"ألعاب الحوثي" التي منحتها الشرعية صيتاً عسكرياً.. "مُسيَّرة" أم "مُخَيَّرة"؟!

الجبهات - Sunday 13 January 2019 الساعة 07:52 pm
المخا، نيوزيمن، خاص:

ثلاثة أيام فصلت بين طائرتين مسيرتين لجماعة الحوثي، ذراع إيران في اليمن، تسببت إحداهما بمجزرة حقيقية وكارثة أمنية واستخباراتية بمستوى فضيحة، والأخرى تعاملت معها دفاعات المقاومة المشتركة وجلبتها كما تتعامل مع "لعبة" وفقاً لتعبير المصدر الذي أورده نيوزيمن.

الأولى "هاجمت" -وكم يبدو هذا مبالغاً ويتجاوز المعقول- عرضاً كرنفالياً عسكرياً للجيش اليمني (الوطني) في أكبر قاعدة جوية في اليمن، العند بمحافظة لحج، جنوب البلاد، وجاءت تحلق من مكان بعيد جداً، وحامت في أجواء القاعدة والميدان والعرض ثم المنصة المخصصة لكبار القادة والضباط ثم تقصف وتتصيد ضحاياها العسكريين، وكأنها في نزهة وليس في أكبر معقل عسكري وقاعدة عتيدة كانت سمعتها تطبق الآفاق من أيام الحرب الباردة.

أمام حادثة فاضحة ومؤلمة كهذه واختراق رهيب واحترازات منعدمة، يصبح مملاً ودون جدوى، الحديث عن أخطاء الشرعية التي تخدم وتساعد الانقلابيين وتمنح الحوثيين فرصاً ثمينة ومكاسب مدوية، فالأمر تجاوز الأخطاء إلى خطايا جسيمة. وأما كيف تعاملت وتصرفت السلطة بعد الحادثة فهذه لوحدها جريمة أخرى وفضيحة مركبة. تواصل التصرف وكأن شيئاً مهيناً لم يحدث.

ويحدث، أيضاً، وللمفارقات الرهيبة والمريبة، أن طائرة الحوثيين التي قطعت كل تلك المسافة ووصلت إلى هنا بأمان ومن دون أن يزعجها أحدهم أو يعترض طريقها رشاش دفاع جوي أو حتى رصاصات معدل، تنجح -هكذا- في اقتناص وتصيد رئيس الاستخبارات العسكرية اللواء محمد صالح طماح، الذي توفي الأحد 13 يناير 2019م، متأثراً بجراحه.

وكأن كل شيء يمت إلى الشرعية ومنها، يساعد ويبذل الخدمات بسخاء وترحاب للانقلابيين أعداء الشرعية؟!

حادث جلل كهذا لن يستدعي غيرة الشرعية أو يستتبع تحقيقاً ولو شكلياً حتى للتجمل أمام الرأي العام المصدوم والثقة الشعبية النازفة والمتدهورة.

"تم السيطرة عليها وصرنا نعرف التعامل مع ألعاب الحوثي سواءً سماها المسيّرة أو المخيرة"، قال مصدر مقرب من القوات المشتركة، معلقاً لـ"نيوزيمن" حول إسقاط طائرة مسيرة حوثية، أعلن في حسابه بتويتر وزير الإعلام معمر الإرياني أنها محاولة لاستهداف الوفد الحكومي.

وأضاف المصدر "الحوثي يرتكب الجرائم بحق المدنيين، أما عسكرياً فإننا نحكم السيطرة عليه وعلى معداته وأفراده، ولكم أن تراجعوا أخباره عن الصواريخ التي يطلقها والطائرات صارت مثلها مثل ألغامه المزروعة في الأرض، يتم التحكم بها وإبطال مفعولها".

هذه الطائرة هي نفسها تلك التي خلفت بركة دم كبيرة ومسرح معركة دامية في قلب قاعدة العند الجوية!!

الطائرات المسيرة لدى الحوثيين، قيل مراراً وثبت بالتتبع الاستقصائي، أنها ليست أخطر من ألعاب خضعت للإضافات والتكييف للاستخدامات الطارئة عسكرياً. لكن نقاط فراغات وضعف الشرعية تمنحها كل هذا الصيت والأثر والخطورة.