بأسلوب القاعدة وداعش.. المراكز الصيفية وسيلة حوثية للعنصرية وملشنة الشباب

متفرقات - Tuesday 11 September 2018 الساعة 09:51 pm
تقرير خاص، نيوزيمن، سمير الصنعاني:

(مع بداية العطلة الصيفية ذهب ابننا أحمد البالغ من العمر 16 عاماً إلى مركز صيفي تديره مليشيات الحوثي مع عدد من أصدقائه، وظل يعود إلى المنزل لمدة أسبوع وبعدها اختفى، وحين سألنا عائلات أصدقائه قالوا بأن أولادهم أيضاً اختفوا... وبعد لجوئنا إلى وساطات أخبرتنا قيادات تابعة لمليشيات الحوثي أن ابننا أحمد وأصدقاءه باتوا مجاهدين ويتواجدون في إحدى جبهات القتال).

هكذا اختصر أبو أحمد، وهو يتحدث لـ(نيوزيمن) عن مأساة اختفاء ابنه منذ أكثر من شهرين، وهي مأساة يقول إن كثيراً من الآباء يعانون منها، حيث استغلت مليشيات الحوثي ما تسميه بالمراكز الصيفية لاستقطاب الأطفال والشباب وإرسالهم إلى جبهات القتال التابعة لهم دون علم أسرهم.

وتعد قضية استغلال الأطفال والشباب وتجنيدهم من قبل أطراف وحركات دينية وحزبية واحدة من أبرز القضايا والإشكالات التي تمثل وسيلة يتم استغلالها واستثمارها لصالح ترويج أفكار مذهبية وعنصرية ومناطقية وأيديولوجيات متطرفة من قبل تلك القوى، وهو الأمر الذي كان سبباً رئيساً في وجود وتنفيذ فكرة المراكز والمخيمات الصيفية للشباب والطلاب من قبل الحكومة اليمنية منذ مطلع الألفية الحالية.

التعليم المنقسم والتمهيد لأفكار العنصرية والإرهاب

عقب إعادة تحقيق الوحدة اليمنية وقيام الجمهورية اليمنية في 22 مايو 1990م كان قطاع التربية والتعليم واحداً من أهم القطاعات التي ينبغي أن تشهد تسريعاً في عملية التوحيد والدمج، خصوصاً وأن التعليم في شطري البلد كان مختلفاً، بل ومتناقضاً تماماً.

مشكلة استمرار انقسام النظام التعليمي ظلت لمدة عقد كامل حتى أقرت الحكومة اليمنية في العام 2001م توحيد التعليم ودمج ما كان يعرف بالمعاهد العلمية (التي كانت تدار من قبل حزب الإصلاح (الإخوان المسلمين في اليمن) في إطار التعليم العام الخاضع لوزارة التربية والتعليم والقوانين المنظمة لعملها.

ويرى خبراء التربية أن الانقسام الذي ظل يحكم مشهد التعليم في اليمن قد أسهم إلى حد كبير في إنتاج فكر وثقافة مشوهة ومتناقضة وقابلة للاستغلال والاستثمار من قبل القوى المتطرفة التي حرصت على تجنيد الشباب في صفوفها، وأقنعتهم بأفكارها التي اعتمدت في الأساس على كراهية الآخر، وعدم القبول بالمختلف، وصولاً إلى تحويلهم إلى قنابل موقوتة تضحي بنفسها في سبيل معتقدات قد تكون عنصرية أو متطرفة أو إرهابية.

ويضيفون: إن استمرار انقسام التعليم قد فتح الباب أمام سعي القوى المتطرفة لمواجهة سيطرة فكر حركة الإخوان المسلمين على ما كان يعرف بالمعاهد العلمية بأفكار متطرفة أخرى على غرار الفكر المذهبي العنصري الذي أنتج ما يعرف حالياً بفكر المليشيا الحوثية الذي جاء نتاجاً لدعم إقليمي من قبل إيران.

وعلى الرغم من أن قرار توحيد التعليم كان البداية لمحاولة إنهاء الازدواج والانقسام الفكري والثقافي والديني في أوساط الأطفال والشباب اليمني، إلا أنه لم ينهِ ذلك الانقسام والازدواج بصورة كاملة، حيث ظهر على المشهد ما عرفت بالمراكز والمخيمات الصيفية التي تستغل فترات العطلات الصيفية في استقطاب الطلاب من الأطفال والشباب بحجة إشغال فراغهم وتحويل تلك المراكز إلى مدارس دينية ومذهبية وطائفية وحزبية يتم من خلالها استقطاب وتجنيد الشباب لصالح قوى وحركات دينية وسياسية حرصت على ترسيخ ثقافة الغلو والتطرف والكراهية ضد الآخرين.

ويمكن القول، إن المراكز والمخيمات التي كانت تقام خارج إطار إشراف الحكومة توزعت بين مخيمات تدار من قبل حزب الإصلاح، وأخرى تابعة للتنظيمات الإرهابية المتمثلة بالقاعدة وأنصار الشريعة، فيما كانت المراكز الأخرى خاضعة لسيطرة وإدارة ما عرف فيما بعد بحركة التمرد الحوثية.

المراكز الصيفية وسياسة مواجهة التطرف

وشكلت الأحداث الإرهابية التي شهدتها البلاد والتي كان أخطرها وأعنفها الهجوم على المدمرة الأمريكية (يو إس إس كول) في مدينة عدن ،ثم حادثة إحراق السفينة الفرنسية ليمبورج قبالة سواحل المكلا، وبعض الأعمال الإرهابية الأخرى، وصولاً إلى حركة التمرد الحوثية على الدولة العام 2004م؛ مؤشرات على خطورة استغلال حركات التطرف المذهبية والسياسية للشباب وتجنيدهم لصالح أفكارها الإرهابية والعنصرية المتطرفة، وهو الأمر الذي حدا بالحكومة إلى السعي لمواجهته من خلال اللجوء إلى احتواء الشباب والطلاب في أوقات فراغهم وخصوصاً في فترة العطلات الصيفية من خلال فكرة إنشاء مراكز صيفية خاضعة لإدارة وإشراف الحكومة والسلطات المحلية شكلاً ومضموناً، من خلال تشكيل لجنة إشرافية عليا لإدارة شئون المراكز والمخيمات الصيفية مكونة من عدة وزارات وإعطائها صلاحيات التعاون مع السلطات المحلية لإقامة المراكز والمخيمات الصيفية للشباب والطلاب طيلة فترة العطلات الصيفية عبر برامج علمية وتعليمية ودينية ركزت على تنمية مهاراتهم التعليمية والعلمية، وتدريبهم على مهارات الحاسوب، وإتاحة الفرصة لإظهار إبداعاتهم في مختلف المجالات، بالإضافة إلى المحاضرات الدينية المتضمنة الدعوة إلى التسامح ونبذ العنصرية والكراهية والغلو والتطرف.

وفي العام 2007م بدأت الحكومة تنتهج أسلوباً أكثر شمولية من خلال إقامة المراكز الصيفية مركزياً ومحلياً على أوسع نطاق وإيصالها إلى كافة المحافظات والمديريات، وذلك بهدف احتواء الشباب ومنع استغلال القوى المتطرفة لهم، خاصة بعد استمرار الحركة الحوثية في تمردها المسلح على الدولة والنظام الجمهوري وخوضها حروباُ جديدة في صعدة وبعض المناطق.

وفي خطابه الذي ألقاه في افتتاح فعاليات المراكز والمخيمات الشبابية الصيفية في 11 يوليو العام 2007م، نبه رئيس الجمهورية السابق علي عبدالله صالح إلى مخاطر استغلال حركة التمرد الحوثية للشباب حيث قال: "لقد دفع شعبنا اليمني العظيم ثمناً باهظاً للتربية الخاطئة التي كانت تتم في تلك المراكز الصيفية التي تدار خارج النظام والقانون، تلك المراكز كانت تعتمد على التعبئة الخاطئة، مناطقياً وقروياً وعنصرياً.. وما حدث في صعدة، نتيجة لتلك التربية والتعبئة الخاطئة".

وعلى الرغم من الجهود التي بذلتها الحكومة اليمنية في تنفيذ مشروع المراكز الصيفية بهدف احتواء الشباب ومنع استغلالهم من قبل القوى المتطرفة، إلا أن كثيراً من الأخطاء أدت إلى استمرار وجود ازدواجية في إقامة تلك المراكز سواءً من خلال المراكز التي كانت تديرها وزارة الأوقاف والإرشاد بعيداً عن المراكز الصيفية الخاضعة لإشراف اللجنة العليا للمراكز والتي سهلت تسلل خطاب ديني متطرف من قبل بعض الخطباء والمرشدين التابعين لبعض القوى المذهبية والسياسية، أو من خلال عدم القدرة على منع بعض القوى من إقامة مراكز صيفية خارج علم أو إشراف الدولة وسلطاتها المركزية والمحلية، خصوصاً في الأرياف التي وجدت فيها تلك القوى بيئة خصبة لاستقطاب وتجنيد الشباب واستغلالهم في ترويج أفكارها المذهبية والعنصرية وأفكار التطرف والإرهاب.

بأسلوب القاعدة.. استغلال حوثي قديم للمراكز الصيفية
ومثلما عمدت القوى الإرهابية كالقاعدة وأنصار الشريعة، أو حركة الإخوان إلى استغلال المراكز الصيفية لاستقطاب الشباب إلى صفوفها فقد اعتمدت حركة التمرد الحوثية ذات الأسلوب، وهو ما مكنها من تجنيد الكثير من الأطفال والشباب إلى صفوف مليشياتها التي ظلت تواصل تمردها عاماً بعد عام، وخاضت ست حروب ضد الدولة منذ 2004م وحتى 2010م.

ويقول أحد المسؤولين في قطاع الشباب بوزارة الشباب والرياضة في صنعاء والتي تسيطر عليها المليشيات الحوثية لـ(نيوزيمن): إن حركة التمرد الحوثية اعتمدت بشكل كبير على المراكز الصيفية التي كانت تقيمها في مديريات صعدة وأريافها في تجنيد الشباب والأطفال وإقناعهم بأفكارها المذهبية والعنصرية وتحويلهم إلى مقاتلين في صفوف مليشياتها.

ويضيف المسؤول -الذي طلب عدم الكشف عن اسمه: وبالإضافة إلى تلك المراكز في محافظة صعدة، فقد كان هناك استغلال من قبل بعض القيادات المحسوبة على الحوثيين في المحافظات الأخرى، مثل عمران وصنعاء وذمار على وجه الخصوص، للمراكز الصيفية التي كانت تقام في هذه المحافظات، خاصة في المديريات والأرياف لاستقطاب الأطفال والشباب والطلاب إلى صفوف حركة التمرد الحوثية التي كانت تحمل مسمى (الشباب المؤمن) آنذاك، خصوصاً من قبل الذين كانوا يديرون المراكز التابعة لوزارة الأوقاف والإرشاد تحت مسمى مراكز تحفيظ القرآن الكريم.

ووفقاً لذلك المسؤول، فإن استغلال حركة التمرد الحوثية للمراكز الصيفية، آنذاك، في تجنيد الأطفال والشباب إلى صفوفها والزج بهم في حروبها الستة، لم يختلف عن الطريقة التي كانت تستخدمها قوى أخرى كالقاعدة وأنصار الشريعة، أو حتى الإخوان والسلفيين.

مضيفاً: وبرغم الاختلافات والفروق الجوهرية في مضامين الأيديولوجيا والفكر الذي يتبناه كل طرف من تلك الأطراف عن الآخر، كما هو الحال في تركيز الحركة الحوثية على مفهوم الإمامة، وتركيز حركات الإخوان والقاعدة وأنصار الشريعة على مفهوم الخلافة، ومعاداة كل منهما للآخر، إلا أنها جميعاً كانت تتفق في إقناع الشباب والأطفال بالجهاد والجنة والحور العين وغيرها من المصطلحات والمفاهيم التي تجعلهم مستعدين للتضحية بأنفسهم في سبيل تلك الأفكار الخاطئة ومواجهة الدولة والنظام الحاكم سواءً بالقتال كمليشيات كما هو في حال حركة التمرد الحوثية، أو تنفيذ عمليات انتحارية وإرهابية كما هو الحال لدى القاعدة وأنصار الشريعة ثم داعش مؤخراً.

ويتابع المسؤول: صحيح أن حركة التمرد الحوثية، آنذاك، كانت محصورة جغرافياً، وغير قادرة على توسيع تمردها بفضل مسارعة الدولة إلى مواجهته عسكرياً وأمنياً، إلا أن الفكر المذهبي والعنصري والسلالي لحركة التمرد كان يجد بيئة مواتية للتمدد في أوساط الشباب والأطفال من أبناء القبائل في محافظات صعدة وعمران وصنعاء وذمار بشكل غير مسبوق من خلال المراكز الصيفية التي كانت تدار خارج إشراف السلطات أو من خلال تسلل بعض الخطباء والمرشدين المؤيدين للحركة الحوثية إلى أوساط تلك المراكز ونشرهم ثقافة التأييد لها.

ويختتم حديثه ل"نيوزيمن" بالقول: كانت تصلنا معلومات عن تلك المراكز وعن ما يقوم به بعض المحسوبين أو الداعمين لحركة التمرد الحوثية، آنذاك، وكنا نرفع تلك المعلومات في تقارير رسمية، لكننا لم نكن نعرف إلى أي مدى تصل تلك المعلومات إلى الأجهزة الاستخباراتية أو إلى صانع القرار في البلد، سواءً من خلال اللامبالاة أو التجاهل المتعمد، أو الإهمال عبر التركيز على مخاطر مواجهة فكر الإرهاب وتنظيم القاعدة بشكل أكبر من غيره.

المراكز الصيفية في عهد الحوثي: فكر عنصري ومليشيا مسلحة

ومنذ اقتحام المليشيات الحوثية للعاصمة صنعاء وسيطرتها بالقوة على مؤسسات الدولة في 21 سبتمبر 2014م وما تلاه من تطورات أفضت إلى استكمال المليشيات انقلابها المسلح عمدت إلى تحويل كل إمكانيات الدولة لصالح الترويج لأيديولوجيتها وفكرها المذهبي والعنصري وثقافة العنف والقتل والكراهية التي تميزها.

ومنذ انطلاق حرب التحالف ضد المليشيات في مارس 2015م وجدت المليشيا الحوثية في المراكز الصيفية وسيلة اخرى للترويج لأفكارها المذهبية والعنصرية من ناحية، ومن ناحية أخرى استغلتها لتجنيد الأطفال والشباب إلى صفوف مليشياتها وإرسالهم إلى جبهات القتال دون علم أو معرفة أسرهم وذويهم.

وعلى مدى الأشهر الثلاثة الماضية أقامت المليشيا الحوثية عبر وزارة الشباب والرياضة والسلطات المحلية في العاصمة صنعاء والمناطق الخاضعة لسيطرتها مراكز صيفية تضمنت جانبين الأول فكري وثقافي، والثاني عسكري.

ويقول أحد المسئولين في وزارة الأوقاف والإرشاد لـ(نيوزيمن): إن مليشيات الحوثي درست الأطفال والشباب في هذه المراكز ملازم مؤسسها الصريع حسين الحوثي، وبعض الملازم والكتيبات الأخرى التي تعدها ما تسمى بدائرة المناهج التابعة للمليشيا وهي كتيبات كلها تتضمن تقديس وتمجيد مفهوم (الولاية) وترسيخ فكر (الحق الإلهي) في الحكم لمن يدعون أنهم ينتسبون لفاطمة ابنة الرسول صلى الله عليه وسلم.

كما تتضمن تلك الملازم والكتيبات التي تم طباعتها وتوزيعها على نفقة مؤسسات الدولة لصالح المليشيا تكفير الآخر مذهبيا ودينيا، والتحريض على قتال المختلفين والمخالفين للمليشيات باعتبارهم منافقين أو كفارا، أو موالين لليهود والنصارى، أو عملاء ومرتزقة لدول التحالف وأمريكا وإسرائيل.

وبالإضافة إلى الكتيبات والملازم فإن المليشيا تعمد إلى تنظيم محاضرات للمشاركين في المراكز يلقيها عدد من قيادات المليشيا الذين يتحدثون عن حركتهم ويربطونها بالقرآن والجهاد ومواجهة أمريكا وإسرائيل ويزعمون أن حرب التحالف عليهم هي مؤامرة لإجهاض المسيرة القرآنية التي ستنتصر في النهاية وستحرر الأقصى وتستولي على الكعبة المشرفة.

وحسب مسؤول الأوقاف يستمع الأطفال والشباب في تلك المراكز الصيفية إلى محاضرات ثقافية داخلية يومية لزعيم المليشيا الحوثية يوميا، بالإضافة إلى خطاباته المعلنة والتي تذاع عبر وسائل الإعلام، كما يخصص جزء من الوقت لمتابعة نشرة أخبار قناة المسيرة الناطقة باسم المليشيا فقط، ناهيك عن الزوامل والقصائد الشعرية التي تمجد ثقافة العنصرية وفكر القتل والإرهاب والموت الخاصة بمليشيات الحوثي.

ويضيف: إن ترديد الصرخة يعد إحدى مضامين البرنامج الثقافي للمليشيات الذي يحاول ترسيخ دعاوى إن صرخة الموت الحوثية هي براءة دينية تضمنها القرآن وليست مجرد شعار سياسي نقلته المليشيا عن الثورة الإيرانية الخمينية.

وفي الجانب الآخر تحولت المراكز الصيفية إلى وسيلة تقوم من خلالها المليشيات الحوثية بتنفيذ برنامج تدريب عسكري للأطفال والشباب وتجنيدهم إلى صفوف مليشياتها وإرسالهم إلى جبهات القتال.

ومثلما اكتشف أبو أحمد العصري، أن مليشيا الحوثي أخذت ابنه أحمد من أحد المراكز الصيفية وحولته إلى مقاتل في صفوفها دون علمه أو درايته يؤكد الكثير من الآباء أن أبناءهم اختفوا هم الآخرون قبل أن يعرفوا أن مليشيات الحوثي جندتهم وأرسلتهم للقتال في الجبهات.

حسين -كما طلب أن نسميه- وهو مواطن من محافظة عمران قال لـ(نيوزيمن): إن ابنه البالغ من العمر 13 عاماً ذهب إلى أحد المراكز الصيفية التي تنظمها مليشيات الحوثي، حيث ظل يتصل بهم لفترة ويطمئنهم عليه، قبل أن يتفاجأوا بظهوره على قناة المسيرة وهو في جبهة الساحل الغربي يتحدث عن الجهاد ومواجهة أمريكا وإسرائيل.

يضيف حسين: منذ نصف شهر لا أعرف مصير ابني صلاح، ولا أعرف كيف حتى اتصل به، بل إنني عجزت عن الوصول إلى بعض قيادات الحوثي لمعرفة مصير ولدي، وكلما ذهبت إلى أحد مشرفيهم يرد عليا ابنك مجاهد ويواجه أمريكا وإسرائيل.

ويختتم بالقول: مثلي كثيرون ممن تم استقطاب أطفالهم إلى مراكز الحوثي الصيفية ثم اختفوا تماما، وبعضهم تم إعلام أسرهم بأنهم استشهدوا في الجبهات وآخرون لا يعرفون حتى الآن مصير أولادهم.

مسؤول في وزارة الشباب والرياضة أكد لـ(نيوزيمن)، أنه ورغم أن المراكز الصيفية يتم دعم إقامتها من إيرادات الوزارة وبالتعاون مع السلطات المحلية، إلا أن عملية إدارتها تتم من قبل مليشيات الحوثي وقياداتهم ومشرفيهم وليس لقيادات الوزارة أو مسئولي السلطات المحلية أية علاقة بما يدور في تلك المراكز.

ويضيف: وعلى مدى الأعوام الثلاثة الماضية لا نعرف عدد الذين يشاركون في تلك المراكز أو أعمارهم أو البرامج التي خضعوا لها، فكل المعلومات باتت خاصة بمليشيات الحوثي ومشرفيها فقط.

ويؤكد المسؤول، أن الآباء والأمهات يتحملون مسؤولية ما يحدث لأولادهم الذين ينضمون إلى صفوف مليشيات الحوثي أو غيرها، داعياً إياهم إلى عدم ترك أولادهم فريسة لأفكار الحركات العنصرية والإرهابية والمتطرفة والتي تحولهم إلى مليشيات وقتلة يدمرون أنفسهم ويدمرون حاضر ومستقبل الوطن برمته.