لوليسغارد ينخرط في اللعبة: إعطاء الفشل تسمية جديدة "اتفاق أولي"
السياسية - Friday 08 February 2019 الساعة 11:37 am
الأمم المتحدة نقلت عن لجنة التنسيق على ظهر سفينة غريفيث في بحر الحديدة أن الطرفين أعطيا موافقة أولية على مقترح للمضي في مناقشة (...) إجراءات تنفيذ متطلبات المرحلة الأولى من إعادة الانتشار.
لكن المتحدث باسم الأمم المتحدة استدرك قائلا: "إنه ليس اتفاقا، وإن الطرفين طلبا وقتا لمراجعة قياداتهما قبل إعطاء الرد".
على مدى شهرين كانت الاجتماعات تناقش المضي في تنفيذ اتفاق الحديدة؛ الجديد أن الاجتماعات توصلت إلى اتفاق أولى (لم يعطيا موافقة بعد) على المضي في مناقشة تنفيذ إجراءات أولية وليس الاتفاق.
ومن اليوم الأول والأمور دائما هكذا، تصدير عناوين مخادعة حول اتفاق أولي وبما يعطي انطباعا بانفراج، لكنه لا يصمد سطرا واحدا قبل أن يعاد صياغة الجملة بما يفيد الانسداد.
لوليسغارد انخرط في اللعبة مباشرة ويعيد ترتيب الفشل والبداية من "اتفاق أولي" مكشوف الرصيد على السالب.
الحرائق التي كان على مخرجات السويد أن تتكفل بإطفائها في الحديدة استمرت وفشل الحوثيون في امتحان الجدية والمصداقية أمام أعين العالم وتحت بصر لجنة التسنيق الأممية وبالتحدي والمواجهة مع رئيسها وأجابهم غريفيث إلى ذلك فانصرف باتريك ليعقبه لوليسغارد.
يقيم رئيس اللجنة الأممية وفريقه ومساعدوه على ظهر سفينة في بحر الحديدة وتنعقد الاجتماعات في السفينة (انتهت جولة جديدة يوم الخميس استمرت من الأحد).
سفينة أخرى وأكبر سوف تستأجرها الأمم المتحدة ليتمركز عليها المراقبون الدوليون الـ 75، كل شيئ سيكون في البحر.
الحرائق والألغام والخنادق والأنفاق والصهاريج المتفجرة والحاويات الملغمة (المئات منها) تقطع شوارع وأحياء ومربعات مدينة الحديدة، ويفترض أن ينتهي كل هذا بنظر ومتابعة ومراقبة فريق البعثة الأممية الذي سيرابط في المياه الإقليمية.
لا يمكن أن يكون هذا هو المعنى المرادف لتنفيذ اتفاق ناجز ومشهود دوليا ومجاز من مجلس الأمن؛ هذه تلفيقات وليست إجرءات تنفيذية بصدد نزع مهمة جسيمة لإحلال السلام ونزع حقول الألغام والحرب من المدينة.
وانتهت كالعادة وكما هو متوقع جولة عمَّان الثانية المعنية باتفاق تبادل الأسرى بفشل حقيقي؛ الحوثيون يعرضون شكلا آخرا للتبادل (جزئيا في أفضل الأحوال) وقالوا: إن مسار عمان التفاوضي المستجد سوف يستمر أشهرا طويلة.
اتفاقات استوكهولم لا تتعثر بل تنتهي هنا وهكذا، لكن غريفيث لا تنتهي عجائبه، وبوسعه أن يعلن مجددا أن السلام بات أقرب من أي وقت مضى وأن يشيد بالتزام الحوثيين والحكومة.
والآن غريفيث يدفع بالضغوط لجولة مفاوضات حول ما يسميه اتفاق الإطار.
هذا يعني الحل الشامل والنهائي للصراع والأزمة والحرب في اليمن، اعتمادا على ما حققه من نجاح في الحديدة (بما أن الحرائق على حالها، لكن البعثة الأممية آمنة في البحر).