رئيس تحرير "الجمهورية" يكشف: كيف تصرف الرئيس هادي عندما أبلغته بتهديد السفير الإيراني بصنعاء؟
السياسية - Thursday 24 January 2019 الساعة 09:26 am
كشف رئيس تحرير صحيفة "الجمهورية"، اليومية الرسمية الرسمية، ملابسات وتفاصيل للمرة الأولى حول تلقيه تهديداً من السفير الإيراني بصنعاء، في رئاسة عبدربه منصور هادي، ومزيحاً الستار عن رد فعل الرئيس هادي بعد إبلاغه بالواقعة.
وأورد الأستاذ سمير رشاد اليوسفي، في مقال مطول، كتبه لـ"نيوزيمن"، ونشره الموقع، الأربعاء 23 يناير 2019، سلسلة من الوقائع والأحداث، المتلاحقة، خلال فترة الرئيس هادي، قبل وخلال الحرب، في سياق يحشد الشواهد والاستدلالات على طبيعة "الاستراتيجية"، الخاصة التي طبعت عهده، والكارثية على اليمن، جمهورية ودولة وبلاداً ومؤسسات.
ويؤكد اليوسفي، في بداية مقاله الذي حمل عنوان "عبده الجامد جداً!": "لا أحملُ ضغينة شخصية على الرئيس هادي، لكنّي أكره جموده الشبيه بـ"جلمود" صخر لا تُحركه سيول ولا عواصف، وتطنيشه لمهامه بحيث لا يظهر إلاّ متأخراً، بعد أن يقع الفأس في رأس من يستنجد به للتدخل في حل مشكلة تستهدف اليمن التي يُفترض أنّه رئيسها!".
وساق اليوسفي مثالاً أخيراً: "أقولُ هذا بعد أن قرأتُ في الأخبار، قبل أيام، عن قرار باستعادة شركة "تيليمن" من الحوثيين ونقلها من صنعاء إلى عدن.. (تيليمن، وليس اليمن !!) -أي أنّ دولته أخذت "أربع" سنوات من التفكير قبل إعلان قرارها التاريخي بنقل شركة اتصالات!".
ولفت رئيس تحرير "الجمهورية"، اليومية الرسمية التي كانت تصدر من تعز وتوقفت عن الصدور منذ بداية الحرب مع تعرضها للتدمير والنهب، خلفيات مهمة بشأن ذلك وموصولة إلى من أسماهم أعوان هادي الذين جلبهم إلى تعز باسم المقاومة.
واستعرض في مقاله، وقائع ومحطات لافتة معلقاً عليها، من قرار نقل تيليمن، أخيراً، وبالعودة إلى كواليس ومخفيات قرار نقل البنك المركزي، والمضاربة بالعملة، وتجارة النفط المحتكرة لمقرب من الرئيس وتحت تصرف وشراكة مع نجل هادي، وحتى أيام هادي الأولى في الرئاسة الانتقالية وكيف بدأ ابنه يتصرف كرئيس آمر، واستشهد بحالته الشخصية وقصة حدثت له مع نجل هادي.
ويسترجع الكاتب في مقاله المطول أحداثاً مهدت لتمكين الحوثيين، كما أن استراتيجية الرئيس تعمل إلى الآن على التمكين لهم، قائلاً: "هادي المُطنِش للشرعية.. من الواضح أنّه نذر نفسه لخدمة الحوثيين في مختلف المجالات".
وفي الصدد، قال سمير اليوسفي: "ولأنّ المواقف المُزعجة التي جعلتني أقتنع أنّ هادي يسير باليمن إلى ضياع، لا تُعد ولا تُحصى.. سأكتفي بتهديد تعرضت له من القائم بعمل السفير الإيراني في صنعاء بعد نشر صحيفة "الجمهورية" خبراً للرئيس أشار فيه لسفينة "جيهان" التي قُبض عليها بحُمولة أسلحة إيرانية مُهربة للحوثيين وأبرزته بعنوان عريض. وطلب السفير نشر تكذيب واعتذار صريح.. وعندما قلتُ له: "إنّ ما نشرناه، قاله الرئيس حرفياً، وإن كان لديك اعتراض عليه يُفترض أن تقدمه عبر القنوات الرسمية".. رّد عليّ بكل عنجهية وبرود: "رئيسكم كذاب.. وإذا لم تنف الخبر، بمقدورنا الوصول إليك أينما كُنت في تعز"..
ويستطرد اليوسفي: "أبلغتُ الرئيس عبر نجله بطلب السفير وتهديده. وظننته -على الأقل- سيوجه الخارجية بلفت نظر السفير الإيراني الوقح ولو برسالة توبيخ، كأقل إجراء سيادي يحفظ كرامة اليمن... لكنه طنّش كما هي عادته. وتيقنتُ بأنّ اليد "الأميييينة" فرَّطت باليمن وسلمتها لإيران.. ولأنّ السفير بقي بكل صلفٍ مُلحاً على نشر الاعتذار.. أفدته أننا سوف نجري معه مقابلة يجيب فيها على أسئلتنا بما يشاء.. لكنه اشترط أن تكون مكتوبة، وبعد أن أرسلها له "نائب مدير التحرير" لم يستسغها لتركيزها على دعم بلاده للحوثيين مع الشواهد.. وتملّص من الرّد والإجابة على المكالمات؛ أمٌا الصحيفة فنشرت في صفحتها الأولى افتتاحية عنوانها "النظام الإيراني الوقح".".
مضيفاً: "وحتى عندما قدمتُ استقالتي للوزير؛ ورفضها ناصحاً تقديمها للرئيس.. تجاهلها فخامته رُغم نشرها في الصحف والمواقع.. وبعد ثمانية أشهر كلّف سكرتيره الصحفي "يحيي العراسي" إبلاغي بإنجاز الأعمال الهامة من منزلي!!".
الرأي الثابت عند سمير اليوسفي: أن "هادي عجن السياسة وعصد الاقتصاد وقلب اليمن عاليها سافلها، فصارت في عهده، كما لو أنّ 50 عاماً من التنمية والديمقراطية قد أُلقيت في البحر، واستعيض عنها بالدمار والتخلف والتطرف والجنون المحض."
قبل أن يؤكد: "أكتُبُ هذا للقراء، وأراه كلمة حق ينبغي أن تقال بعد أن صار "التطنيش" سياسة يواجه بها الرئيس العواصف والأمواج التي تُحدق بما تبقى من بلدنا من كل جانب.. ولا أفشي بذلك سراً فقد أمسى العاملون معه يتندّرون بما هو أدهى وأعظم."
ويختم بالقول: "لم تنته القصة مع هادي بتدمير "الجمهورية" -المؤسسة الصحفية- على يد الإرهابيين الذين جلبهم أعوانه في تعز باسم المقاومة.. ولا تقويض"الجمهورية اليمنية" بتآمر الحوثيين الذين فتح لهم وزير دفاعه الأسبق أبواب عمران وأمانة العاصمة.. وليحفظ الله الخليج والأمة العربية!".