عائض القرني يعتذر عن أخطاء "الصحوة".. ويكشف أسرار تآمر الإخوان وقطر على السعودية

متفرقات - Tuesday 07 May 2019 الساعة 10:15 pm
عدن، نيوزيمن:

كشف الداعية السعودي عائض القرني، أسرار علاقته السابقة بدولة قطر، وموقفه من جماعة الإخوان المسلمين وتركيا وإيران، في حوار تلفزيوني غير مسبوق لأشهر الدعاة المستقلين عن المؤسسة الرسمية في المملكة والعالم الإسلامي.

وقال القرني، في حديثه لأولى حلقات برنامج ”الليوان“ الذي بثته قناة ”روتانا خليجية“، الاثنين، إن علاقته بقطر تعود لما قبل عشرين عامًا، وكان يومها موقوفًا بقرار رسمي سعودي عن النشاط الدعوي، عندما حاول وزير الأوقاف القطري آنذاك، عبدالله بن خالد بن حمد آل ثاني، لقاءه في الرياض.

وروى القرني تفاصيل تلك الحقبة بالقول إن تجربته تلك مع الدوحة انتهت باكتشافه التآمر القطري على بلاده، ليتوقف ويتوجه بالاعتذار لدولته التي قبلت اعتذاره، على حد وصفه.

وقال القرني"إن محاولة وزير الأوقاف القطري حينها كانت تستهدف ضمه لقطر، كون الدوحة ترحب بالمعارضين السعوديين وتمنحهم الجنسيات والأموال، بقدر ابتعادهم ومناهضتهم لبلادهم".

وأشار لظهوره على قناة ”الجزيرة“ القطرية قبل سنوات، والذي شبهه بظهور أي سعودي آخر من فنانين ولاعبي كرة قدم وفئات أخرى، كون العلاقات بين الرياض والدوحة كانت طبيعية، قبل أن يقرر التوقف عن الظهور بعدما ”سقطت ورقة التوت“، على حد وصفه.

وروى القرني سرًا عن اتصال أمير قطر السابق حمد بن خليفة آل ثاني به، إبان أحداث أيلول وظهوره يومها في برنامج ”الشريعة والحياة“ الذي تبثه ”الجزيرة“، وقال إن ذلك الاتصال كان يستهدف تشجيعه على لصق تهمة الإرهاب بالسعودية.

ووصف القرني قناة ”الجزيرة“ بـ”مسيلمة الكذاب“، وقال إنها تدعم الديمقراطية والحريات في كل مكان إلا في قطر، عازيًا موقف قطر بمحاولتها استهداف بلاده السعودية إلى ”حسد من عند أنفسهم“.

وأوضح القرني، أن علاقته المالية مع دولة قطر كانت وفق عقود عمل بصفته داعية معروفًا يمتلك ملايين المتابعين في مواقع التواصل الاجتماعي، مشيرًا لوجود كثيرين مثله دون أن يسميهم، لكنه استدرك بالقول ”لما تكشفت الأمور ذهبت لدولتي السعودية واعتذرت وقبلت الاعتذار.. ما كنت أعرف أنهم يتآمرون. الآن اتضح أنهم يتآمرون مع الإخوان وإردوغان علينا..“.

وقال القرني، إن حديثه في البرنامج صريح بشكل كامل، ”هذه ليلة تاريخية..القيادة مستهدفة والشعب مستهدف، ثلاثة خطوط حمراء: الإسلام والوطن والقيادة.. ما عاد فيه منطقة رمادية، والحياد خيانة.. أنا سيف من سيوف الدولة وكسرت الغمد.. مبيتين لنا النية ومستهدفين بلدنا مع الإخوان وإردوغان وإيران“.

وأضاف، ”اكتشفت أن النظام القطري وإعلام الجزيرة يخدم 5 (نونات).. نون طالبان، نون إيران، نون إردوغان، نون الإخوان، نون حزب الشيطان“.

الإخوان ومخالفتها للكتاب والسنة

وعن جماعة الإخوان المسلمين، قال القرني إنها ”خالفت الكتاب والسنة في مسائل.. في العقيدة لا يدعون للتوحيد.. قالها من هم أفضل مني، بن باز والألباني.. وتركوا الأضرحة وانغمسوا في الحاكمية وتركوا التوحيد.. أناديهم بالمراجعة والاعتذار من الشعوب.. في السعودية لا مكان للإخوان“.

كما قدم الداعية السعودي المعروف، عائض القرني، اعتذارًا نادرًا وجهه للمجتمع السعودي عن فترة ”الصحوة“ التي ترمز للعقود الأربعة الماضية في المملكة، عندما ساد فكر ديني مثير للجدل على الحياة العامة في البلاد.

وقال القرني إنه يعتذر باسم تلك الفترة للمجتمع السعودي عن ”الأخطاء: التشدد أو التي خالفت الكتاب والسنة وسماحة الإسلام وخالفت الدين المعتدل الوسطي الرحمة للعالمين وضيقت على الناس“.

وأضاف ”أنا الآن مع الإسلام المنفتح والمعتدل على العالم الوسطي الذي نادى به سمو ولي العهد محمد بن سلمان والذي هو ديننا.. أنا في هذه المرحلة مقارنة مع قبل، من التعسير إلى التيسير ومن التقليد إلى التجديد..“.

ومضى القرني في حديثه قائلاً، إن ”من الأخطاء التي وقعت فيها الصحوة الاهتمام بالمظهر أكثر من المخبر.. مثل اللحية والثوب، والوصاية على المجتمع وتقسيمه لملتزمين وغير ملتزمين، وتحريمه لكثير من الأمور“.

وتابع إن ”خطاب الصحوة حرم على الناس مظاهر الفرح من باب الالتزام القوي والشدة، وفي الزواجات استبدلوا الأناشيد والفرح بالوعظ، وبعد ما كبرنا ونضجنا اكتشفنا هذه المآخذ“.

وأوضح القرني أن الصحوة ليست امتدادًا لثورة الخميني، بل ربما كانت ردًا على هذه الثورة، ”لكنها كانت موجة كبيرة دخل فيها الكثير من الأطياف، منهم مستقلون وإخوان وسروريون“.

ووجد حديث القرني ردود فعل واسعة فور بث الحلقة، ومن المرجح أن ترد مزيد من ردود الفعل بالنظر لشهرة القرني وإجاباته الصريحة عن أسئلة حساسة تتسم أجوبة علماء الدين بشكل عام حولها بالمراوغة، لا سيما موقفهم من جماعات الإسلام السياسي.