“جريفث” شريك الحوثي.. وباتريك رفض المسرحية منحازاً لشرفه العسكري
السياسية - Thursday 24 January 2019 الساعة 03:07 pm
على امتداد 40 يوماً حاولت مليشيا الحوثي الاستفادة من كل لحظةٍ في هذا الوقت المتاح لها..
تمكن الحوثيون من تحريك 40% من آلياتهم الثقيلة، نحو مواقع متقدمة.
لم يؤمن سكان مدينة الحديدة أو المديريات الجنوبية ولو ليومٍ واحدٍ بحدوث تغيير رغم أن كبير لجنة المراقبين الدوليين موجودٌ في مركز المحافظة المكلوم كل ما عليها... باستثناء توقف الغارات الجوية.
كان الحوثي كل يومٍ يرسل تعزيزاته.. وجوهٌ جديدة تظهر في المدينة، ثم تختفي، ثم تظهر في 5 جبهات على امتداد خطوط التماس.
كلا الفريقين كان يعزز جبهاته وإن كانت مليشيا الحوثي لها الباع الأكبر من حيث أعداد مسلحيها.
صوّب الحوثيون بنادقهم نحو رأس كبير المراقبين الدوليين منذ لحظة وصوله، هذا بالطبع بعد أن قبلوا يديه من باب التقية ومحاولة استمالة جانبه.
صبيحة الخميس 17 يناير/ كانون ثاني 2019، أطل كاميرت من نافذة غرفته ليجد أن مدرعتين وأطقما تحمل مدافع رشاشة صوبت فوهاتها نحو مقر إقامته، العبارة الكلاسيكية لمليشيا الحوثي "الإجراءات الأمنية لكم وليست عليكم" فأدرك الجنرال الهولندي الحصيف، أنه وضع يده على الجرح الحوثي الغائر في قلب الحديدة.
هم يريدون سلاما شكليا.. هكذا فعلوا باليمنيين طيلة سنواتهم.. شكليات تنتهي بانتهاء من يقبلها منهم.. لم يرضخ الجنرال.. لم يغامر بالشرف العسكري الشخصي له.. هو جاء في مهمة، إن نجحت ستحسب له، وإن فشلت فستحسب ضد أطراف الفشل إلا إن صمت هو عليهم. فانتصر لشرفه العسكري صامدا حتى الكلمة الأخيرة..
اعترضت مليشيا الحوثي سيارات الـUN قبل توجهها لما بقي من منشآت مجموعة إخوان ثابت.. كانت ذرائعهم بأن هناك تهديداً عليه ويجب عليهم حمايته. بدا الضيق واضحاً على مرافقيه، بعد أن ضاعف الحوثيون حراساتهم عليهم، كان بعضهم يحمل مسدسات كاتمة الصوت..
كل ما حولهم كان تهديداً بالقتل أو الإقامة الجبرية أو أن الضابط الهولندي أضحت جماعة الحوثي تراه شخصاً غير مرغوبٍ بتواجده في مدينة الحديدة.
فوجئ الحوثيون أنهم أمام مغامر، فأذعنوا له محاولين توجيه إنذار أشد وأقوى..
زين الحوثيون سيارات الضابط كاميرت برصاصات بنادقهم..
استعاد الجنرال باتريك مشاهد مساء الأربعاء وصباح الخميس..
غريفيث يعلم تماماً من حاول قتل الجنرال الذي اختاره.
مخطئٌ من تحدث بأن مهام باتريك تنتهي باستلام وجهات رؤى طرفي القتال حول إعادة الانتشار...
كلا... كان أقل سقفاً لمهام باتريك، فتح المعبر الإنساني في شرق مدينة الحديدة، هذا الحد الأدنى لسقف مهمته، ولم يقبل الجنرال المعروف بحنكته وشجاعته أن يتعرض للخديعة.
لاحقاً سيجد باتريك متنفساً للحديث عن من تسبب في فشل مهمته تماماً كما فعلها ولد الشيخ.
لا يملك مجلس الأمن سلطةً أقوى لفرض قراريه الأخيرين إلا بالضغط على إيران...
كان ذلك مفترضاً أن يقوم به غريفيث. غريفيث يعرف أن السلام في اليمن طريقه يبدأ من طهران.
خلال 40 يوماً دمر 39 منزلاً وقتل 33 مدنياً وأصيب 545 شخصاً ونهبت 67 منزلاً وهجرت 245 أسرة.. واختطف 35 شخصاً وفقاً لما تم توثيقه.
زرعوا آلاف الألغام.. وبدأوا يعدون لجبهة خامسة.. كما أضحى تحركهم في مديريات الشمال على مقربة من 19 جزيرة له تأثيرٌ على المجرى الدولي مقلقاً تحالفا يراكم الأخطاء بحق الصيادين الأبرياء.
يحتاج الحوثيون إلى مهلةٍ أخرى لإسقاط مديرية قد تكون الفاصله في محريات الحرب، إضافةً لمديريتين أضحوا قادرين على تدميرها وطرد المجاميع المدعومة من التحالف منها، تلك حقيقة يكشفها أعداد مسلحي الحوثي والمناوشات الليلية والعتاد العسكري الذي حصلوا عليه بالأموال القادمة من الدوحة، التي مكنتهم من شراء مخازن سلاح بمجرد تأخر رواتب الألوية المنتشرة في مناطق التماس، ثمة صفقات أخرى تمت في الخفاء مثل تبادل أسرى دون علم قيادات مجاميع التحالف.
أضحت جهود مندوب الأمين العام مثيرةً للقلق أكثر مما هو نشاط الحوثي على الأرض.
فشل القرارين 2451 و2452 يعني أننا أمام دريهمي أشد بشاعة.. عدم الضغط على مليشيا حولت المدينة إلى حقل بارود موصول بديناميت سيحولها إلى حطامٍ متفحم قد يجعل غريفيث شريكاً في الإبادة الجماعية التي تجهز لها مليشيا الحوثي.
تفاصيل ما حدث وثقها نيوزيمن:
> استقال باتريك أم أُقيل النتيجة واحدة.. هل سيأتي غريفيث بآخر ينفذ "تفسير" الحوثيين لاتفاق الحديدة؟
> غريفيث يغادر صنعاء رفقة كاميرت المزعج للحوثيين
> غريفيث يتعثر في صنعاء دون لقاءات ونفي استقالة باتريك يمهد للحديث عن سحب لجنته من الحديدة
>كشفها "نيوزيمن".. غريفيث يحاول في صنعاء تفكيك "أزمة محتدمة" تتهدد اتفاق الحديدة
> الجنرال والعصابة.. 20 محطة في امتحان «اتفاق الحديدة» : «إنفراج» أم «انفجار»؟!