منظمات الحوثي واجهة لنهب الدعم الدولي والارتزاق من معاناة اليمنيين

متفرقات - Tuesday 31 July 2018 الساعة 10:15 am
صنعاء،نيوزيمن، تقرير خاص:

حوّل الانقلابيون الحوثيون الكارثة الإنسانية التي سببوها لملايين اليمنيين الذين تفتك بهم المجاعة والفقر والمرض، إلی وسيلة للاستغلال والارتزاق عبر منظمات محلية مستحدثة تتاجر بمعاناة المواطنين لدی المنظمات الإقليمية والدولية.

وشهدت العاصمة صنعاء ومدن المحافظات الواقعة تحت سيطرة المليشيا، خلال سنوات الانقلاب، انتشاراً مهولاً لمنظمات مجتمع محلي مستحدثة بأسماء متعددة، لكن القاسم المشترك فيها أن قياداتها من الحوثيين المنحدرين من السلالة الهاشمية بما في ذلك المنظمات النسوية التي تتبنی مشاريع تزعم أنها مكرسه لدعم وتمكين المرأة.

وبحسب ناشطات حقوقيات، فإن المنظمات النسوية التي نشرتها ميليشيا الحوثي بكثافة في مناطق سيطرتها أصبحت هي بمثابة بوابة خلفية للميليشيا للنصب والاحتيال علی المواطنين من جهة ولاستقطاب الدعم الدولي لمشاريع وهمية من جهة أخرى.. لافتة إلى أن هذه المنظمات هي التي تقدم لها المليشيا كل التسهيلات وتمارس كل الضغوط علی المنظمات الدولية لصرف أي مساعدات عبرها، بينما تقوم بعرقلة نشاطات منظمات المجتمع المدني الأخری وتعيق حصولها علی دعم دولي لمشاريعها الخيرية والإنسانية.

وأوضحت الناشطات ل (نيوز يمن)، أن المنظمات الحوثية تبتكر أساليب وطرقاً متعددة لاستغلال حاجات المواطنين والأسر الفقيرة في ضوء اتساع الفقر منذ الانقلاب الحوثي المسلح وانقطاع صرف الرواتب منذ ما يقارب عامين.

وأشارت إلى أن هذه المنظمات تستغل معاناة ملايين اليمنيين في اتجاهين الأول تبني مشاريع تدريب وتأهيل وخاصة في الحرف والمهن النسوية كالخياطة والتطريز وغيرها وتحول المتدربات إلی عاملات لديها وتبيع منتجاتهن ولايحصلن إلا نسبة ضئيلة جدًا من المبيعات، وكذا مشاريع خيرية تزعم رصد الأسر الفقيرة والمستحقة وتقوم بجمع كل وثائق تلك الأسر وتوعدهم بأنها ستتكفل بتقديم مساعدات غذائية وإنسانية ولايجدون منها شيئا، بينما تقوم تلك المنظمات برفع كشوف بأسماء تلك الأسر للمنظمات الإغاثية الدولية إلى أن يتم اعتمادها وصرف المساعدات الإغاثية والغذائية لها فتقوم بنهبها وبيع معظمها لتجار الجملة والبقية تصرفها لأسر قتلی الحوثيين في الجبهات والذين تسميهم ب"الشهداء".

نهب باسم الفقراء

وفي هذا الصدد تروي بشری حمود اليريمي، الساكنة في أحد أحياء العاصمة صنعاء بمرارة تجربتها مع إحدی المنظمات الحوثية النسوية. وتقول: "قبل عامين ونصف روج الحوثيون ونساؤهم في حارتنا أن مؤسسة فاطمة الزهراء الثقافية الاجتماعية التنموية الخيرية التي تتولی قيادتها ابنة مفتي الجمهورية الأسبق حمود عباس المؤيد تقوم بصرف مساعدات سخية للأسر الفقيیرة تصل إلى ألف دولار وتعتمد سلات غذائية شهرية، فتقاطر سكان حارتنا رجالا ونساء إلى مقر المؤسسة بجانب جامع الحشوش في حي الجراف بغرض التسجيل".

وتضيف: "عندما وصلنا إلى هناك وجدنا حشوداً كبيرة من المواطنين كانوا يشكلون طوابير رجالية ونسائية وقد توافدوا من مختلف أحياء العاصمة، فتعززت ثقتنا وقلنا أكيد ما هذه إلا أكيد منظمة موثوقة طالما كل هذه الزحمة عليها".

وتتابع اليريمي قائلة: "استمرينا في طابور النساء من الصباح الی أن أذن الظهر فوقفوا التسجيل وقالوا نرجع من بعد العصر الی المغرب ورحنا نتغدي ونرجع وانتهي التسجيل قبل ان نصل فعزمنا نبكر اليوم الثاني من بعد صلاة الفجر".

وأشارت الی أن طالبي التسجيل استمروا هكذا من ثلاثة أيام الی أسبوع الی أن يتمكنوا من التسجيل ويتم تعبئة استمارة مسح شاملة عن الأسرة تشمل بيانات كل فرد عمره ومؤهله وسكنه وحالته الاجتماعية وعمله ونوعية السكن ملك ام إيجار وتضرر من الحرب والا سليم ويتم طلب صور للبطاقة الشخصية وشهادات الميلاد للاولاد والبطاقة العائلية وعقود الزواج للمتزوجين، موضحة أن أغلب من قاموا بالتسجيل كانوا من أسر فقيرة ولا توجد لديهم تلك البطاقات واضطروا يذهبوا يعاملوا ويقطعوا البطايق لهم ويصوروها ويأتوا ليكملوا التسجيل وفي الختام يبلغوهم خلاص انتظروا الی ان يتم اعتمادكم سنتصل بكم علی ارقام تلفوناتكم المقيدة لدينا.

واكدت بشری اليريمي أن مؤسسة الزهراء استمرت بالتسجيل لعدة اشهر ربما تصل الی عام كامل ولكن مر عامان ونصف منذ أن سجلت ولم يصلها أي اتصال وكذلك كل الذين سجلوا من حارتها الأمر الذي جعل الجميع يدركون أن هذه المؤسسة رغم أن مسؤولتها ابنة عالم كبير قامت بالنصب عليهم واستغلت بياناتهم الدعمة بكل الوثائق للحصول علی الدعم من المنظمات الدولية وذهب أدراج الرياح ولم يصل منه شيء للمستحقين.

نصب سلل الغذاء

تقول "أم أحمد السودي"، سجلنا في منظمة بحارتنا طلبوا منا الأسماء والبطائق وقالوا سيتم توزيع سلل غذائية لكم ومنذ شهر شعبان وإلى اليوم لم نستلم شيء". وتضيف: بيتاجروا بأسمائنا فقط ليأخذوا التبرعات التي يطالبوا بها التجار لهم.

سعاد الحجاجي تقطن في حي الكويت تقول، "بين الحين والآخر تأتي إلى البيوت نساء أو رجال يقولوا انهم بيشتغلوا لدى منظمات خيرية يسألوا هل نحن مستاجرين وكم عدد الأفراد يأخذوا البينات ونسخ من البطايق ثم لا نراهم مجددا.
وتؤكد احدی العاملات في منظمة حوثية بصنعاء سرقة لمساعدات التي تعتمد للأسر الفقيرة قائلة، "في كل مرة نسجل كشوفا وأسماء لمحتاجين أو نازحين ونقوم برفعها إلى المنظمات الخارجية، إلا أنه عندما يتم اعتماد وتقديم المساعدات تستولي عليها قيادات المليشيات، إما يوزوعها بين افرادهم أو يتم بيعها في الأسواق".

سرق "المسيرة القرآنية"

ونموذج آخر للمنظمات الحوثية المتخصصة بالنصب والاحتيال مؤسسة "بنيان" وهي من قيادتها إلى أصغر عامل فيها جميعهم من قيادات مليشيات الحوثي ابتداء برئيسها المدعو إبراهيم الوريث الذي سبق وعين ولمدة أسبوع واحد فقط مديرا لمؤسسة النفط إلا أن فساده بلغ مبلغه في وقت وجيز وتم تغييره من قبل وزير النفط والمعادن المنتمي للمؤتمري ذياب بن معيلي.

وتتبنی هذه المؤسسة مشاريع عدة للنصب والاحتيال علی المواطنين تحت ستار مشاريع خيرية، ولا يستطيع أحد مقاضاتها كونها مدعومة من قبل قيادات المليشيا التي تتقاسم عائدات مشاريع النصب علی المواطنين وعلی المنظمات الدولية فيما بينها.

ويكفي أي متصفح لموقع هذه المؤسسة علی الفيسبوك، أن يقرأ تعليقات الضحايا علی منشوراتها وسيجد شكاوى عديدة تكشف كيف تقوم هذه المؤسسه بنهب تبرعات بالملايين ولا يستفيد منها أي فقير، بل تذهب الی كروش سرق "المسيرة القرآنية".

مشاريع متعددة للنصب

كما استغلت المنظمات الحوثية اتساع الفقر وتضاعف معدلات البطالة وقامت بتبني مشاريع لاستقطاب الباحثين عن أعمال بقصد توفير مصدر دخل لكسب المال ليكون مصدرا بديلا عن الراتب المتوقف.

ومثلما كانت مليشيات الحوثي الإرهابية سببا في هذه الكارثة الإنسانية التي يعيشها اليمن والتي تصنف وفقا للأمم المتحدة بأنها أسوأ كارثة علی مستوی العالم.. حرصت علی الإمعان في جرائمها واستغلال حاجة ملايين في هذه الظروف الحرجة التي تمر بها البلاد وخاصة النساء للاستفادة من الأيدي العاملة عبر مشاريع تدريب تنفذها هذه المنظمات في الحرف النسوية ومنها: الخياطة، الكوافير، والاكسسوارات، والاسعافات الأولية، وصناعة البخور والعطور وأيضا إنتاج منتجات غذائية محلية الصنع ثم تقوم باجبار من يتم تدريبهن للعمل لصالح تلك المنظمات بأجور زهيدة بينما تجني أرباحا كبيرة من بيع منتجاتهن.

وإلى جانب مشاريع التدريب افتتحت منظمات الحوثي عددا من مشاغل الخياطة في أحياء العاصمة صنعاء والتي هي الأخرى نوع من أنواع سرق ونهب تعب الفتيات المحتاجات للمال اللائي دفعتهن الحاجة إلى الشغل في تلك المشاغل.

وتقوم هذه المنظمات بين الحين والآخر بإقامة معارض تسمى "معارض خيرية" لعرض وبيع منتجات الفتيات سواء اللائي تدربن لديها أو العاملات في مشاغل الخياطة التابعة لها ويتم بيع منتجاتهن ومن ثم مصادرة المبيعات تحت ذريعة أنها سخرت لأعمال خيرية لصالح أسر الشهداء، أي قتلی الحوثي في جبهات القتال.

سرق باسم "أسر الشهداء"

وعلی سبيل المثال لا الحصر، تأتي مؤسسة "مودة" ومقرها في الجراف ورئيستها إحدى سيدات المليشيات القادمات من صعدة.. حيث تقوم المؤسسة بتعليم المرأة الحرف اليدوية ضمن دورات متخصصة وفي نهاية كل دورة تقوم المؤسسة بعمل معرض لمنتجات الطالبات ويدعى لافتتاحه أحد قيادات المليشيات ومن ثم يتم البيع ومصادرة المبيعات لأسر الشهداء، حسب زعم قيادة المؤسسة.

كما تستغل هذه المؤسسة المعلمات اللائي يدرسن وتسرق جهدهن وتعبهن.

وفي هذا تقول المعلمة "أم علي": "هذولاء شوية سرق بيمكنونا لازم نتعاون مع أسر الشهداء في أن احنا نعلمهن وندرسهن وبمبالغ زهيدة ولا حتى معنا مواصلات رغم بعد المؤسسة عن منزلي".

وتضيف "جهدنا يضيع كله وكأنه في الأخير عمل تطوعي لأن المبلغ اللي يعطوه لنا زهيد جدا ونتفاجأ عند اضطرار اي مننا للغياب تحت اي ظرف يخصموا اليوم الغياب اضعاف مضاعفة ولايعطونا بنهاية الشهر إلا 3 الاف ريال مما دفعني الی أن أترك العمل مع هؤلاء النصابين الذين دمروا وطننا وجوعونا ونهبوا خيرات وطننا وبالاخير يستغلونا ويسرقوا جهدنا تحت شعار "المسيرة القرآنية" بينما الاسلام بريء منهم ومن جرائمهم الوحشية التي لم يرتكبها حتی الصهاينة".


النهب عبر معارض خيرية

وتشكي "أم رحاب"، مشاركة في معرض خيري نظمته إحدی المنظمات الحوثية من سرقة قيمة مبيعاتها من قبل قيادة المنظمة. وتقول، "رغم أن المعرض كان في بداية شهر رمضان الماضي إلا أنهم والی اليوم لم يعطوا قيمة منتجاتي المباعة في المعرض.

وتتبنی منظمات الحوثي التي باتت تنتشر في أغلب حارات العاصمة مشاريع مماثلة لاستغلال المتدربات والمشتغلات في مهن الحياكة والتطريز والتريكو وغيرها من خلال إقامة معارض لبيع منتجاتهن، ولكنها في الواقع تسفيد هي وليست المرأة المشتغلة للسلعة المباعة أو الطالبة المتدربة لديها، حيث تعطيهن نسبة الثلث من قيمة مبيعات منتجاتهن بينما تستولي على بقية المبلغ.

وتقول وداد المطري، طالبة تدربت في إحدی منظمات الحوثي النسائية، "شاركت بمنتجاتي في معرض أقامته المنظمة التي تعلمت فيها الخياطة". وتتابع: "كنت سعيدة بذلك في البداية لأنهم وعدونا أنه بعد تعليمنا وتمكيننا سيتم تسويق منتجاتنا، ولكن عند البيع وفي نهاية المعرض أخذوا ثلثي قيمة المبيعات لهم واعطونا البقية".

وأضافت: "لم استفد شيء من البيع سوى قيمة الأشياء التي اشتريتها من قماش، أما تعبي فلم أحصل علی ريال في هذا المعرض".

مشاغل الخياطة

وأصبحت المشاغل النسوية التابعة للحوثيين في صنعاء نوعا آخر من أنواع نهب وسرق تعب السيدات والفتيات، حيث تذهب صاحبة المشغل إلى المراكز التعليمية أو حتى المنظمات التي تعلم المرأة الحرف اليدوية ويتم اختيار أفضل الطالبات وخداعهن بالعمل لدى المشغل وعند الموافقة يتم الاتفاق على نسبة محددة من كل عمل وفي الأخير يتم نهب وسرقة كل شيء.

وتقول الطالبة الطاف سعدان، "اشتغلت في مشغل عهد بشارع الدائري واتفقنا في البداية على تحديد نسبة 30 في المائة من كل عمل، واشتغلت لديهم من قبل رمضان وتفاجأت أنهم في شهر رمضان اعطوني فقط خمسة آلاف ريال وفي شهر شوال خمسة آلاف ريال، رغم أن المشغل بيشتغل بشكل متواصل وتباع جميع أعمالنا".

وتمضي قائلة، "وعند سؤالنا عن نسبتنا يتم المماطلة والوعود الكاذبة وأوقات تقول لنا رئيسة المشغل من بيت الوزير، "احمدين الله، يكفي أنكن بتستفيدين وتتعلمين عندنا!" وعندما نذكرها بأننا اتفقنا يكون لنا نسبة 30 % تحاول تتهرب وتسعی للاستمرار في استغلال وسرقة جهدنا وتقول "اصبرين وبانشوف بعدين".

سرق باسم المرضی

الطفلة زهراء الحسيني مريضة بثقب في القلب قامت منظمة حوثية بجمع تبرعات باسمها، وفي كل مرة يستوفي المبلغ لعمل العملية في مستشفى العلوم والتكنولوجيا يفاجأ والد الطفلة بنقص المبلغ فيسأل المنظمة لماذا نقص؟ فيردوا عليه أنهم سخروه للقيام بأعمال خيرية أخرى.

ويفيد بأنهم آخر مرة سحبوا ملبغ 200 ألف من حساب العملية لصالح المنظمة، وقالوا إنهم وزعوا به سللا غذائية للفقراء.