مليشيا الحوثي تتطاول في البنيان والمواطنون تقتلهم الأزمات التي من صناعتها

إقتصاد - Friday 28 September 2018 الساعة 02:59 pm
صنعاء، نيوزيمن، خاص:

تبدو الحياة في العاصمة صنعاء شبه مشلولة في ظل الأزمات التي تختلقها ميليشيا الحوثي.

يقول مواطنون لـ"نيوزيمن"، إن سعر 20 لتراً من البنزين يصل إلى 10 آلاف ريال في محطات التزويد بالوقود، إلا أن هذه المحطات مغلقة.. وتشهد الشوارع المجاورة لمختلف المحطات بصنعاء طوابير طويلة من السيارات والدراجات النارية.

ويشير المواطنون إلى أن الميليشيا تتعمد، ككل مرة، قطع المشتقات النفطية، وبعد ثلاثة أيام أو أكثر تقوم بتوفيرها في السوق السوداء وبأسعار باهظة، حيث يبلغ سعر الـ20 لتراً من البنزين في السوق السوداء 13.500 ريال ومرشح للزيادة وفقاً للمواطنين.

هذه الأزمات المتكررة والمصطنعة أجبرت المواطن محمد حسان، على إيقاف سيارته الأجرة بجوار المنزل الذي يسكنه، ويخرج كل يوم إلى السوق السوداء لمعرفة أسعار البنزين، ويقول لـ"نيوزيمن": "منذ أن أوقفت سيارتي التي هي مصدر دخلي توقفت الكثير من أمور حياتي وحياة أسرتي، فأولادي بدون تعليم، وإيجار البيت يتراكم وفي كل يوم أتلقى التهديد بالطرد من مالك البيت، وصاحب دكانة بيع المواد الغذائية توقف عن إعطائي أي شيء بحجة زيادة مديونيتي وارتفاع الأسعار التي تضطره للبيع نقداً، فأنا أعيش اليوم في هم لا يجعلني حتى أحلم بأن يكون الغد أحسن حالاً من اليوم".

حال المواطن محمد يشبهه حال حوالى 23 مليون نسمة على الأقل صاروا مُعدمين، ويحتاجون إلى العون الإنساني في ظل الأوضاع المأساوية التي تسببت فيها ميليشيا الحوثي.

لم تكن حياتك يا محمد هي المتوقفة، بل إن حياة هؤلاء الملايين من الناس تشبه حياتك، وثمة من هم في حال أسوأ من حياتك.

كل شيء متوقف في هذا البلد، والحركة شبه مشلولة، ولا يوجد حركة إلا في الأحياء والشوارع التي تحتضن مبانيَ وعقارات لمن يسمونهم بالمشرفين التابعين لميليشيا الحوثي.

يقول أحد المواطنين لـ"نيوزيمن"، "في حارتنا تزايدت أعمال البناء، ويوجد حوالي 7 عمارات يتم إنشاؤها وتتبع مشرفين حوثيين وتُجاراً من صعدة، وتزايد الطلب على شراء المباني القديمة في الحي الواقع بين شارعي تعز وخولان والذي بات يُعرف بالحي التجاري نتيجة انتشار محلات وشركات قطع غيار السيارات، حيث وصل سعر اللبنة في الشوارع الفرعية الصغيرة إلى 30 مليون ريال، وفي الشوارع المتوسطة إلى 50 مليون ريال للبنة، وهي أسعار غير معقولة إلا أنها ارتفعت بسبب تسابق أصحاب صعدة على شراء العقارات".

وفي ذلك يقول أحد المراقبين لـ"نيوزيمن"، إن ميليشيا الحوثي تتسابق على شراء العقارات من أجل ضمان تحويل الأموال التي تنهبها من موارد الدولة إلى عقارات (مبانٍ - أراضٍ) خاصة، أنها تخشى إيداع هذه الأموال في البنوك أو اكتنازها في البيوت أو أي أماكن أخرى، خاصة أن هذه الميليشيا تعرف جيداً أنها سترحل ولا بقاء لها كونها لا تمتلك أية صفة شرعية في سيطرتها على مؤسسات الدولة، إلى جانب النهب والفساد الذي تمارسه منذ نهاية العام 2014.