جحفلة انتفاضات الخلاص اليمني.. "حجور" مركز الزلزال

الجبهات - Friday 22 February 2019 الساعة 09:01 pm
نيوزيمن، كتب/ أمين الوائلي:

تزايدت الشواهد المرشّحة والمرجّحة لخيار هد الهيكل المليشياوي الأجوف، بصدد استيلاد واستيقاد انتفاضة شعبية عارمة تجحفل أمامها المحليات والقرى والقبائل، إلى موعد مع الخلاص الجماعي كهدف جامع.

تفاجأ الحوثيون بما يواجهونه في حجور، ولم تستطع قيادات الانقلابيين أن تخفي هواجسها المُزعجة؛ إزاء الاحتمالات، ومآلات ما يحدث هنا، وانعكاساته التي ستغطي مساحة أوسع ومناطق أبعد من حجور على المدى القريب والمتوسط، فراحت تزعق وتصرخ، مُحذّرة من "تمدُّد التمرد"، كما تصفه، ومن تكرار الحالة الحجورية قَبَلياً ومحلياً على أكثر من جهة وجبهة.

لكنَّ التحذيرات الناعقة والولولة الحوثية، التي نشهد حالاتها في تزايد واتساع كمي ونوعي على منابر ومنصات النشر والتدوينات والتواصل الاجتماعي، لا تكاد تفيق من صدمة حتى تخبطها أخرى، وكأنهم لم يكونوا يحسبون لكل هذا حساباً، أو يضعون في حسبانهم احتمالات مباغتة على هذا النحو.

حجور لوحدها، بقبائلها وجبهاتها وجهاتها، أنهكت -إلى حد كبير- نفسيات ومعنويات الحوثيين الذين لا سابق عهد لهم بمعركة طاحنة من هذا النوع؛ في منطقة جغرافية وجيزة ومحصورة ومحاصَرة، ثم تعجزهم وتهين غرورهم وتصفع وجوههم بأكف لا تكف عن التكرار والتحدي.

التحول الكبير الذي حدث ويحدث، انطلاقاً من حجور، لا يمكنه، وبعد أكثر من شهر، أن يتوقف هنا وفي حدود مساحات مأمونة بالنسبة إلى المليشيات الأكثر من مُستَفَزة الآن وتتخبطها لعنة حجور، كما لم تقاس هكذا امتحاناً مهيناً من قبلُ.

المعطيات وما يتسرّب هنا وهناك ويتفلت من ألسنة وهواجس الحوثيين تؤشر على، معنويات نازفة، واستراتيجيات مستنزَفَة، تحطمت عند أقدام جبال العبيسة والمندلة وفي تخوم كشر حجور، وهي الآن تتقلقل على اهتزازات وامتدادات زلزالية تتوخى المليشيات وقياداتها خطرها الوشيك في مناطق ومضارب ومطارح أبعد من كشر بكثير، ولا يمكنها بالتالي التعامل معها وحصرها ومنع تسرّبها وتناسخها محلياً بالتداعي والاطراد.

من شأن الزخم الذي وفرته وتوافر حول بطولات وصمود ومآثر الحجوريين وقبائلهم العتيدة أن يكون هو نقطة التحوُّل الحاسم في مسار الأحداث ومنقلب المصائر كلِّها.

بات الحوثة يستشعرون أصداءَ الحدث الحجوري؛ تتردّد في جبال حجة بأكملها، وتتوغّل إلى عمران، وتطير حتى القفر في إب.

لا يمكن تجاهل كلَّ هذا ومآلاته، فيما تتجاوب معها، وإن ببطءٍ مقدر، كوامن اتقادة شعبية وقبلية تعتمل جمراً، تحت رماد مهادنة آنية، على امتداد السلسلة الجبلية من أقصى جنوب إب بمحاذاة الساحل التهامي، ومروراً بشواهق ريمة ووصابين وعتمة، واتصالاً بصنعاء والمحويت، وعودة إلى حجّة حيث بؤرة مركز زلزالي نشط بكَثرة.

من الوارد جداً، بل ومن الواجب، أن تتعاظم فوائد وعوائد الوثبة الحجورية، وأن تُستثمر شعبياً وقبلياً ورسمياً حتى على مستوى الشرعية والتحالف بأكثر من صيغة، وبتواتر لا يترك فراغاتٍ زمانية، ويجيد الضغط على التتابع والإغراق.