في يوم الصحافة العالمي.. مليشيا الحوثي تلاحق الصحفيين تعسفيّاً

متفرقات - Wednesday 08 May 2019 الساعة 01:41 pm
صنعاء، نيوزيمن:

بطريقتها الخاصة احتفت مليشيا الحوثي -الذراع الإيرانية في اليمن- بمناسبة اليوم العالمي للصحافة ( 3 مايو)، بتكثيف حربها المستعرة ضد الصحافة والصحافيين، غير مكترثة بنداءات المنظمات الحقوقية الدولية والأممية، ففيما ما يزال عشرات الصحفيين رهن الاختطاف والاخفاء والاعتقال التعسفي، في سجون المليشيا عرضة للتعذيب الجسدي والنفسي والحرمان من أبسط الحقوق، أمهلت مليشيا الحوثي الصحفيين والإعلاميين العاملين في المحافظات الواقعة تحت قبضتها، أمهلتهم مدة 30 يوما كفترة زمنية لما أسمته "تصحيح أوضاعهم القانونية"، فيما اعتبر ذريعة جديدة لارتكاب المزيد من الانتهاكات والجرائم بحق الصحفيين.

وعبر وزارة الإعلام التي تسيطر عليها المليشيا الحوثي في صنعاء، دعت مليشيا الحوثي "مالكي الصحف والمجلات والإذاعات والقنوات ووكالات الأنباء والمواقع الإلكترونية ومكاتب الخدمات الإعلامية ومراسلي وسائل الإعلام المحلية والخارجية وغيرها من المنشآت الإعلامية المقروءة والمسموعة والمرئية"، إلى ما أسمته مراجعة الوزارة خلال ثلاثين يوماً، اعتباراً من مطلع شهر مايو الجاري 2019م،

انتهاكات جديدة وتهديد علني

وقالت وزارة الإعلام التي تسيطر عليها مليشيا الحوثي، إن إجراءاتها هذه "تهدف إلى تنظيم العمل الإعلامي ومنع الاختلالات الحاصلة في الوقت الراهن". واعتبرت مصادر عاملة في الوزارة هذه الإجراءات المرتقبة بداية لمرحلة جديدة من القمع للحريات الصحافية والرقابة على الوسائل الإعلامية ومراسليها المتبقين في مناطق سيطرة المليشيا، مشيرة إلى أن هذه الإجراءات تأتي بعد نشر تقارير إعلامية كشفت عن حجم ممارسات وجرائم الفساد المالي والإداري في عدد من القطاعات الخدمية تحت سلطات المليشيا بما فيها نهب المعونات الغذائية و"سرقة الطعام من افواه الجياع".

وفي تهديد ضمني لوسائل الإعلام والمكاتب الاعلامية ومراسلي الوكالات الخارجية، لوّحت مليشيا الحوثي باتخاذها ما وصفتها بـ"الإجراءات اللازمة بعد انتهاء الفترة المحددة".

مؤشر قاتم وحالة أليمة

وتأتي هذه التطورات باتجاه تكثيف عمليات الملاحقة للصحفيين ومحاولة إسكاتهم عن فضح جرائم المليشيا الحوثي، في وقت اعتبرت منظمة العفو الدولية الاحتجاز التعسفي لعشرات الصحفيين على أيدي ميلشيا الحوثي، مؤشرا قاتما للحالة الأليمة التي تواجهها حرية الإعلام في اليمن.

ويعاني الصحفيون في صنعاء والمناطق الواقعة تحت سيطرة مليشيا الحوثي صعوبة في ممارسة وظائفهم، ويلزمهم استخراج تصريحات من جهات عديدة لإنجاز تغطياتهم الاعتيادية بما فيها تلك التي تسلط الضوء على القضايا الانسانية ومستوى المعاناة لدى المدنيين والسكان والنازحين وذوي الاحتياجات الخاصة.

وبالتزامن مع اليوم العالمي للصحافة، أعلن الاتحاد الدولي للصحفيين، عن تنديده ورفضه للتعذيب والممارسات التي يتعرض لها الصحفيون في سجون مليشيات الحوثي، وطالب بالإفراج الفوري عن جميع الصحفيين المختطفين.

ورصدت منظمات حقوقية ومدنية تعرض اكثر من 4 آلاف صحفي وعامل في المؤسسات الاعلامية للانتهاكات خلال العام 2018م في اليمن، تنوعت ما بين الفصل من الوظيفة، والتشرد والنزوح، والحرمان من المرتبات، والسطو على مساعدات إغاثية.

وكانت نقابة الصحفيين اليمنيين دانت تعذيب الصحفيين في سجون مليشيا الحوثي، وجددت المطالبة بالإفراج عنهم، وفيما أشارت إلى ما يتعرض له الصحفيون المعتقلون من حرمانهم من حق الزيارة والتطبيب وإخضاعهم لظروف اعتقال قمعية، جددت نقابة الصحفيين اليمنيين المطالبة "بمحاسبة كل المتورطين بالجرائم التي ارتكبت بحق الصحفيين".