دعا اليمن المنظمات الدولية المعنية بالأمن الغذائي والمانحين والدول المجاورة إلى دعمه ومساعدته للسيطرة على موجة الاجتياح الكثيف لأسراب الجراد الصحراوي في مناطق التكاثر الشتوية بسهل تهامة بمحافظة الحديدة بغرب البلاد.
ونقلت وكالة سبأـ يوم السبت عن محمد الغشم وكيل وزارة الزراعة والري اليمنية لقطاع الخدمات الزراعية قوله "نتيجة لشح الموارد والإمكانيات اللازمة للسيطرة على الوضع الكارثي لانتشار الجراد في مناطق السهل التهامي فإن اليمن يناشد المنظمات الدولية المعنية بالأمن الغذائي والمانحين والدول المجاورة إلى مساعدته ودعمه لتمكينه من السيطرة على الحشود المليونية من الجراد الذي أصبح ينذر بكارثة اقتصادية على الوضع الزراعي إذا لم يتم السيطرة عليه خاصة أن الجراد في تلك المناطق أغلبه جراد طائر ينتقل من منطقة إلى أخرى."
وأشار الغشم إلى أن استمرار تواجد وانتشار الجراد في مناطق السهل التهامي يشكل تهديدا حقيقيا لمصادر الأمن الغذائي لليمن ودول الإقليم والدول المجاورة.
وأضاف المسؤول اليمني ان جهود مكافحة حشرات الجراد في مناطق سهل تهامة ما تزال بحاجة إلى إمكانيات وفرق ميدانية أخرى نتيجة للانتشار الكثيف والواسع للجراد الذي ألحق دمارا كبيرا في محاصيل المزارعين في تلك المناطق وألحق خسائر اقتصادية كبيرة بمحاصيل السمسم والحبوب الغذائية المختلفة خاصة الدخن (الذرة الحمراء) والذرة الرفيعة وكذا الأعلاف وأشجار المانجو.
وقالت الوكالة ان وزارة الزراعة والري اليمنية عززت جهود المكافحة الميدانية للجراد الصحراوي في مناطق التكاثر الشتوية بسهل تهامة "سلة الغذاء في اليمن" كما يطلق عليه والتي أطلقتها مطلع الشهر الماضي بفرق مكافحة إضافية مزودة بعشرين سيارة رش محملة بمعدات وآليات رش ومكافحة.
وتتزامن هذه التعزيزات مع إعلان المركز الوطني السعودي لمكافحة الجراد حالة الطوارئ لمواجهة أسراب جراد وصلت الأسبوع الماضي من اليمن إلى منطقة المسارحة بجازان بعد نزول أسراب أخرى من اريتريا إلى منطقة القنفذة ما يزيد من خطورة الوضع الكارثي بسبب انتشار الجراد إذا لم تتخذ التدابير اللازمة لاحتواء هذه الآفة قبل اتساعها على نطاق واسع.
وأثارت المعلومات الصادرة عن منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) بخصوص توقعات بوصول أسراب جراد صحراوي من إريتريا مخاوف كبيرة من خروج الوضع عن السيطرة في حال وصولها إلى مناطق التكاثر الشتوية بالسهل التهامي الذي يمتاز بغطاء نباتي ملائم لتكاثر الجراد ووضع البيض خاصة مع غزارة الأمطار وتوفر بيئة خصبة ملائمة لتكاثر الجراد وانتشاره فضلا عن الرياح الموسمية التي استخدمها الجراد وسيلة لغزو البلاد قادما من القرن الإفريقي عبر السواحل الشرقية والجنوبية الشرقية في محافظات المهرة وحضرموت وشبوة ومأرب والجوف.
وكانت مناطق التكاثر الشتوية في اليمن شهدت في أواخر أكتوبر تشرين الأول الماضي انتشارا واسعا للجراد الصحراوي خاصة في منطقة تهامة بمحافظة الحديدة والذي انتقل من بعض المواقع في مناطق التكاثر الصيفية الشهيرة بإنتاج العسل في حضرموت وشبوة ومأرب والجوف الأمر الذي يشكل خطرا يهدد بخسائر اقتصادية وتراجع الإنتاجية الزراعية في تلك المناطق.
يذكر أن حالات الغزو والتكاثر المحلي للجراد الصحراوي تحدث مرة واحدة ما بين خمس إلى سبع سنوات وكانت المرة الأخيرة التي شهد فيها اليمن غزو الجراد في عام 2007 وقبلها عامي 1997 و1998 وشملت مساحات شاسعة داخل اليمن سواء في الربع الخالي أو في محافظات حضرموت وشبوة ومأرب والجوف والحديدة.