رسالة إلى الله: «الحوثة يسرقون أولادنا»

متفرقات - Thursday 09 May 2019 الساعة 11:09 am
صنعاء، نيوزيمن، يُمنى سالم:

أم لم تعرف أين غاب ولدها ولا الأسرة تعرف، نازحون إلى العاصمة صنعاء من حجة، اختفى ابنهم (16 عاماً) وخلال أسابيع وصلتهم، تقريباً، رسالة واحدة عبر الهاتف من رقم مجهول أنه "بخير ومع الله ولا يقلقوا".

ظهرت صورته ضمن قتلى الحوثيين في واحدة من قطاعات الحرب المشتعلة على جبهة العود - قعطبة. وصلت الصورة إلى أقارب أبلغوا أخته التي ابتلعت لسانها وابتلعتها هي الفاجعة وهول الصدمة.

تتردد البنت في إبلاغ أمها خوفاً من ردة فعلها وأثر الصدمة ومضاعفاتها على الحالة الصحية للأم المسكينة التي تعاني من أمراض الضغط والسكر وضعف في عضلة القلب وتناوبت عليها الفجائع والصدمات تباعاً وخلفتها بين حياة وموت. وهذا النبأ العظيم قد يقيضي عليها.

تقول البنت، لراصدة قريبة منها، إنها لا تعرف كيف تتصرف ومنذ ثلاثة أيام عندما علمت بالخبر وهي ضحية القلق والحزن والخوف على أمها المسكينة. لكن في النهاية لا بد أن تعرف كيف تتصرف، وأمها لا بد أن تعرف بخبر ابنها. لكن متى وكيف؟؟ الفتاة الشابة في حيرة من أمرها وفي حزن على أخيها.

الحوثيون حشدوا وجندوا ما أمكنهم من أطفال وطلاب وصغار سن ومراهقين، أيتام ونازحين ومشردين ومنقطعين وعمال باعة في الجولات والتقاطعات.

يظهر أو يعود هؤلاء في نعوش وأحياناً يدفنون دون علم أهاليهم الذين لا أحد يعرف أين هم ومن أين الضحية، من أي بلاد.

وهناك العشرات من الضحايا يلقون حتفهم ويبقون هناك حيث مصارعهم. تترك جثثهم ويمضي عنهم الآخرون في طريق موت بلا نهاية.

لم يختر أي منهم السير في طريق الهلاك. لكنها خطة الحوثيين، الذين ملأوا البيوت مآتمَ وأحزاناً وأوجعوا وفجعوا مئات الأمهات ومئات الآباء بأولادهم الذين لن يعودوا أبداً.

يتساقط الأبرياء الغرباء دونما سبب إلا أن المليشيات الحوثية العنصرية اختارت أن تضحي باليمنيين صغاراً وكباراً خدمة لأوهام السلاليين المصابين بهوس الأفضلية ووهم الاصطفاء الخرافي.

مئات الطلاب والفتيان والمراهقين والشباب والمنقطعين عن أسرهم بحثاً عن عمل ورزق حلال في زمن الحوثة والحرامية، سُرقوا.

آلاف من اليمنيين الحدثاء دون سن الرشد... سُرقوا.. وإلى الأبد.

> الحوثي يهدر أبناءكم بهذا الرخص: مشاهد قتلى متروكين بالعشرات يومياً شمالي الضالع

سرقتهم الحوثية اللعينة من أيامهم ومن أعمارهم ومن أمهات كثيرات مسكينات ينتظرن خبراً عن فلذات الأكباد.. الذين لم يعودوا ولا عادت أخبارهم أو عنهم.
والخبر قد يكون عند ابنة تتكتم عليه خيفة على أمها.

أوجاع وفجائع لا يعلمها أو عنها أحد. الله وحده يعلم وإليه المشتكى..

ولسان حال كل أم وأخت وأب يلهج بالشكوى رسالة حارة إلى الله عز وجل:

أن "الحوثة يسرقون أولادنا... يا رب".