الاستبداد الطائفي يخنق الحديدة.. وتباطؤ "الحسم" يقلق السكان

متفرقات - Monday 30 July 2018 الساعة 08:10 pm
ياسر محمد، نيوزيمن، الحديدة:

تضيق الحديدة، بأهلها كلما توسعت ميليشيا الحوثي فيها، وتضيق أكثر حين لا يبالي مقاتلو الكهوف بوجع سكان المدينة من جراء حماقات القمع وانتهاك الحقوق والمنازل وتضييق أرزاقهم.

لم تعش الحديدة حقبة مظلمة ومؤلمة كالتي تعيشها، ولاتزال، منذ ثلاث سنوات، حيث افتقدت الأمان وغاب عنها الاستقرار، وهي التي كانت تبدو المدينة المسالمة والمكان الآمن لكل من زارها أو حل فيها.

يحاول الحوثي أن يلبسها لباسه "الخَلِق" بجرمه وتسلطه على كل شيء فيها، ويجهد في استنزاف مواردها، وقد أدرك مبكراً أنها شريان حقيقي لاستمراره في حربه المجنونة ضد اليمنيين.

وقد تحصل الحوثي - ولايزال - من سيطرته على الحديدة- ما يقويه عسكرياً من خلال الأسلحة التي تهرب إليه بمختلف أصنافها، وكذا من خلال الإيرادات الضخمة التي يتحصلها من عوائد الميناء الاستراتيجي والضرائب والتي تقدر ب 12 مليار ريال شهرياً، على الأقل.

وقد ارتفع منسوب استنزاف الحديدة ومواردها والعبث بمظهرها من جانب ميليشيا الحوثي، مع إطلاق التحالف العربي والمقاومة المشتركة عملية استعادة المدينة ومينائها، حيث شرعت الميليشيا في حفر الخنادق وتدمير الكثير من الشوارع الرئيسية والفرعية فيها، مسببة إتلاف مشروع مياه المنازل وسد الطرق وإعاقة حركة وتنقلات المواطنين فيها.

وأقامت الميليشيا الحوثية سواتر ترابية وحاويات في الشوارع المطلة على البحر والقريبة من مداخل المدينة، إلى جانب تمترس عدد كبير من مقاتليها على أسطح المنازل والعمارات المرتفعة والشاهقة في قلب ومحيط الحديدة وتخزين الأسلحة في عدد من المكاتب الحكومية والمدارس بل وبدرومات العديد من مساجد المدينة استعداداً لحرب شوارع.

ولا تبدو ميليشيا الحوثي مكترثة من تبعات حرب الشوارع على المدنيين الأبرياء والمباني السكنية والمنشآت وغيرها من المرافق الخدمية التعليمية والصحية.

وقد أثارت هذه الإجراءات الرعناء لميليشيا الحوثي قلق سكينة غالبية سكان المدينة مما اضطر الكثير من الأسر للنزوح لتبدأ مرحلة جديدة من المعاناة لمئات الآلاف من سكان الحديدة.

في الأثناء أصبحت المدينة، التي كانت لا تنام، خالية من الحركة التجارية المعهودة في وضح النهار، فقد غادر تجارها والمستثمرون فيها، وأغلقت غالبية المحلات التجارية وخلت أهم شوارعها الحيوية بما فيها شارع المطراق من أي حركه للناس وهو الشارع الحيوي الواقع بقلب المدينة والذي يعرف عنه ازدحامه الشديد في غالبية الأوقات.

في المقابل برز تفاؤل كبير في أوساط سكان الحديدة، ونازحيها، مع اقتراب قوات التحالف ووصولها إلى تخوم المدينة، وهو تفاؤل مدفوع برغبة كبيرة للخلاص من الكابوس الحوثي الجاثم على صدر المدينة منذ ثلاث سنون، بيد أن التفاؤل تحول لاحقاً إلى سخط مع تباطؤ عملية التحرير.

على أن هناك رغبة ملحوظة لدى غالبية السكان، بعملية عسكرية حاسمة وسريعة، تنتزع الحديدة من كماشة الميليشيا في أسرع وقت ممكن، وتعيد الحياة والخدمات التي غادرت المدينة لحظة سيطرة ميليشيا الحوثي عليها وتطوي الحقبة الحوثية بالغة القبح.