الرجل لم يقدم شيئا في شبوة غير الفساد".

حضور شبوة في عدن إيجابي

في المقابل سجل كتاب وناشطون جنوبيون مواقف مؤيدة لقرار تعيين اللواء النوبة قائدا لوحدة الشرطة العسكرية، من هؤلاء الناشط خالد العولقي، حيث علق بالقول: "‏النوبة جاء بقرار جمهوري وهو جنوبي أصل وفصل وهو أول من خرج على نظام صنعاء وكان يحمل روحه على كفه".

بدوره أيد الصحافي الجنوبي فتحي بن لزرق القرار وغرد على صفحته في فيسبوك قائلا: "دعوا شبوة تشارك في مضمار صناعة القرار بعدن.. اختلفتم أم اتفقتم مع النوبة، لكن مشاركة شبوة وحضورها في عدن عبر النوبة أو غيره أمر إيجابي إن كنتم تؤمنون أن شبوة جزء من الجنوب".