سيطرة الحوثي علی احتفال مؤتمر صنعاء بعيد الثورة تدفع الحاضرين للانسحاب وتثير سخرية الناشطين

السياسية - Tuesday 25 September 2018 الساعة 07:17 pm
صنعاء، نيوزيمن:

سخر ناشطون مؤتمريون من سوء التنظيم، وهزالة الحضور، والسيطرة الحوثية علی فعاليات الحفل الذي أقامته قيادة المؤتمر الشعبي العام في صنعاء، بمناسبة أعياد الثورة اليمنية (العيد الـ56 لثورة 26 سبتمبر الخالدة، والعيد الـ55 لثورة 14 أكتوبر المجيدة، والذكرى الـ51 للاستقلال الوطني الـ30 من نوفمبر).

وبينما اختفت كل مظاهر الاحتفال بعيد الثورة السبتمبرية الأم في العاصمة ومختلف المحافظات القابعة تحت سيطرة ميليشيا الكهنوت الإمامية الحوثية، دعت قيادة المؤتمر الشعبى العام في صنعاء أعضاء المؤتمر لحضور حفل خطابى بمناسبة أعياد الثورة أقيم صباح اليوم بقاعة القمة للافراح بعد رفض ميليشيا الانقلاب فتح أي قاعة اجتماعات حكومية للاحتفاء بالمناسبة.

وأفاد مصدر قيادي بالمؤتمر ل(نيوزيمن)، أن هذا الاحتفال شكل صدمة لمن حضره من قيادات وأعضاء المؤتمر من حيث السيطرة الأمنية الكاملة لعناصر ميليشيات الحوثي التي تولت أعمال التفتيش لكل عضو وانتشرت في كل أنحاء القاعة، فضلا عن تصدر القيادات التي خانت زعيم المؤتمر الشهيد علي عبدالله صالح الصفوف الأولی للحاضرين.

ولفت إلى أن المؤتمريين كانوا يأملون أن يعكس هذا الاحتفال تمسك قيادات وأعضاء المؤتمر بأهداف ومبادئ الثورة اليمنية المباركة، ورفض الخطوات الحوثية الحثيثة الساعية لطمس كل ما يتصل بهذه الثورة والإساءة إلى رموزها.

وقال "لكن الذي حدث وجدنا حفلا شعار المؤتمر مرفوعا في قاعته، ولافته تؤكد أنه من نظمه، بينما كلمات قيادات المؤتمر القابعة تحت الإقامة الجبرية من قبل الميليشيا بدت في حالة ارتباك وتناقض وكأنها صيغت لهم من قبل الميليشيا وأجبروا علی إلقائها سيما التأكيد في أكثر من فقرة علی استمرار شراكة المؤتمر والحوثيين رغم إعلان الشهيد الزعيم علي عبدالله صالح فض تلك الشراكة ودعوته للانتفاضة ضد ميليشيا الكهنوت والإمامة الی جانب إفراد حيز واسع للحديث عن الاصطفاف الوطني لمواجهة ما يسمونه "العدوان" وصولا الی فتح المجال لقيادات حوثية لإلقاء كلمات في حفل حزبي خاص بالمؤتمر، مما استفز مشاعر الحاضرين ودفع الكثير منهم الى المغادرة.

إلى ذلك كشف أعضاء في المؤتمر حضروا الفعالية عن مغادرة أغلب الحاضرين في الحفل احتجاجا على ذكر عضو المكتب السياسي للحوثيين سلطان السامعي اسم زعيم المليشيات الحوثية عبدالملك الحوثي في كلمة ألقاها في الحفل.

وأفادوا أن سلطان السامعي وعقب بدء كلمته بما سماه نقل تحيات قائد الثورة (زعيم المليشيات) عبدالملك الحوثي قوبل بصافرات احتجاجية ومقاطعة من قبل الحاضرين الذين رفعوا أعلام الجمهورية وأعلام المؤتمر للتعبير عن غضبهم واستهجانهم أن يذكر اسم هذا المجرم في هذا الاحتفال، ومن ثم انسحب غالبية الحضور من القاعة تعبيرا عن رفضهم لذكر اسم زعيم المليشيات عبدالملك الحوثي.

ووفقاً لتلك المصادر فقد حاولت بعض قيادات المؤتمر إعادة المنسحبين إلى القاعة، إلا أنهم رفضوا وقالوا "هذا حفل لزعيم مليشيات الإمامة عبدالملك الحوثي، ونحن جئنا لنحتفل بعيد ثورة 26 سبتمبر التي أطاحت بالإمامة الكهنوتية ولم نأت لنسمع نفاقا واطراء للمجرم عبدالملك الحوثي".

واضطر منظمو الحفل لإكماله بمن تبقى من الحاضرين بعد انسحاب أغلب المشاركين.

هذا وقد قوبل سوء التنظيم والسيطرة الحوثية علی مجريات هذا الاحتفال باستهجان ناشطي المؤتمر في مواقع التواصل الاجتماعي.

وفي هذا الصدد قال الكاتب والناشط طه العامري "في حفل المؤتمر وجدت المؤتمريين، ولكن للأسف لم أجد المؤتمر..؟!".

بينما علقت الناشطة حاكمة عبدالسلام بقولها "حضور باهت جدا للشباب والمرأة، ليتني لم أذهب، كانت الزينبيات يراقبن كل أحاديثنا، لم أشعر بأني في حفل وطني نظمه تنظيمنا الرائد كما عهدنا".

بدوره قال الناشط أحمد العصيمي "قيادات ووجاهات اجتماعية معروف عنها تواطؤها مع الجماعة وخائنة لانتفاضة ديسمبر، كانت في مقدمة الصفوف، رأيت ذلك، فقررت مغادرة الحفل، وخرجت".

وفي ذات الإطار تحدث الناشط محسن الميدان بقوله "وصلنا باب القاعة والذي بيفتش المؤتمريين فوق سلاحه شعار الصرخة، فعطفت ورحت لي.. فذلك قمة الإهانة، أتحدث عن حفل 26 سبتمبر الذي نظمه المؤتمر بقاعة القمة".

ويتفق معه الناشط أمين أحمد والذي قال "كانت الحراسة الحوثية تملأ القاعة، لدرجة أننا ولمرات كثيرة شعرنا أنهم يجلسون بجانبنا وبيننا ليرصدوا أنفاسنا".

وتؤكد تلك السيطرة الحوثية الناشطة جميلة المصلي بقولها "قاطعنا هذا الحفل ولن نذهب لأي فعاليات يكون المشرف عليها والرقيب حوثيا".

وكان أبرز المتحدثين في الاحتفال القيادي المؤتمري البارز الشيخ صادق أمين ابو راس، الذي كلفته قيادة مؤتمر صنعاء للقيام بمهام رئيس المؤتمر لحين عقد المؤتمر العام بعد الغدر بزعيمه الشهيد علي عبدالله صالح من قبل ميليشيا الإرهاب الحوثية مطلع ديسمبر الماضي.

ورغم تكرار فقرات عديدة من كلمة أبوراس للتأكيد علی استمرار شراكة مؤتمر صنعاء مع الحوثيين، إلا أنه ألمح جزئياً إلى وجود خلافات عميقة بقوله "نتفق يوم ونختلف يومين".

وفي حين جدد أبو راس التأكيد على تمسك المؤتمر بأهداف ثورتي سبتمبر واكتوبر المجيدتين، حذر في الوقت ذاته أن ثورة الـ26 من سبتمبر لا زالت اليوم تواجه تحديات أكثر مما واجهته في 62م.

وقال "في عام 62 كانت تواجه حرب واحدة أما اليوم فهي تواجه عدة حروب على مختلف مساحة اليمن". وأوضح أن المؤتمر لم يكن وليد اللحظة أو الساعة، بل كان وليد حركة النضال الوطني ابتداءً من ثورة 48 ومرورا بثورة 62 التي تأسس بعدها كيان يمني خالص اسمه المؤتمر الشعبي العام..

وأضاف "ان المؤتمر الشعبي العام يسعى بكل الوسائل إلى تحقيق الامن والسلام وإنهاء كل مشاكل الحرب".. مؤكدا ان المؤتمر لا يريد ان تكون لديه مشكلة مع أي جهة في الداخل او أي دولة في الخارج.

بينما كان عضو اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام، ورئيس معهد الميثاق، محمد حسين العيدروس، اكثر جرأة بذكره للشهيدين صالح والزوكا في كلمته بقوله "يحتم علينا في المؤتمر الشعبي العام تغليب المصلحة العليا للوطن على كل الآلام والجراح وأن نظل متمسكين بمبادئ ثورة السادس والعشرين من سبتمبر المتمثلة في الجمهورية والوحدة والديمقراطية وهي المبادئ والقيم التي ناضل من أجلها الرئيس مؤسس المؤتمر الشعبي العام الشهيد علي عبدالله صالح والأمين العام عارف عوض الزوكا وكوكبة كبيرة من مناضلي الثورة اليمنية".

وأكد العيدروس بقاء المؤتمر الشعبي العام بوسطيته واعتداله البيت الكبير الواسع لكل اليمنيين حريصاً على الوطن ووحدته وسيادته وكرامته، مشددا أن المؤتمر سيظل علامة مضيئة وراسخة في سماء وطننا اليمني.