السعودية تطلق مشروعاً إنسانياً لنزع ألغام الحوثيين من مختلف مناطق اليمن المحررة

الجبهات - Monday 25 June 2018 الساعة 05:46 pm
الرياض، نيوزيمن:

أعلن، اليوم، في الرياض عن إطلاق المشروع السعودي لنزع الألغام في اليمن (مسام).

ويستهدف المشروع، الذي يستمر لمدة عام وتبلغ تكلفته 40 مليون دولار، نزع الألغام المزروعة من قبل ميليشيا الانقلاب الحوثية في مختلف المحافظات، فضلا عن إزالة مخلفات الحرب من القذائف والأجسام المتفجرة والاشراك الخداعية الارتجالية.

وقال المشرف العام على مركز الملك سلمان للاغاثة الدكتور عبدالله الربيعة، في حفل إطلاق المشروع، "نتقدم اليوم بمبادرة إنسانية مهمة من خلال مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، تتمثل في "المشروع السعودي لنزع الألغام" (مسام)، والذي تنفذه كوادر سعودية وخبرات عالمية، لإزالة الألغام بكافة أشكالها وصورها التي زرعتها الميليشيا الحوثية بطرق عشوائية في الأراضي اليمنية وخصوصاً محافظات مأرب، وعدن، وصنعاء، وتعز"، موضحاً أن المشروع يهدف أيضاً إلى مساعدة الشعب اليمني على التغلب على المآسي الإنسانية الناجمة عن انتشار الألغام.

وأضاف، "أن المليشيا الانقلابية تقوم بتدمير البنية التحتية بالإضافة إلى صناعة الألغام وزراعتها بطريقة عشوائية غير مسبوقة في أماكن تستهدف المدنيين العُزل، مما تتسبب في إصابات مستديمة وخسائر بشرية عديدة استهدفت النساء والأطفال وكبار السن، وغير ذلك من أعمال مهدّدة للأمن والحياة".

وأشار إلى أنه تم حتى الآن حصر ما تعداده أكثر من ٦٠٠ ألف لغم في المناطق التي تم تحريرها من المليشيات الانقلابية، بالإضافة إلى ١٣٠ ألف لغم بحري مضاد للزوارق والسفن وهي من الألغام المحرمة دولياً، و٤٠ ألف لغم في محافظة مأرب، و١٦ ألف لغم في جزيرة ميون.. لافتاً إلى أنه بحسب تقارير صدرت عن الحكومة اليمنية منذ شهر ديسمبر عام ٢٠١٤م، وحتى شهر ديسمبر لعام ٢٠١٦م، فقد تم تسجيل ما مجموعه ١٥٣٩ قتيلاً، وإصابات جراء ما تم زراعته من ألغام لأكثر من ثلاثة آلاف من العسكريين، ومن المدنيين والنساء والأطفال، تسببت بإعاقات دائمة وكلية لأكثر من ٩٠٠ شخص.

وذكر الربعية أن مركز الأطراف الصناعية بمحافظة مأرب المشغل من قبل مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية قام بتركيب ٣٠٥ أطراف صناعية لأكثر من ١٩٥ ضحية تعرضت لبتر بأحد الأطراف بسبب هذه الألغام التي لا تفرق بين ضحاياها.

وزير الخارجية خالد اليماني اعتبر من جانبه إطلاق السعودية مشروعا لنزع الألغام في اليمن، مبادرة إنسانية فاعلة في طريق تخليص اليمن من هذا الخطر الذي تسبب به الانقلابيون، وهي مبادرة محل تقدير الحكومة والشعب اليمني..واصفا مشروع (مسام) بانه مشروع للحياة في مواجهة مشروع الموت.

وأوضح اليماني، بأن الإحصائيات الأولية تشير إلى أن المليشيا الحوثية زرعت حوالي مليون لغم في أنحاء متفرقة من اليمن، حيث قام البرنامج الوطني للتعامل مع الألغام منذ بداية العام الحالي 2018 فقط بنزع أكثر من 282319 ما بين ألغام وعبوات ومخلفات الحرب.. لافتاً إلى أن الارقام بضحايا الألغام خلال الفترة من مارس 2015 إلى مارس 2018 تشير إلى سقوط أكثر من 1194 قتيلا و2287 مصابا نتيجة الألغام معظمهم من المدنيين بينهم أكثر من 216 طفلا و72 امرأة، وتتصدر محافظة تعز قائمة ضحايا الألغام الحوثية.

وقال وزير الخارجية، "إن انتهاج الحوثيين لزراعة الألغام بطرق عشوائية وغير منظمة أو موثقة بخرائط يشكل تحديا لمستقبل اليمن كما يشكل صعوبة بالغة في التخلص منها سريعا".

وتابع قائلا، "سنحتاج إلى عشرات السنين لانتزاعها ولن يكون بمقدور المزارعين العودة لزراعة أرضهم ولن يتمكن الرعاة من رعي ماشيتهم وسيواجه الصيادون مخاطر الألغام البحرية، حيث إن بقاء تلك الألغام سيتسبب في حصد المزيد من الأرواح بين المدنيين الأبرياء خصوصا من الأطفال والنساء، ويسبب أضرارا بشرية ومادية جسيمة ستمثل عائقا أمام التنمية".

ولفت إلی أن الألغام البحرية قد تشكل خطرا على الملاحة الدولية في البحر الأحمر مستقبلا.. مؤكدا أن إزالة هذه الألغام يحتاج وبشكل عاجل إلى جهود إنسانية دولية ضخمة بما يكفل تطهير الأرض اليمنية وسواحلها من تلك الألغام، وتحييد خطرها وإعادة روح الحياة إلى الأراضي اليمنية المحررة من قبضة المليشيا الحوثية.

بدوره اكد الأمين العام للمنظمة الدولية للحماية المدنية الدكتور فلاديمير كوفشينهوف، إن الألغام ومنذ ابتكارها شكلت خطراً كبيراً وصعباً وتتسبب في بتر الأطراف وقد تحرم شخصاً من عائلته أو تسلب حياة عائلة بأكملها وفي كل الحالات فإن الألغام وبدون شك سبب في المآسي والأحزان.

وقال، "نجتمع اليوم من أجل قضية لا تقل أهمية وهي مخاطر الألغام وعلى وجه الخصوص الألغام التي سرقت حياة الكثير في اليمن وغيرها من الدول بما فيها ليبيا وسوريا والعراق".. مبديا استعداد المنظمة الدولية للحماية المدنية للانضمام إلى جهود تحسين حماية المدنيين في اليمن من الدمار الناتج عن الألغام.