اجتماع دائمة المؤتمر بصنعاء.. صراع خفي بين تيار الحفاظ على المؤتمر وتيار الحوثية

السياسية - Thursday 02 May 2019 الساعة 07:42 pm
صنعاء، نيوزيمن، تقرير خاص:

عقدت اللجنة الدائمة للمؤتمر الشعبي العام في صنعاء اجتماعاً لها، اليوم الخميس 2 مايو/أيار 2019م، تم فيه اختيار بعض القيادات الجديدة التي حلت مكان بعض القيادات في المواقع الشاغرة.

وفيما سعت مليشيات الحوثي، الذراع الإيرانية في اليمن، لفرض وصايتها على قيادات المؤتمر بصنعاء، وعملت على مضايقتها، وإفشال الترتيبات التي كانت تقوم بها لعقد الاجتماع لمرتين، إلا أن قيادة المؤتمر أصرت على عقد الاجتماع رغم التهديدات التي تعرضت لها.

الدورة التي جاءت بعد مخاض عسير شهدت صراعاً خفياً بين تيارين كان كل منهما يسعى لفرض سيطرته على مقرراتها ومخرجاتها.. فالتيار الذي يوالي المليشيات الحوثية داخل المؤتمر في صنعاء والذي يتزعمه كل من حمود عباد، وعلي بن علي القيسي، وحسين حازب، وطارق الشامي، وعبدالوهاب الدرة، سعوا منذ البداية لفرض الأجندات التي تخدم المليشيات الحوثية؛ وبين تيار رافض لمساعي الهيمنة الحوثية والذي يتزعمه أبوراس نفسه ويدعمه فيه يحيى الراعي وبعض أعضاء اللجنة العامة المقربين منهم وعلى رأسهم عزام صلاح، وجابر عبدالله غالب، وزيد أبو علي، وبعض الأعضاء الآخرين.

وخلال الأسابيع الماضية حاول التيار الموالي للمليشيا الحوثية فرض بعض الأجندات على قيادة مؤتمر صنعاء، كان من أهمها السعي لاستثمار اجتماع اللجنة الدائمة الرئيسية للقيام بعمليات تصفية للقيادات المؤتمرية العليا الموجودة في الخارج، أو تلك التي لها مواقف منها، وخصوصاً الأمناء المساعدين.. لكن أبوراس والراعي ومعهما أعضاء اللجنة العامة أدركوا أنهم إن تماهوا مع هذا المشروع فإن ذلك سيمثل ضربة قاصمة للمؤتمر ولتاريخهم التنظيمي فيه، بل ولحياتهم السياسية، ولذلك حاولوا بقدر الإمكان تلافي ذلك، مستندين إلى مواقف قيادات وقواعد المؤتمر التي عبرت، خلال عمليات التحضيرات لاجتماع اللجنة الدائمة، عن رفضها أي مشاريع من شأنها تمزيق المؤتمر أو فرض قيادات موالية للحوثي في هرمه القيادي الأعلى.

وخلال اجتماع الخميس شهدت القاعة ضجيجاً أظهر قوة التيار الذي لا يزال يوالي الرئيس الشهيد الزعيم علي عبدالله صالح، ورفيقه الشهيد عارف الزوكا، اللذين اغتالتهما مليشيات الحوثي، حيث كانت القاعة تضج بالتصفيق والهتافات كلما ذكر اسم الشهيدين، وهو الأمر الذي استغله أبوراس ليقدم مقترحه الذي تضمن انتخاب يحيى الراعي نائباً أول له.

وتؤكد المعلومات أن التيار الحوثي ضغط باتجاه تعيين قاسم لبوزة في منصب، وهو الأمر الذي اضطر أبوراس للرضوخ له، لكنه قابله باقتراح اسم السفير أحمد علي عبدالله صالح نائباً لرئيس المؤتمر.

وشهد الاجتماع، أيضاً، انتخاب غازي أحمد علي محسن الأحول أميناً عاماً خلفاً للشهيد عارف الزوكا الذي اغتالته مليشيا الحوثي.

الحوثي أفرج عن 100 مليون.. مؤتمر صنعاء يعقد اجتماع اللجنة الدائمة تحت ضغط الميليشيا

كما تم انتخاب كل من جابر عبدالله غالب وفاطمة الخطري أمينين مساعدين.

وتم تصعيد عدد من الأعضاء بينهم رئيس الحكومة التي تسيطر عليها المليشيا عبدالعزيز بن حبتور إلى عضوية اللجنة العامة، بالإضافة إلى نجل الشهيد الزوكا عوض عارف الزوكا، وأحمد المعكر، وحسن الهيج، وعبدالواحد صلاح، ومحمد الشوافي.

وفي المقابل ورغم أن أبوراس في كلمته سعى لإرضاء المليشيات الحوثية بالحديث عن عدم وجود إيران في اليمن، وهو الأمر الذي ظهر في نص كلمته على موقع الحزب الرسمي المؤتمرنت، لكن ما أخفاه الموقع ولم ينشره هو انتقاداته الحادة التي وجهها للحوثيين في كلمته، حيث أشار إلى أن كل اتفاقاتهم التي تمت مع زعيم المليشيا عبدالملك الحوثي ذهبت أدراج الرياح وأحبط تنفيذها بفعل تدخلات صغار المشرفين في صنعاء والذين يعيقون أي مساعٍ لاستعادة المؤتمر مقراته وأمواله، ومنها قناة اليمن اليوم التي ترفض المليشيات الحوثية حتى اليوم إعادتها للمؤتمر وتصر في الوقت نفسه على رفع شعار المؤتمر عليها.

إلى ذلك تضمن البيان الختامي للاجتماع، المطالبة للمليشيات الحوثية بضرورة تسليم جثمان الشهيد الزعيم علي عبدالله صالح ودفنه وفقاً لما يليق بمكانته وحسب وصيته، مطالبة في الوقت نفسه بضرورة إطلاق سراح كافة المعتقلين والمحتجزين من قيادات وكوادر وأعضاء المؤتمر الشعبي العام وفي مقدمتهم أقارب الشهيد الزعيم علي عبدالله صالح، محمد محمد عبدالله صالح، وعفاش طارق صالح، وكافة المعتقلين بدون استثناء.

كما تضمن المطالبة برفع العقوبات عن السفير أحمد علي عبدالله صالح، وقال البيان إن تلك العقوبات المفروضة عليه جاءت بسبب تهم كيدية لا أساس لها، فضلاً عن تأكيد التقارير المعدة من قبل لجنة الخبراء التابعة لمجلس الأمن بعدم قيامه بأي عمل أو نشاط له صلة بما تشهده اليمن، ناهيك عن انتفاء علاقة ارتباط العقوبات المفروضة عليه بوالده الذي استشهد ورحل عن الدنيا.