الطلاب والمدرسون يعيدون ألق الحياة للمخا ( صور+ فيديو)

متفرقات - Tuesday 16 April 2019 الساعة 07:29 am
المخا، نيوزيمن، كريمة سفيان:

منذ وقت مبكر من صبيحة كل يوم يخرج التلاميذ من منازلهم متوجهين إلى المدارس، في مشهد يعبر عن ألق الحياة وروعتها في المخا، مابعد ويلات الحرب..

مشهد اندفاعهم صباحاً رفقة أساتذتهم، تعبير يختزل الشعور برغبة الأجيال الناشئة بالعودة إلى المدارس التي رممها واعاد تأهيلها الهلا الاحمر الاماراتي عدى مدرستين.

تستقبل مدارس المخا الـ56، ما يقرب من 17.738 طالباً وطالبة في جميع عزل المديرية، ويعمل على سير العملية التعليمية فيها 553 معلماً ومعلمة، إضافة إلى 286 متطوعاً يعملون بشكل مجاني.

مدارس متميزة

في مدرسة الفجر الجديد كانت أصوات الطلبة وهم يرددون خلف معلمتهم بعض الكلمات بشوق، تعطي الزائر قدراً من الإعجاب، لإصرارهم ورغبتهم في التعلم بتلك النفسية.

يقول وكيل المدرسة التي تعد الأقدم في المخا الأستاذ أحمد عثمان، إن التلاميذ ال900 لديهم رغبة قوية في التعلم، ويحققون علامات مميزة بفضل الجهد الذي يبذله طاقم التدريس.

يضيف، في لقاء خاص مع نيوزيمن، إن العملية التعليمية تسير على نحو جيد، وإنه يتمنى أن تحصل المتطوعات على أجورهن الشهرية.

وأثناء لقائنا الأستاذ عثمان تحدثت إحدى المعلمات بحرقة عن وضعها المالي، وقالت حتى ال50 دولاراً التي منحتها منظمة اليونسيف كمساعدات للمعلمين توقف صرفها هنا، دون معرفة السبب.

الكشافة تضيف رونقاً للمدارس

في فناء المدرسة شوهدت فرقة الكشافة وقد تزينت أعناقهم بربطات قماشية خضراء ووردية اللون لتنتهي بطرف قصير يتدلى حتى الصدر، ولونت بالأخضر للذكور والوردي للإناث.

تتولى الكشافة، وهي فرقة لا يزيد عدد أعضائها على عشرين طالباً وطالبة، القيام بالعديد من المهام والأنشطة المدرسية، إنها ميزة تتسم بها المدارس الحكومية التي زرنا بعضها هنا.

ما لفت نظري أثناء تواجدي في مدرسة الفجر الجديد هو قيام أحد الكشافة بفض اشتباك بين طفلين، ثم يقتادهما إلى إدارة المدرسة للتحقيق في واقعة الاشتباك مما يظهر أن للكشافة دوراً في ضبط تصرفات الطلاب غير اللائقة.

يقول وكيل مدرسة الفجر الجديد أحمد عثمان، إنه لاحظ ظهور صفات عدوانية لدى بعض الطلاب ممن فقدوا أحد أحبائهم في حرب المليشيات الحوثية، وهي صفات لم تكن معروفة في سلوك أبناء المخا هادئي الطباع.

يضيف، إن أفراد الكشافة يساعدون الإدارة في إيقاف تلك التصرفات، إضافة إلى القيام ببعض الأنشطة الرياضية والثقافية في المدرسة.

وما يلفت الأنظار في المدرسة أيضا هو وجود نادٍ صحي يقوم أعضاؤه بإعداد الإرشادات التوعوية عبر رسومات ملونة تتناسب وأعمارهم، وتتعلق بكيفية استخدام دورات المياه أو المحافظة على نظافة المدرسة.

شابات صبورات

لدى شابات هذه المدينة رغبة تواقة للعمل، فجميع المدارس التي زرناها يعمل نصف طواقم التدريس فيها من الشابات المتطوعات بلا أجر، والبعض منهن أمضين نحو عشر سنوات في انتظار الوظيفة الحكومية التي لم تأت حتى اليوم، والبعض منهن أنهين السنة الخامسة بدون مقابل.

ورغم مأساة ذلك كون من يعملن لا يتلقين أجوراً طوال تلك السنوات، إلا أنه يعبر عن الصبر والتحمل من أجل الفوز بوظيفة حكومية.

فصول إضافية لمواجهة الاكتظاظ

أغلب مدارس المدينة افتتحت فصولاً إضافية بمساعدة اليونسيف، نظراً لكثافة الطلاب الذين نزحوا مع أسرهم من مناطق أخرى.

والفصول الدراسية عبارة عن خيم بيضاء واسعة نصبت في باحات المدارس تتيح للتلاميذ الجلوس في الظل بدلاً من العراء، كما تعمل على عزلهم عن الضوضاء التي تحيط بهم والتي قد تشوش انتباههم أثناء إعطاء الدروس.

وبالنسبة إلى مدير مكتب التربية، قاسم الشاذلي، فإن الكثير من المشاكل التي كان قطاع التربية يعاني منها بدأت في طريقها إلى الحل، حيث تم التغلب على كثافة الطلاب بإضافة 30 فصلاً دراسياً.

وتبقى مشكلة توفير الكتاب المدرسي، لكن ذلك لا ينحصر على المخا فقط إنما على جميع مدارس الجمهورية.

ومع اقتراب العام الدراسي من نهايته يلفت الانضباط المدرسي الأنظار إلى هذه المدارس التي تعمل بنشاط لتعيد للمدن والقرى حياتها..