"الولاّعة الحوثية".. إشباع فضول إيران باسترخاص دماء اليمنيين
السياسية - Thursday 11 April 2019 الساعة 03:33 pm
من حيث لا تدري تكشف مليشيا الحوثي صلتها الوثيقة وارتباطها العضوي بملالي إيران، وتأبي بعد 4 سنوات من انكشاف وعلنية تبعيتها هذه -كذراع إيرانية في اليمن- تأبى إلا محاولة توثيق هذه التبعية والخيانة الوطنية شعبياً، وتخليد حروبها العبثية وجرائمها بحق الإنسانية -والتي لن تمحى من الذاكرة الشعبية- وتسببها في إشعال الحرائق والفتن على الأرض اليمنية في أكثر من منطقة.
بسخافة لا محدودة، وغباء منقطع النظير، لا تلقى مليشيا الحوثي بالاً لمعاناة المواطنين تحت قبضتها، وليست مكترثة لتزايد حجم قتلاها واتساع رقعة مقابر ضحايا ديمومة سلطتها ووقود معاركها، ولا هي منشغلة بالكوارث البيئية والأمراض القاتلة المتفشية في مناطق انتشارها كوباء بعضه فوق بعض، فليس في كل هذه الصور المأساوية ما يثير اهتمامها ويستحق تخليدها (صورياً)، مثل اهتمامها بتأكيد التزامها لأوليائها في إيران وإشباع فضولهم، ولو بمجسّم استخفافي لمنتج الولاّعة (قدّاحة نار المستخدمة في إشعال السجائر)، في بركة طافحة بدماء اليمنيين!
إبهاج ملالي طهران بدماء يمنية
لا شيء بعد 4 سنوات من إشعالها الحرائق في الجسد اليمني أهم من تأكيد مليشيا الحوثي التزامها لملالي طهران بأن صنعاء باتت العاصمة الرابعة الأقرب والأكثر إغاضة لقيادات دول التحالف العربي الخليجي، ولو بمجسم استخفافي يثير الازدراء والسخرية باليمنيين أنفسهم قبل أن يبهج ملالي إيران سخرية واستهزاءً مفترضاً بعربات ومدرعات قوات التحالف العربي التي تعرضت للإعطاب في مواجهات حربية لدحر مليشيا الانقلاب في أكثر من منطقة.
وعلى مقربة من مجسم "الولاّعة" في أحد شوارع صنعاء، يرى عبدالله القادري -عامل بالأجر اليومي- أن مجسم الولاعة يذكّره بأسطوانة الغاز المنزلي التي بات الحصول عليها أمنية وحلماً يستحق الاحتفاء به وسط أفراد الأسرة، واستقبال تهاني الجيران في الأحياء السكنية، وذلك خلال الأربع السنوات الماضية، منذ استيلاء المليشيا على مؤسسات الدولة، واحتكارها لأسواق المشتقات النفطية والمتاجرة بها، ومصادرتهم لمرتبات موظفي الدولة.
تخليد مرحلة تجميع القراطيس لطهي الطعام
ولا يرى الخبير العسكري، عقيد متقاعد/ محسن الهمداني، في حكاية "الولاعة"، أي دلالة على أي تفوق عسكري، أو تأثير نفسي يستهدف ضرب وتدمير معنويات الطرف الآخر، ذلك أن قداحة النار "الولاّعة" التي تستخدم لإشعال النيران أسفل أي آلية عسكرية معطوبة، هي ذاتها -حسب العقيد الهمداني- تستخدم لإحراق قراطيس وأوراق القمامة وملصقات شعارات الجماعة وصور قتلى معاركها.
وفي تعليقه على حكاية "الولاعة" يرى سيف العتمي -بائع جائل في صنعاء- أن الفكرة إذا كان لها أي دلالة تاريخية فهي تذكّر بانتعاش أسواق الحطب ومرحلة تجميع القراطيس والصناديق الورقية وعلب البلاستيك من الشوارع والأزقة ومقالب المخلفات لاستخدامها في طهي الطعام، في ظل أزمات وجرع المشتقات النفطية والغاز المنزلي المتتالية.
ويعتقد الخبير العسكري الهمداني، أن في حجم معارض صور قتلى مليشيا الحوثي، وكذا اتساع رقعة مقابرهم، وانتشار المجاعة والأمراض الفتاكة، والتدهور الاقتصادي والمعيشي، ما يكفى لتخليد الحدث بإحساس يمني بحت ومسئولية وطنية (مفترضة)، لا تسترخص دماء اليمنيين الضحايا ولا تستخف بمشاعر أهاليهم، لأغراض سياسية تشبع نهم المسئولين في إيران لتوفير مادة إعلامية سجالية موجهة ضد السعودية والدول المنتجة للآليات العسكرية.