قتلى وأسرى امتحنوا بالإنابة.. تربية الحوثي تحول ”الغش“ إلى مقرر سنوي

متفرقات - Sunday 30 June 2019 الساعة 10:54 am
صنعاء، نيوزيمن، نجوى إسماعيل:

تكشفت خيوط وقائع غش جماعي، شهدتها مراكز الامتحانات، في مناطق سيطرة ميليشيا الحوثي، بمجرد انتهاء امتحانات شهادتي التعليم الأساسي والثانوي.

وأكد تربويون، أن ظاهرة الغش في الامتحانات، تحولت إلى عملية منظمة هذا الموسم، مورست بالقوة وعلى مرأى ومسمع الجميع في المناطق الواقعة تحت نفوذ الحوثي، بما فيها صنعاء.

وقال تربوي، عُين مسؤولاً عن مركز امتحان بمنطقة سعوان في صنعاء، إنه أقيل في ثاني أيام الامتحان الوزاري، كما طُرد ثلاثة من المشرفين، بسبب رفضهم تلقين الطلاب الإجابات الخاصة باختبارات الثانوية العامة.

وأضاف، في حديث لـ”نيوزيمن“، إن الحوثيين أدخلوا عدداً من المعلمين إلى قاعات الاختبارات، التي يتواجد فيها طلاب يرتبطون بقرابة أسرية وعائلية مع قيادات وعناصر حوثية، وأجبروهم على حل الأسئلة في القاعات.

وأشار إلى أن هناك تربويين آخرين طردهم الحوثيون، وحرموهم من مستحقات المشاركة في إدارة مراكز الامتحان، لذات السبب.

قتلى وأسرى امتحنوا بالإنابة..!

في حين قالت إحدى التربويات، عملت ضمن لجان المراقبة في مركز امتحاني بمنطقة شملان بصنعاء، إنها فوجئت بإحضار المشرف الحوثي كشفاً يضم أسماء 22 طالباً وطلبوا من أعضاء اللجنة أداء الامتحان بدلاً عن هؤلاء الأسماء.

وذكرت أنهم حاولوا الاستفسار عن وضع هؤلاء الطلاب المتغيبين، ليرد الحوثيون بأن بعضهم قتلوا في جبهات الميليشيا، ويريدون توظيفهم بالشهادات الثانوية واعتماد مرتبات شهرية لأسرهم.

وأشارت إلى أن بعضاً من تلك الأسماء مفقودون وأسرى ومقاتلون في جبهات الميليشيا الحوثية، ذراع إيران في اليمن.

وتحدثت مصادر تربوية عن تسليم غالبية المراكز الامتحانية في صنعاء لمتطوعين تابعين للميلشيا الحوثية، من الذين تم إحلالهم بدلاء عن المعلمين والمعلمات التي فصلتهم تعسفاً من وظائفهم الحكومية، على خلفية مطالباتهم بمرتباتهم المنقطعة منذ قرابة ثلاثة أعوام.

وتقول المعلمة إنصاف الخولاني، إن الكثير من الطلبة تقاعسوا إلى حد كبير في الاعتماد على مجهوداتهم الذاتية لحل الاختبارات لأنهم صاروا يعتمدون على الغش ووسائله المختلفة.

واعتبرت ما حدث في اختبارات شهادتي التعليم الأساسي والثانوي نتيجة لواقع التعليم المزري الذي وصل إليه تحت حكم الحوثي، وتشجيع ظاهرة الغش وممارساتها بموافقة وعلم قيادة وزارة التربية والتعليم في حكومة الميليشيا.

وقالت الخولاني: ”شاهدت أحد المشرفين الحوثيين على المراكز التعليمية وهو يطلب من أحد المراقبين التربويين أن يساعد مجموعة طلاب (مجندين لدى الميليشيا) لكن المراقب رفض لتقوم الحراسة الأمنية التابعة للمشرف بإلقائه خارج القاعة“.