9 قرارات و3 موفدين.. الفشل حليف الأمم المتحدة في اليمن (3-3)

السياسية - Saturday 04 August 2018 الساعة 10:28 pm
عبدالله أنعم، نيوزيمن، تقرير خاص:

اعتقد كثيرون أن بإمكان الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس إصلاح ما أفسده الأمين العام السابق بان كي مون، خاصة مع تعهده بتطبيق إصلاحات لتطوير أداء المنظمة الدولية، إلا أنه بدا متقاعساً ومرتبكاً حيال الموقف من أزمة اليمن.

ويقول المحلل السياسي بليغ المخلافي، في حديث لـ"نيوزيمن"، إن مجلس الأمن كان متابعاً لجميع مراحل تفاقم الأزمة اليمنية، وقام بإصدار العديد من البيانات والتوصيات والقرارات الدولية الصادرة تحت البند السابع الملزمة للتنفيذ المباشر، وفوق ذلك لم يُر أي حل ينهي نزيف الحرب أو يعيد السلم والاستقرار لربوع اليمن، فمجلس الأمن يعجز عن تنفيذ قراراته الملزمة بسبب عدم توافق الدول الكبرى على إنهاء الحرب في اليمن".

ويرى المخلافي، أن الحل لن يكون إلا يمنياً خالصاً يبدأ بإنهاء الانقلاب الحوثي وينتهي بتوافق الأطراف ولا ينتظر لحل الأزمة اليمنية أن يؤتى لها بطبخة جاهزة من مجلس الأمن بسبب شلله التام وتحريكه كدمى من قبل الدول الكبرى.

ويعتقد متابعون أن فهم الأزمة اليمنية ليس بالأمر السهل، خاصة مع التعقيدات الداخلية والخارجية وتداخل الملف اليمني مع حسابات إقليمية ودولية، الأمر الذي يصعب معه إحداث تقارب في وجهات النظر حيال الحل السلمي.

البعد الإقليمي والدولي لأزمة اليمن

في حين يشير الباحث في الدراسات السياسية والعلاقات الدولية، الدكتور ناصر الحسني، إلى أنه منذ سيطرت مليشيات الحوثي على العاصمة صنعاء وقيام المتحدث الرسمي لإيران بمباركة تبعية رابع عاصمة عربية لهم أدركت السعودية ودول الخليج، في حينها، خطورة الموقف، فسعت في دعم الحكومة الشرعية في البلاد، ساعية من وراء ذلك الحفاظ على أمنها القومي وتأمين حدودها.

وأوضح الباحث الحسني في حديث لـ"نيوزيمن"، "أن السعودية والتحالف العربي اضطروا خوض حرب مباشرة خوفاً من التمدد الشيعي الفارسي في شبه الجزيرة العربية والقضاء على حركة التمرد الحوثي وتمكين الحكومة الشرعية الموافقة تماماً لفكرها ومذهبها للجزيرة العربية وهي تسعى إلى ضم اليمن إلى مجلس التعاون الخليجي لاحتوائه وحتى يكون في مأمن من النفوذ الإيراني، وهذا يعتبر بعدا إقليميا للأزمة اليمنية".

ويؤكد الحسني، أن الفشل الأممي في اليمن يتجلى بأخذه بعدا دوليا أيضا قائما بين الدول الكبرى صاحبة العضوية الدائمة في مجلس الأمن الدولي بسبب عدم توافق مصالحها الدولية على القضية اليمنية، فلكل له مصالحه الحيوية الخاصة في المنطقة العربية واليمن لما يحتل من موقع استراتيجي مهم وتحكمه في باب المندب وبسبب تعارض تلك المصالح الدولية بينهم.

ويرى أن روسيا تقف حجرة عثرة لحل القضية اليمنية فهي الدولة الوحيدة المعترضة دائما على القرارات التي تدين الحوثيين في تدميرهم لليمن، قاصدة من وراء ذلك استعادة مكانتها في الساحة الدولية على حساب القضايا العربية الساخنة، كما أن روسيا هي الحليف الأول لإيران والداعمة لمشاريعها التوسعية في منطقة شرق الأوسط.

لذلك يعتقد الباحث الحسني، أن اليمن أصبحت مسرحاً لتصارع القوى الإقليمية والدولية وتظل الحرب مستمرة ومجلس الأمن كالعبة دمى تعبث به أصابع القوى المتحكمة في القضايا الدولية لهذا يعجز عن حل القضية اليمنية سواء بالطرق السلمية أو بالحسم العسكري الذي تقوده دول التحالف العربي.

وتحدث الصحفي والسياسي رياض الأديب قائلا، "يقع اليمن كضحية أخرى من ضحايا الصراع الإقليمي في المنطقة الذي جعل من اليمن منطلقا لصراع بالوكالة لاسيما التدخل الإيراني العدواني الذي تسعى من خلاله طهران إلى حصار دول الخليج والسيطرة على ممر "باب المندب" كأهم ممر عالمي لمرور النفط والتجارة العالمية.

ويؤكد الأديب في حديث مع "نيوزيمن"، أن هناك تعقيدات عديدة أمام الحل السياسي في اليمن ويتمثل اخطرها بأن مليشيات الحوثيين أصبحوا تجار حروب والحرب بالنسبة لهم مصدر دخل وثراء، ولذلك لا يملكون أي رغبة حقيقية للسلام وإيقاف الحرب إلى جانب تعقيدات أخرى تتعلق بالصراع الإقليمي.

شيخوخة المنظمات الأممية

يقول المحلل السياسي محمد طاهر، إن استمرار الحرب في اليمن يدل على شيخوخة مجلس الأمن وعجزه في إعادة الأمن والاستقرار اليمني، والمنطقة العربية حالياً ملتهبة بالصراعات في جميع أجزائها مثل سوريا وليبيا والعراق، ومجلس الأمن قراراته عاجزة في إيقاف نزيف الحرب ولا تساوي الحبر الذي كتبت به.

ويضيف "طاهر"، أنه منذ إنشاء مجلس الأمن وهو لم يكن منصفاً وعادلاً في أي قضية عربية، وخير شاهد على ذلك القضية الفلسطينية التي لها عقود من الزمان وهي معلقة لم ينصف لها بحل عادل.

ويلفت إلى أن هيبة قرارات مجلس الأمن سقطت وهو يترجى من مليشيات الحوثي الانصياع لتطبيق القرارات الأممية، وهذا ما يقوم به مبعوثو الأمم المتحدة إلى اليمن من بن عمر وولد الشيخ إلى غريفيث.

ويعتقد المحلل طاهر، أن مجلس الأمن يواجه أزمة حقيقية كبرى تحد من قدرته على تنفيذ قرارته بسبب عدم تطرق ميثاق الأمم المتحدة في وضع آليات واضحة المعالم للبند السابع الذي هو محور عمل مجلس الأمن والمميز عن سائر الأجهزة الأخرى، بل جعل الأمر متروكاً للاعتبارات السياسية للدول الكبرى صاحبة العضوية الدائمة تفصل كل قضية دولية على حسب مقاصدها ومصالحها السياسية.

اقرأ ايضا:

9 قرارات و3 موفدين.. الفشل حليف الأمم المتحدة في اليمن (1-3)

9 قرارات و3 موفدين.. الفشل حليف الأمم المتحدة في اليمن (2-3)