قيادي حوثي نفی احتجازه.. عبدالباري طاهر يحذر الحوثيين من ثورة جياع تنهي انقلابهم وطغيانهم

السياسية - Thursday 25 October 2018 الساعة 04:30 pm
عدن، نيوزيمن، متابعات:

نفی قيادي بارز في ميليشيا الانقلاب الحوثي الأنباء التي تناولها عدد من وسائل الإعلام، عن اختطاف الميليشيا لنقيب الصحفيين اليمنيين الأسبق عبدالباري طاهر، ومعه مجموعة من الصحفيين أثناء مشاركتهم في فعالية أقيمت صباح اليوم في صنعاء عن دور الإعلام في مواجهة الكراهية.

وقال القيادي السابق في الحزب الاشتراكي اليمني وعضو المكتب السياسي لجماعة الحوثي محمد المقالح، في تغريدة علی حسابه ب"تويتر" رصدها "نيوزيمن"، إشاعة عبد الباري طاهر، كذب واتصلنا به قبل قليل، العبوا غيرها".

واتهم القيادي الحوثي من نشروا أخبار اعتقاله بأنهم يريدون أن يغطوا على ما أسماها "فضيحة بن سلمان مع الصحفيين".

في حين سارع ناشطون للتعليق علی تغريدته وتأكيد تعرضه للاحتجاز هو ومجموعة من الصحفيين من قبل الميليشيا الحوثية لبعض الوقت قبل أن تفرج عنهم في وقت لاحق وبعد أن منعت إقامة الفعالية المناهضة للكراهية.

وكان نشطاء سياسيون وحقوقيون شنوا حملة انتقادات واسعة في صفحاتهم علی وسائل التواصل الاجتماعي لقيام الحوثيين باحتجاز نقيب الصحفيين الأسبق عبد الباري طاهر مع مجموعة من الصحفيين.

واجمعوا علی أن طاهر من الشخصيات الوطنية القلائل التي تكرس مواقفها من أجل مصالح الوطن وبعيدا عن التقوقع في المواقف الحزبية أو المناطقية.

وكان طاهر وجه انتقادات لاذعة لميليشيا الحوثي عقب قيامها بقمع مسيرات نسائية لطالبات جامعة صنعاء خرجت الأسبوع الماضي ضمن "ثورة الجياع".

وقال في مقال له نشرته إحدی الصحف العربية، الجمعة قبل الماضية، إن «أنصار الله» أتوا من مظلمة تعاطف الناس معهم فيها، ولكنهم ما إن استولوا على السلطة بانقلاب 21 سبتمبر 2014 (...) حتى تحولوا إلى ظلمة، ويريدون أن يكونوا أكثر ضراوة وعنفاً".

وأضاف، "وخطيئتهم هي دعاوى التماهي مع القرآن والتمسك به، بينما مسلكهم متعارض مع مبادئ القرآن الكريم".

وتابع قائلا "في المحافظات الواقعة تحت سلطتهم «سلطة الأمر الواقع»، يحاولون أن يتفوقوا في الظلم على كل من سبقهم، وأن يكونوا هم أظلم وأطغى، وأسوأ من خصومهم".

ومضی عبدالباري طاهر في نقده لميليشيا الحوثي قائلا "مأساتنا، كيمنيين، أن البلد المفكك والمنقسم والمعتدى عليه، محكوم بمليشيات مدججة بالأمية والسلاح والعداوة للحياة والعصر، معتقدةً أن القوة فوق الحق".

وأكد أن الظلمة، كل الظلمة، لا يتعظون. 
وأردف قائلا "المأساة هو تحول الضحية إلى جلاد، ومحاولة الضعيف الاستقواء على شعبه".

وزاد بالقول "تترافد هذه المليشيات التي تتقاتل، وليس لها من قضية إلا استدعاء العدوان الخارجي، سواء بصورة مباشرة أو غير مباشرة".

واستطرد قائلا "تتشارك كل المليشيات المتحاربة في تدمير الكيان اليمني، ونهب الثروات، وتمزيق النسيج المجتمعي".

وشدد طاهر أن ثورة المجاعة في اليمن كسرت حاجز الصمت.

واستدرك قائلا "في صنعاء، فقد قُوبل الاحتجاج المدني السلمي باستنفار ما بعده استنفار وصل حد نشر الدبابات والمصفحات والمليشيات المدججة بالأمية والسلاح؛ لقمع المحتجين والنساء المحتجات ضد التجويع والفساد والاستبداد وانهيار العملة، وجرى اعتقال الطلاب والطالبات، وتقطيع الطرقات، وممارسة العنف والإرهاب ضد المطالبين بالخبز، الخبز الكفاف".

واعتبر نقيب الصحفيين الأسبق في مقاله، الخوف الرهيب الذي أظهره الحوثيون «أنصار الله»، والقوة التي أنزلوها إلى الشارع، دليل الضعف والعداوة للجماهير التي يدعون الدفاع عن سيادتها واستقلالها.

وأكد بأنه يستحيل الدفاع عن سيادة شعب بتجويعه وقمعه ومنعه من الاحتجاج ضد المجاعة التي هم -أي الحوثيين- سبب من أسبابها؛ مشددا علی ان انقلاب 21 سبتمبر 2014 جر الويلات على اليمن، وأدى إلى التدخل الأجنبي.

وحذر طاهر، الحوثيين بأن القوة التي أنزلوها لقمع الاحتجاجات لن تفيدهم في قمع واسكات اليمنيين وعليهم الاستفادة من دروس الماضي والاحداث التي شهدها اليمن والعالم.. مذكرا اياهم بان أمريكا عجزت بكل جبروتها عن الانتصار في فيتنام وأفغانستان والعراق والصومال، بينما تعجز إسرائيل منذ 48 عن إسكات الصوت والمقاومة الفلسطينية.

وقال "مأزق «أنصار الله»، وهم في غاية الضعف، أنهم يريدون الانتصار على ما تبقى تحت أيديهم بالغلبة والقهر".

وزاد عبدالباري طاهر بالقول "ليس من رد شعبي على الحرب والتجويع وانهيار العملة وانتشار الأوبئة وتفكيك اليمن وتقسيمها وتمزيق نسيجها المجتمعي غير الانتفاضة السلمية، فهي وسيلة الشعب الوحيدة لدحر المليشيات في كل اليمن".

وتابع "يُفقِد «أنصار الله» مصداقيتهم في الدفاع عن الشعب وحماية السيادة والاستقلال، وهو لا يستطيع حل كوارث المجاعة، وانهيار العملة، وتردي الأوضاع الاقتصادية؛ مما يزيد من الصعوبات، ويدفع بالجماهير لمواجهة القمع والإرهاب بتزايد الاحتجاجات واتساع رقعتها، وصولاً إلى سقوط حاجز الخوف، وعجز المليشيات عن قمع المحتجين، وإسكات أصوات الجياع الثائرة".

وأوضح أن الثورات كالزلازل والبراكين لا يمكن قراءتها أو التنبوء اليقيني بلحظة وقوعها، ولكن هناك دائماً مؤشرات تتضح وتقوى بمقدار قوة القمع والإرهاب والإذلال والتجويع والتشريد والفساد والاستبداد وإهانة الكرامة الآدمية، والاعتداء الخارجي والاستعمار بمختلف صوره وأشكاله؛ فكل هذه عوامل حقيقية صانعة للثورات.

وخلص إلی القول "عيب الطغاة، عبر التاريخ، أنهم يعتقدون أن القوة والجبروت والطغيان والإيغال في التجويع والإذلال والدوس على الرقاب هي الوسيلة المثلى للاستنقاع في الحكم. فالقوة وسيلتهم الوحيدة للوصول للحكم والتأبيد فيه. كل طاغية يظن أن حكمه خالد وأبدي، وأنه بمقدار ما يمتلك من وسائل القوة والقهر؛ بمقدار ما يكفل بقاءه وديمومة حكمه، وصولاً إلى التأله".