الحوثي يلفظ أنفاسه الأخيرة بوصول الجيش إلى معقله في مران

الجبهات - Wednesday 22 August 2018 الساعة 04:48 pm
ياسر محمد، نيوزيمن، تقرير خاص:

حالة هلع ورعب تعيشها قيادات مليشيا الانقلاب الحوثية دفعتها إلى إعلان استنفار غير مسبوق في محافظات صعدة، حجة، المحويت وبعض مديريات محافظة الحديدة الواقعة قبل مثلث الخشم، وذلك في أعقاب سيطرة الجيش على مركزي مديريتي حيران بحجة وباقم في صعدة وإحرازه تقدماً عسكرياً نوعياً، أمس الثلاثاء، باقتحامه المعقل الرئيس لزعيم التمرد عبدالملك الحوثي في مران صعدة من أربعة محاور.

وكانت مليشيا الانقلاب أدركت حجم الخطر الذي بات يطوقها، واشتداد الخناق عليها في مختلف الجبهات، وحاولت التماسك لتلافي استمرار الانهيارات المتسارعة في صفوف عناصرها وتهاوي ما كانت تعتبره "قلاعاً حصينة" في معقلها الرئيس، بفعل التضاريس الجبلية الصعبة الواحدة تلو الأخری.

وسعت ميليشيا الكهنوت إلى استنفار مليشياتها وممارسة أقصی الضغوط علی القبائل للدفع بأبنائها للتحشيد إلى جبهاتها وخصوصاً في صعدة وحجة.

وعلم "نيوزيمن" أن تحذيراً عاجلاً وجهه كل من رئيس ثورية الحوثيين محمد الحوثي ورئيس ما يسمی "المجلس السياسي الاعلی" للانقلابيين مهدي المشاط، عقب سقوط حيران وباقم إلى كل من قيادات السلطات المحلية في محافظات صعدة وحجة والمحويت وبعض مديريات محافظة الحديدة، يحثها بسرعة الحشد والتواجد في مديرية عبس وعدم مغادرتها حتى يتم استرجاع المناطق التي سقطت بيد الجيش خلال الأسبوع الماضي والبدء بعملية عسكرية موسعة لاستعادة مركز مديرية حيران مهما كلفت من تضحيات وخسائر.

وفي ضوء ذلك أعلنت قيادات المحافظات الاستنفار الكامل وحالة الطوارئ القصوى في المحافظات الأربع، وتم الحشد والتجهيز للهجوم بعد سحب أفراد وعناصر المليشيات من عدة مناطق وتحشيد أبناء القبائل وتحريك العناصر التي كانت تتواجد في معسكرات تدريب سرية وأغلبهم من الأطفال وصغار السن وتسخير ما أمكن لتنفيذ عملية استعادة حيران.

ووفقاً لمصادر محلية وعسكرية ميدانية، فقد شنت المليشات هجوماً هو الأعنف والأكبر من نوعه، واستمر قرابة يومين تمكنت خلاله عناصرها جراء الكثافة العددية وبشكل انتحاري من الوصول إلى إحدى النقاط المتقدمة في منطقة المحطة، لكن فرحتهم بذلك الإنجاز المحدود لم تدم طويلاً، إذ تمكن أبطال الجيش، وخلال أقل من ساعتين، من استرجاع الموقع الوحيد الذي كان سقط بأيديهم.

وبحسب تلك المصادر، فقد شن الانقلابيون هجومهم العنيف من محوري الشرق والجنوب وتكبدوا خلاله خسائر فادحة في الأفراد والعتاد.

وكشفت مصادر بقيادة السلطة المحلية لمحافظة حجة ل"نيوزيمن" أن ميليشيا الانقلاب استدعت قيادات عسكرية بارزة في ميليشياتها لإدارة هذه المعركة، وفي مقدمتهم قائد المنطقة العسكرية الخامسة التابعة للميليشيا يوسف حسين المداني.. والذي تسلم قيادة جبهة حيران بناءً علی توجيه مباشر من زعيم التمرد، فضلاً عن حشد ما تبقى من كتائب الحسين والتي تستخدم للمهام الخاصة، وكذلك ما يسمى بالأمن الوقائي والخاص والذي أسندت إليه مهام قتالية بعد أن كان ذات مهام أمنية وحراسة الشخصيات.
وأفادت تلك المصادر أنه يشارك في قيادة هذه المعركة أيضاً، كل من محافظ حجة القيادي الحوثي المدعو هلال عبده الصوفي، ومحافظ المحويت القيادي الحوثي المدعو اللواء فيصل بن حيدر، ووكيل محافظة الحديدة القيادي الحوثي المدعو عبدالرحمن الجماعي -وهو أحد من سهل للمليشيات إسقاط مديرية مستبأ- فضلاً عن القيادي الحوثي المدعو صقر عبدالله عبدالله الخرفشه أركان الأمن المركزي بمحافظة حجة ومشرف الإمداد البشري والتدريب المسئول عن معسكرات التدريب في تهامة، والقيادي الحوثي وليد أبو دنيا مشرف الدعم اللوجستي بالمحافظة، والقيادي الحوثي المدعو محمد القاضي وكيل محافظة حجة لشئون منظمات المجتمع المدني إلى جانب مشاركة عدد كبير من مشرفي مديريات المحافظة وأعضاء المكاتب المحلية.

وأشارت إلى أن توجيهات مشددة أصدرها زعيم التمرد تقضي بعدم مغادرة أي من تلك القيادات مديرية عبس والإشراف المباشر والمشاركة في إدارة العمليات الميدانية في مختلف جبهات حجة، وكذا شن الهجمات بصورة مستمرة حتى استعادة مركز مديرية حيران.

ولفتت إلى أن الحوثي حذر تلك القيادات بأن كل من سيغادر موقعه سيتم إحالته إلى المحاكمة بتهم الخيانة العظمى.

ورغم فشل العملية العسكرية الموسعة للانقلابيين خلال اليومين في استعادة حيران إلا أن الميلشيا مازالت تواصل هجماتها والتحشيد من عدة مديريات لإسناد هذه المعركة.

ورجحت مصادر عسكرية أنه في ضوء اقتحام الجيش لمنطقة مران معقل عبدالملك الحوثي، أن يلجأ زعيم التمرد إلى استدعاء بقية قياداته العسكرية البارزة من صنعاء، وفي مقدمتهم أبوعلي الحاكم، لقيادة جبهة صعدة، سعياً نحو تأخير السقوط الوشيك لمناطق مران وحيدان بيد الجيش، كون ذلك سيشكل الضربة القاضية لمشروع الانقلاب الحوثي في اليمن بشكل عام بعد قطع رأس الأفعی مران صعدة.