الغش في زيوت السيارات.. معاناة أخرى للمواطن اليمني برعاية حوثية

متفرقات - Sunday 23 September 2018 الساعة 11:31 am
صنعاء، نيوزيمن، جلال محمد:

تنشط العديد من معامل "خلط" و"غش" السلع في صنعاء الواقعة تحت سلطة الحوثية بشكل ملفت للنظر، في ظل انعدام الرقابة والمتابعة المتخصصة في حماية المستهلك وانشغال جماعة الكهنوت الحوثي ولجانها بجمع الجبايات والإتاوات، بل وقيامهم بحماية كل فاسد ومفسد مقابل حفنة من المال، وأحياناً لوجود علاقة شراكة بين تلك المعامل وتجار وقيادات هذه الجماعة الفاشية.

لم يستثن التقليد والتزوير علامة أو منتوجاً في هذا الزمن، فالبحث عن الربح السريع بتزييف منتوجات أصلية وتسويقها للمستهلكين أصبح أقصر الطرق لتحقيق هذه الغاية.

أرباح كبيرة تضاف لرصيد أكبر من الأرباح التي تجنيها تجارة الغش والسوق السوداء التي ترعاها جماعة الحوثي كواحدة من أهم مصادر دخل الجماعة، ومن تلك المصادر التي تراكم الأرباح هي وحدات “بتروكيماوية” متخصصة في إعادة تدوير زيوت المحركات المستعملة، المنتوج الأكثر طلبا حاليا في السوق بعد الوقود، وتحويلها بعد أن يتم إضافة بعض المواد الكيماوية، إلى زيوت جديدة، معبأة في "علب" نظيفة تحمل علامات تجارية شهيرة، وأخرى غير معروفة، حيث يتم إيهام ملاك السيارات بأنها مواد "أصلية" ووكالات جديدة ومضمونة، روسية أو عمانية أو أوروبية، كما يقول أصحاب محلات "تغيير الزيت".

ورغم تنامي حجم الزيوت المقلدة في السوق وتضرر عدد من المركبات جراء استخدام هذه الزيوت، إلا أن سلطات الأمر الواقع في صنعاء، لا يهمها ذلك ولا يعنيها ما يتعرض له المواطن من غش ونصب.

مراسل "نيوزيمن" التقى سليمان علي -موظف في إحدى الوكالات العالمية لزيوت المحركات- والذي أفاد بأن عدداً من وحدات الخلط الصغيرة تنشط بكل حرية دون أي خوف، وأصبحت تزور علامات تجارية كبرى مثل "موبيل" و"شل العمانية" وفوكس وغيرها من الوكالات، الأمر الذي أدى لتضرر هذه الوكالات بسبب رواج الزيوت المقلدة، إذ تكبدها خسائر مالية مهمة سنوياً، من خلال المنافسة غير الشريفة، وما يتعرض له المواطن من غش على يد عمال "البنشر" الذين يقومون بتغيير الزيت.

ويضيف سليمان: الزيوت الجديدة أو الأصلية هي الزيوت البكر التي أساسها من مشتقات النفط، هذه الزيوت تصنعها الشركات العالمية، لكن الزيوت المغشوشة في السوق هي زيوت مستخدمة واستخرجت من المحركات وتم إعادة تصفيتها وتنقيتها، ورغم ذلك كله لا يتم سحب الشوائب الموجودة فيها وتكون فاقدة للزوجة المطلوبة وتفتقد لأبسط المتطلبات والمميزات التي تحتويها الزيوت الحقيقية.

من جانبه يقول خالد حسن -سائق أجرة- إن بعض الزيوت تتم تصفيتها وتنقيتها بصورة يصبح من الصعب اكتشاف أنها مستخدمة. ويؤكد: الغريب في الأمر أن المستهلك العادي وحتي بعض المتخصصين في مجال السيارات لا يستطيعون اكتشاف الجيد من الرديئ في الزيوت، ولكنها تحتاج إلي تحليل المادة نفسها، وهذا يقع على عاتق الدولة متمثلة بالهيئة الوطنية بالجودة والمقاييس وكذلك الأجهزة الضبطية والرقابية.

ويضيف: نحن اليوم نعيش زمن اللادولة، زمن الفوضى والتلاعب بكل شيء، "ما وقفت" إلا على زيت السيارات، فمن تلاعب بالوطن والنظام والشعب سهل عليه ان يمرر لعب المتلاعبين والغشاشين لأنهم "سماسرته".

ويقول سهيل العريقي لـ"نيوزيمن"، لابد من التركير أثناء تغيير الزيت، لأن هناك من لا يخاف الله، وهمه الأول والأخير هو الربح... وأضاف، في إحدى المرات حاول أحد عمال "تغيير الزيت" الغش في الزيت الذي طلبت تغييره لسيارتي، حيث أتى بثلاث "علب" من المطلوب والعلبة الرابعة تلكأ بأنه سوف يحضرها من داخل، ولكني ركزت أنه قد قام بتعبئتها وإعادة تغليفها بصورة وهمية وكأنه يفتحها، ولكني أصررت أن يقوم "بسكب" قليل منها للأرض وكانت المفاجأة، بعد شد وجذب أنه زيت أسود ملوث ومليئ بالأوساخ.

ويبدو أن المواطن اليمني المغلوب على أمره، بات يعاني من كل مناحي الحياة، فمن ظلم واستبداد جماعة الحوثي، وما تقوم من نهب للمرتبات وحرمان لأبسط الحقوق، وصولاً لتدهور العملة الوطنية وانعكاساتها على الحياة المعيشية، وفوق ذلك الغش الممنهج الذي ترعاه جماعة الحوثي سواءً في المواد والسلع الغذائية أو السلع الاستهلاكية الأخرى.