استعادة ميناء الحديدة مهمة إنسانية قيد التنفيذ

إقتصاد - Tuesday 12 June 2018 الساعة 01:54 pm
نيوزيمن عن (وكالة 2 ديسمبر )

شكلت محافظة الحديدة الحلقة الأهم في سلسلة الفيد والنهب الحوثية لليمن ومقدرات الشعب وإمكاناته الاقتصادية والمالية، وبقيت رقماً مهماً في قائمة المصادر التمويلية للحرب الحوثية على الشعب اليمني بمن فيهم أبناء تهامة والحديدة الذين يدفعون ثمناً باهظاً في هذه المغامرة الحوثية التدميرية.

كانت الحديدة إحدى أهم محافظات اليمن الزراعية وسلة غذاء اليمن إلى ما قبل دخول مليشيات الموت والتدمير الحوثية إلى رحابها المباركة، وكان الإنسان التهامي يقتات من أرضه خيرا يكفيه ويسد حاجته قبل أن تتوطن الهمجية الحوثية مساحات الحديدة ومرافقها المدرة لوفرة مالية تعود فائدتها على كل اليمن.

أوقفت المغامرة الحوثية النشاط الزراعي في تهامة بعد أن حولت الوقود إلى سلعة مركزية في السوق السوداء وجعلت أسعار المشتقات فوق مستوى قدرة المزارعين وأكبر من مردود الأرض.

لم تلتفت المليشيات إلى قطاع كبير من أبناء تهامة حين حولت مزارعهم إلى قفار موحشة وكان همها الأول كيف تجني أموالاً من عائدات الوقود والمشتقات النفطية التي تصل عبر موانئ الحديدة وتحديداً ميناء الصليف النفطي.

كان الصياد التهامي يشكل في إنتاجه رقما مهما من إجمالي الناتج المحلي والقومي لليمن قبل أن تبحر الزوارق المفخخة ومركبات الموت الإيرانية سواحل الحديدة وسواحل اليمن الغربية كاملة وقبل أن تحتكر المليشيات المرافئ والمياه اليمنية لتمويل حروبها وتهريب السلاح من الخارج.

وحسب الإحصاءات الحوثية المعلنة فإن مليشيات الحوثي تجني شهرياً من الحديدة وتحديدا من ميناءي الصليف وميناء الحديدة قرابة 54 مليار ريال منها 45 ملياراً فوائد بيع المشتقات النفطية المستوردة عبر ميناء الصليف و9 مليارات رسوم جمركية من ميناء الحديدة، هذا إضافة إلى جبايات ورسوم وعمليات نهب منظمة لكل ما له ثمن في المحافظة.

ومقابل هذا النهب الجائر والهمجي بقي الموظف في تهامة والحديدة تحديدا بدون راتب رغم أن أقل من اثنين مليار ريال تكفي لدفع مرتبات موظفي الحديدة، إضافة إلى إعادة المحافظة إلى العصور الماضية في كل جوانب الحياة من خدمات كهرباء ومياه وصحة.

غرقت الحديدة منذ وطئت ترابها الطاهر أقدام المليشيات الشيطانية النجسة في ظلام مخيف ومرعب وتحولت مولدات الشعب والدولة إلى ملكية خاصة لقيادات المليشيا ومشرفي المربعات والأحياء، وأصبحت الحديدة هي البقرة الحلوب بالنسبة للمليشيا وقياداتها التي تتوافد بشكل مستمر إلى الحديدة لنيل نصيبها من الكعكة.

لم تستح قيادات المليشيا ومنها جبين زعيم الكهنوت وهي تطالب أبناء تهامة بالقتال لصالحها وتقديم أرواحهم في سبيل مشروعها المتخلف بينما مستشفيات المحافظة مغلقة والمفتوح منها لاستقبال جرحى وجثث العناصر النافقة في جبهات المليشيا تدفع فاتورة الوقود لمولداته شركات خاصة ورجال أعمال في المدينة.

تعلن مراكز غسيل الكلى في الحديدة وتهامة كل شهر أكثر من نداء استغاثة لإمدادها بمحاليل الغسيل والوقود لتشغيل المولدات وكم أرواح زهقت وهي تنتظر دورها في غسلة كلوية واحدة اسبوعيا بينما كان مقررا لها اكثر من ذلك في حين قيادة المليشيا تبني القصور وتكدس الاموال وتمول حروبها من خيرات هذا المواطن التهامي الذي يبحث عن محلول غسلة واحدة تقيه شبح الموت مسموما بدمه غير المصفى بسبب فشل كليتيه.

ولم تتوقف همجية المليشيات عند هكذا إجرام، بل وصل الحال بها إلى أن ابتلعت ما يصل من معونات وإغاثات إنسانية من مختلف دول ومنظمات العالم وسيلت قيمتها نقدا لصالح مجهودها الحربي ضد اليمنيين وأبناء تهامة حتى غدا ميناء الحديدة خزنة مالية تقتات ماكنة الحرب الحوثية من محتواها.