تركيا تحاول استدراك "صراحة" الاندفاعة الأمنية بعد انتقادات

السياسية - Monday 04 February 2019 الساعة 08:59 am
عدن، نيوزيمن:

ضاعفت سلطات تركيا من تحركاتها باتجاه اليمن وعبر بوابة السلطات الحكومية الرسمية؛ بصيغة غلب عليها الطابع الأمني خلال زيارات ثلاث (رسمية) في بضعة أسابيع، والأخيرة بتمثيل رفيع على رأسه نائب وزير الداخلية، الاثنين 14 يناير 2019.

وتدافعت موجات الحراك التركي جهة اليمن (النازف) بمعطيات؛ تأطرت أمنيا واستخباراتيا أولا، ثم تاليا، وبعد انتقادات سلطت في الإعلام على الطابع الأمني الصريح والاندفاعي؛ أعطت مؤشرا إلى تنويع الصيغة الاستهدافية عبر آليات ومنح في التعليم العالي والخدمات العلاجية ودعم مشاريع خدمية.

ومؤخرا أعلنت الحكومة التركية، تقديم منحة مالية للحكومة اليمنية بمبلغ 100 مليون دولار، لتنفيذ عدد من المشاريع التنموية والإغاثية في اليمن، وفق ما أوردته وكالة الأنباء الحكومية "سبأ". 

لوقت طويل، وخلال السنوات الأربع الماضية على الأقل بصورة أكثر تركيزا، وجدت حكومة رجب أردوغان وحزب العدالة والتنمية صعوبة في التعاطي مع اليمن والحالة اليمنية بمعزل عن الاعتبارات الإيديولوجية واصطفافات زمن ما بعد الربيع العربي العارم والعامر بالفوضى. 

ولا تؤخذ تحركاتها مؤخرا بمعزل عن الحسابات والحساسيات على صلة، لتأخذ مبادرة بعيدة نوعا ما عن الهواجس الأمنية والسياسية، لكنها تبقي على الغموض الموقفي، حيث الإخوان وقطر يستكملون مع أنقرة مثلثا محوريا بدا في موقف يراكم العدائية تجاه مراكز فاعلة وعواصم وازنة في الخليج ومصر وتزايد التباعد وما هو أكثر من الجفاء بعد انتظام التحالف العربي في اليمن والأزمة مع قطر.

وخلال لقاء وزير التخطيط والتعاون الدولي نجيب العوج، يوم الخميس 31 يناير 2019، مع السفير التركي لدى اليمن فاروق بوزقور، تم الاتفاق على تخصيص 180 منحة دراسية مقدمة من الجانب التركي لوزارة التعليم وتخصيص عدد من المنح للدراسات العليا والبحث العلمي.  

كما جرى الاتفاق على تخصيص 100 منحة علاجية سنوياً في المستشفيات التركية على أن يتم التنسيق لزيارة فريق طبي تركي للتباحث مع وزارة الصحة حول آلية ابتعاث المرضى والجرحى.

حساسيات مفرطة تعاني منها الحالة اليمنية؛ إزاء التدخلات والتداخلات، بين السياسي والأمني والأيديولوجي، في ظروف سيئة للغاية باتت مثالا للاستقطاب وتسللات اللاعبين الإقليميين المتنافسين خصوصا أولئك الذين ليسوا على جانب حسن من التموضع السياسي والمرحلي من التحالف العربي وقطبيه الخليجيين المنخرطين بصورة جادة في حرب استعادة الشرعية ودعمها.